خَرقُ القَوانِين

By sarbllack

744K 37.2K 29.5K

جَامعة ڤيتريس المَرموقة، كَان بِها بعَض القواعِد الصارِمة التِي خُلقت لتحُث الطُلاب علىَ الدراسةَ بشكلاً جيد... More

‏ Synopsis
Part 02: لعُبة المُطاردة
Part 03: التّجمع عِند النّـار
Part 04: اَلصُّقُور ضِدَّ اَلْغِرْبَانِ
Part 05: صُفوفٌ خَاصّة
Part 06: نّدبة الليل المُظلم
Part 07: اللعِب وفقً لقواعِد المُتنمر
Part 08: مصَاص دِماءً جائع
Part 09: شَكلٌ جديد من أشكال الإحِتجاز
Part 10: السؤال عنّ المقبرة
Part 11: عيد الهالوين في ڤيتريس
Part 12: السَهر واليّقظة
Part 13: مُشاهدة الفِيلم
Part 14: هل نحن أصدقاء الأن؟
Part 15: تَحذير رُومَان
Part 16: تغّيير السيناريو
Part 17: هَمَسَات عَلَى اَلشِّفَاهِ
Part 18: الإعتناء بِها
Part 19: خُطوة واحدة نحَو الجريمَة
Part 20: تَحذيرٌ من كلا الجانّبين
Part 21: إحتفال ڤيتريس السنوي
Part 22: مجّزرة المَدِينة
Part 23: جَريمِة قتَل بَعد حَظِر التّجول
Part 24: إنكِشاف السِتار
Part 25: لمَساتٌ جريئة
Part 26: رُصَاصَة فِضِّية
Part 27: تنّـاثر الدّماء
Part 28: ِكَأسُ السُّـم
Part 29: السِّر الدَّفِينِ
Part 30: اَلْوَحْش اَلطَّلِيقِ

Part 01: الطَّريقة اَلأولى لِلتَّرحِيبِ

36.1K 1.6K 582
By sarbllack









الطريقة الاولى للترحيب: العقوبة.



دفعت جولي بنظاراتها ذات الحواف المستديرة الى أعلى أنفها للمرة الخامسة بسبب التوتر منذ ركوبها السيارة، لاحظت عينيها البنيتين أن مسار الأشجار توقف أخيراً وأن بوابتين هائلتين منعت السيارة من التقدم للأمام.

"يبدو أن الأمن مشددً هنا، أشعر وكأنني أوصلكِ إلى السجن" ضحك عمها توماس وينترز على الدعابه.

"أتمنى أن تعرف كيف تقتحم وتحرر شخص من السجن، عمي توم" قالت مشاركة في دعايته، وفي تلك اللحظة، لم يكن لدى جولي أي فكرة عن مدى قرب كلمات عمها من حقيقة الجامعة التي ستلتحق بها وتعيش فيها خلال العامين القادمتين.

تقدم الحارس عند البوابة ووقف بجانب جهة عمها من نافذة السيارة، كان الحارس نحيفًا وطويلًا، وكان شعره على الجانب اشعثً، ثنى الجزء العلوي من جسده، ووضع يده على حافة النافذة.

"أنا هنا لإيصال ابنة أختي" قال العم توماس عندما رأى أن الحارس لم يوجهِ سؤلاً إليه، وبدلاً من ذلك استمر بالتحديق فيه وبأبنه أخته فقط.

"هل معكِ هوية الطالب؟" سأل الحارس بصوت خشن، وانتقلت عيناه للنظر إلى جولي، وللحظة لاحظت وميض أحمر في عينيه واختفى بعد ثانية، هل تغير لون عينيه للتو أم كانت تتخيل؟

قام عمها بتسليم البطاقة إلى الحارس الذي نظر اليها عن كثب قبل إعادتها إليه.

"دعهم يمرون" صرخ الحارس، وانفتحت البوابات تلقائيًا وابتعدت لفسح المجال أمامهم، شعرت جولي بنظرة الحارس عليها، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح إلى حد ما.. بمجرد مرور السيارة، تحولت أعين الحارس إلى اللون الأحمر مرة أخرى ومرر لسانه على نابهِ الحادة.

أثناء قيادتهم للسيارة داخل مبنى ڤيتيريس، لاحظت جولي خط نمو الأشجار على كلا الجانبين، كانت هناك مبانٍ شاهقة على كلا الجانبين تشبه القصور، وفي الوسط، كان هناك مبنى أكبر منهم لا يبدو انه أقل من قلعة.

"ما زلت لا أصدق أنه قد تم قبولكِ في هذهِ الجامعة، سمعت أن عددًا قليلاً فقط من الطلاب ينجحون في الإنتساب إليها" قال العم توماس، بينّما كان ينقر بأصابعه على عجلة القيادة كما لو كان قلقاً من تركها بمفردها.. عندما اوقف عمها السيارة بالقرب من المبنى الرئيسي، حررت جولي نفسها من حزام الأمان وخرجت من السيارة، كان الشعور الذي تبعثهُ هذه الجامعة وكأنه عالم مختلف تمامًا بعيدًا عن المّدن بسبب موقعها، بينما تحيط بها أفدنة من الأراضي التي كانت في الغالب غابات..

"لا بد أن أمتعتكِ وصلت هنا بالفعل بما اننا أرسلناها قبل ثلاثة أيام، أما عن البقيه فهم هنا" تحدث عمها، وأخرج أمتعتها من صندوق السيارة، وأمسكت جولي بهم، عندما أغلق عمها صندوق السيارة، التفت إليها وتحدث "هل أنتِ متأكدة من أنكِ لا تريدين البقاء في منزلنا والالتحاق بالكليات القريبة؟ يمكنني شراء سيارة مستعملة لكِ وعندها—"

"لقد فعلت الكثير من أجلي بالفعل، عمي توماس، سأكون دائمًا ممتنه، لذلك من فضلك لا تقلق علي" ابتسمت جولي حتى لا يشعر عمها بالاضطراب والانزعاج.. بعد ما حدث قبل بضعة أشهر، انتقلت جولي إلى منزل عمها، شقيق والدتها الأصغر، كان شخصًا كريمًا ودافئًا، متزوجًا سعيدًا ولديه أبن في العاشرة من عمره، آخر شيء أرادت فعله هو إزعاج حياته الأسرية.

تنهد العم توماس "هذا أقل ما يمكنني فعله" شعرت جولي بأن قلبها أصبح ثقيلاً، لكنها لم تدعه يردع أبتسامة شفتيها، لم تكن تريد أن يقلق العم توماس عليها "تعالي إلى هنا، عانقي عمكِ العجوز قبل أن تذهبي"

احتضنت جولي عمها، وربت عليها "قرأت في التقرير أنه سيسمح لكِ بزيارتنا كل يوم أحد من آخر الشهر، أخبريني بمجرد أن تستقري وقومي بزيارتنا أيضًا، وكوني فتاة جيدة، وإذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء، فكل ما عليكِ فعلهُ هو الإتصال—"

"نعم، عمي توم، أعلم" ابتسمت، وأومأ هو برأسه.

لوحت لعمها عندما ركب سيارته وغادر، الآن بعد أن وقفت بمفردها وحقيبة السفر ذات الشكل المُربع في يدها، لاحظت أخيرًا الأشخاص من حولها... المكان الذي وقفت فيه لا يبدو مهجورًا، دخل بعض الطلاب وخرجوا من المباني... دفعت نظارتها مرة أخرى لأعلى أنفها وهي تحدق في مدخل المبنى، لقد مرت دقيقة واحدة فقط منذ أن أوصلها عمها لـ هنا، وكانت تشعر بأعين الطلاب الذين كانوا حولها يراقبونها.

"نفس عميق" همست جولي لنفسها، عندما استنشقت، في نفس الوقت، شعرت بوخز في أنفها "آتشو!"

جلبت العطسه الصغير المزيد من الاهتمام إليها، حيث التفت الطلاب الذين كانوا خارج المبنى لينظروا إليها، نظرت بسرعة إلى أمتعتها، ممسكة بمقبض حقيبتها، وصعدت طبقات الدرج واحدة تلو الاخرى بينما كانت هناك حقيبه اخرى على كتفيها، أثناء سيرها في الردهه، رأت المكتب الرئيسي ودخلت اليه... وقفت امرأة خلف الطاولة، بينما كانت تكتب شيئًا في السجل.

"مرحبًا" بدأت جولي.

"كيف يمكنني مساعدتكِ يا عزيزتي؟" سأت المرأة ونظرت اليها.

"أنا جوليان وينترز، تلقيت قبولي مؤخرًا في الجامعة، كنت أبحث عن جدول صفوفي وتفاصيل عن مسكني" أخبرت جولي عاملة المكتب بسرعه.

حدقت المرأة في جولي قبل أن تسأل "دعيني ألقي نظرة، هل أحضرتي بطاقتكِ؟"

سحبت جولي البطاقة من جيبها وسلمتها، كانت بطاقة هوية الطالب التي تلقتها عبر البريد.. التفتت جولي للخلف لتنظر إلى الردهة الفارغة، يبدو أن الصفوف الدراسية مستمرة في الوقت الحالي، كان هذا الوقت هو بداية العام الدراسي، وقد تأخرت عن الموعد بأسبوع كامل، بدت الجامعة أفضل بكثير مما رأته على الإنترنت.

"ها أنتِ ذا" قالت المرأة ورأت جولي أوراقًا موضوعة فوق المنضدة.

"تحتوي الصفحة الأولى على جدول صفوفكِ الدراسية، والصفحتان التاليتان تحتويان على تفاصيل المبنى بالإضافة إلى القواعد، تأكدي من قراءتها جيداً"

يا لها من طريقة غريبة لمسكن جامعي بهذه الطريقه، فكرت في نفسها.

"شكرًا لكِ" قالت وأظهرت جولي ابتسامة للمرأة التي ساعدتها، استدارت، واستاءت المرأة من سماع صوت عجلات العربة وهي تصدر ضوضاء طوال مده سحبها من المكتب إلى الباب.. خرجت جولي من الغرفة، وسحبت حقيبة العربة خلفها بيد والأخرى ممسكة بالأوراق التي اخذتها من غرفة المكتب، يبدو أنها أكملت خطوة واحدة، الخطوة التالية كانت العثور على مسكنها، ولكن قبل أن تتمكن من إلقاء نظرة على الأوراق المطبوعة، سمعت ضجيجًا طفيفًا.

ما هذا الصوت؟ سألت جولي في نفسها، وتوقفت في طريقها... في ثانية، دخل فتيان الى الممرات ولكنهما لم يدخلا بالطريقه التي يدخل بها الأشخاص العاديون، دخلوا بينما كانا يلكمان بعضهما البعض.

اتسعت عيناها خلف نظارتها عندما رأتهما يلكمان ويدفعان بعضهما البعض على الجدران بالتناوب، لم يكن القتال يبدو صغيراً لأنهم وضعوا كل قوتهم فيه، جفلت عندما سمعت صوت طقطقة، ولم تعلم من الذي انكسرت عظامه بسبب اللكمات... كان أحد الفتيان يمتلك شعراً أشقراً موهوكَ باهتًا ولم يكن يبدو أقل من ثور هائج تعرض للسخرية.

"سأقتلك حقًا بسبب هذا الهراء!" صرخ بينما كان يضغط على أسنانه.

هربت ضحكة مكتومة صغيرة من الشخص الآخر الذي رد "على جثتك جاكسون، أخبرني عندما تكون مستعدًا للموت"

تمكنت جولي من رؤية السترة الجلدية السوداء التي كان يرتديها الشخص الاخر.

"اليوم هو يوم سقوطك!" قال الفتى الأول، المدعوا جاكسون.

بدا الثور في حالة من الغضب وتوجه مباشرةً نحو الفتى ذا السترة السوداء، وهو يأرجح بيده اليمنى في وجهه، وللحظة، للحظة فقط، بدا منتصرًا قبل أن يقف الفتى صاحب السترة ويلقي بضربة على الفتى الثور.. مع استمرار القتال الجسدي بينهما، لاحظت جولي أخيرًا الفتي الذي كان يرتدي سترة جلدية.

كان تعبيره يعبر عن الملل وكأنه يتعامل مع طفل، كان للفتى الطويل خصلات شعر سوداء كثيفة تغطي جزءًا من جبهته وعظام وجنتيه مرتفعتين قليلاً، لاحظت الاقراط البارزة على الفص الأيمن من أذنه... نظرت جولي ذهابًا وإيابًا، متسائلة متى سيوقف المعلمين القتال الذي اندلع في وسط اللامكان.

بدأ بعض الطلاب يتدفقون إلى الممر، ويشاهدون القتال مثل جولي على الجانبين، جفلت عندما رفع الفتى ذا الشعر الأسود ساقه، وأدارها لركل فك الفتى الأشقر وسقط على الأرض، بينما هسهس الثور، وشعر بجرح في شفته.

"تبدو أفضل كسجادة على الأرض" قال الفتى الذي كان واقفاً.

قررت جولي عدم البقاء هنا لانها تملك مسكن عليها البحث عنه.. استدارت، وبدأت في الابتعاد عن مكان الحادث بينما كان معظم الطلاب يشاهدون القتال، كانت قد خطت سبع خطوات فقط من المكان الذي كانت تقف فيه عندما سمعت صوت صفير... قبل أن تدرك ذلك، انزلقت الأوراق من يدها، وكذلك حقيبتها التي كانت معلقه على ظهرها والحقيبه التي كانت تسحبها، بينما سقطت ورقتين بالقرب منها وانزلقت الورقة الثالثة أسفل صندوق كان موضوعاً على الجانب، ألم يجد الفتيان الجانحان مكانًا أفضل لمواصلة قتالهما؟

كان ذلك لأن أحد الصبية المشاركين في القتال قرر الاصطدام بها مباشرة، وشعرت جولي كما لو كانت آخر قارورة في صالة البولينج وقد وقعت بعد التأرجح عدة مرات للأمام... على الرغم من أنها لم تسقط على وجهها، إلا أن نظارتها قد سقطت على الأرض، وسعت عيناها على مصرعيهما، وشهقت في رعب عندما سمعت صوت تصدع!

نظاراتها!!!!!

أدركت جولي أن الانطباعات الأولى مهمة، إذا بقيت صامتة الآن، مع وجود الكثير من الناس في الردهة، فسيعتقدون أنها سهلة المنال، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى التعرض للتنمر.. كان لديها زوج آخر من النظارات الاحتياطية، لكن هذهِ كانت المفضلة لديها!

صرّت جولي على أسنانها وسمعت الصبي الموهوك الأشقر يتأوه من الألم، بينما يقف مُترنحًا على بُعد خطوات وعِندما كانَ على وشكَ اتخاذ خطوة نحو الشخص الآخر، أمسكتَ جَولي بالجزء الخلفي من قميصه، فُـاجئ الفتى المُتألم والذّي لم يّـكن حذراً مما افقده توازنه ثم سقط على الأرض... وسمعت شهقات جماعية من الطلاب وكأنها ارتكبت خطيئة جسيمة، وبعد ذلك، ضحك الفتى ذا السترة السوداء ضحِكه خفيفه مكتومه، أدت هذهِ الضحكة إلى سكب الوقود على الشخص الملقى على الأرض واشتعلت فيهِ النيران، قام بـإلقاء نظرة عليِها لو كان مستعدًا لدعَسها.

عندما استيقظت جولي هذا الصباح، كررت بداخلها عن كم سيكون يومها رائعًا، وكيف كانت تتطلع إلى الأمام بدلاً من النظر من فوق كتفها إلى الماضي الذي كانت تحاول إخفاءه، قالت لنفسها إنها ستبتسم وتتحدث إلى الناس، ولن تختبئ... وعلى الرغم من أن هذا ما قصدته، إلا أن سحب الفتى وجعله يسقط على الأرض كان آخر شيء ارادت فعله اليوم!

لفت يدها التي سحبتهَ بوضعيه قبضه، وضمتها إلى صدرها في حرج، دفع الفتى الجانح ذا التسريحة الغريبة نفسه للوقوف أمامها مباشرة، وفجأة ندمت على فعلتها، مقارنة بالفتى، كانت صغيرة الحجم، ابتلعت لعابها بقوه.

"أيتها العاهرة اللعينة!" زمجر الفتى، مستعدًا للانقضاض عليها، وفي الوقت نفسه، وصل أحد المعلمين إلى مكان الحادث.

"ما الذي يجري هنا؟!" دوى الصوت في الردهة، وسرعان ما بدأ الطلاب الذين كانوا يستمتعون بالقتال يتفرقون.

سارع الفتى الاشقر إلى إرجاع يده للخلف والتوقف، ووقعت عينا جولي على رجل ربما كان في أواخر الثلاثينيات من عمره، كان الرجل يرتدي بذلة سوداء وله احبك ذقن خفيفة، أعطى حاجبيهِ المقوسين تعبيرًا صارما وهو يحدق في اتجاهها، حيث وقف الفتيان بالقرب منها.

"لمكتب السيدة دانتي، حالاً" أمر الرجل.

لم يصدر الفتى صاحب السترة السوداء ولا الفتى الاشقر كلمة احتجاج واحده، كانت جولي سعيدة لانه تم أنقاذها! لقد تجاوزت الامر واخيراً! فكرت في نفسها قبل الانحناء والتقاط نظارتها، التقطت الورقتين اللتين انزلقت من يدها دون أن تدرك أنها فقدت الورقة الثالثة.

"هل تحتاجين لدعوة خاصة للذهاب إلى المكتب؟" استجوبها الرجل.

"أنا؟" نظرت جولي إلى الفتيان اللذين كانا قد بدآ بالمشي بالفعل "لا لا، هذا سوء فهم، لم أكن معهم في القتال، أنا-"

"للمكتب" قال الرجل بصرامة.

"لكنني لم أفعل-"

"أو الأحتجاز لعدم إطاعة تعليمات المعلمين" قال ذلك واتسعت عينا جولي.

ماذا؟! صرخت في عقلها.

"سيكون من الحكمة ان تتبعي كلمتي ما لم ترغبي في الركض في اعمق جزء من الغابة" تحدثت المعلم، عندما كانت جولي على وشك فتح فمها لتتحدث مرة أخرى.

دفعت جولي امتعتها جانباً وقررت ان تأخذها لاحقا قبل ان تتبع الطالبين الآخرين، أرتدت نظارتها المتصدعة من أحد الإطارات.

أثناء سيرها، لاحظت اتساع الممرات، واللوحات معلقة على جانبي الجدران.. كانت اللوحات لبلدات قديمة وقرى قديمة إلى جانب المناظر الطبيعية.

رأت الطالبين يختفيان خلف بابٍ اسود كبير، وعندما اصبحت أمام الباب مباشرة، توقفت للحظة قبل أن تدفعهُ وتدخل للداخل.

سرعان ما وصل الرجل الذي أمر ثلاثتهم بالحضور إلى هذه الغرفة ، وأغلق الباب مرة أخرى.. سار إلى الأمام، منحنيا ليتحدث الى الشخص الجالس على الكرسي الذي يواجههم بظهره.

على الجانب الأيسر من الغرفة، وقف الصبي ذو السترة الجلدية، ووقف الاشقر الذي كان يحدق بها في المنتصف، بينما وقفت هي على اليمين.

عندما استدار الكرسي، رأت جولي امرأة شعرها الاشقر ممشط إلى الوراء منسدل إلى أسفل كتفيها. كانت عظام وجنتيها مرتفعة وشفتيها غير مطلية.

"لماذا لست متفاجئة لرؤيتكما هنا للمرة الثانية هذا الشهر ، مولتنور وجاكسون" قالت المرأة بابتسامة على وجهها، تنظر إلى الصبيين كما لو كانا تلميذيها المفضليين، وكانت متحمسة لرؤيتهما.

"سيدة دانتي هذا -" أجاب الصبي المجاور لجولي.

"اصمت!" تراجعت الابتسامة من وجه السيدة دانتي على الفور ، وفجأة انفجرت

"تشاجرتم في منتصف الردهة... كم هذا مخزٍ.. أنتم لستم حيوانات برية في الغابة ولكنكم طلاب السنة الأخيرة في هذه الجامعة.. كونكم طلاب درسوا هنا لوقت طويل ، كنت أتوقع بعض الانضباط.. قد يتعرض الطلاب للأذى، أو قد ينتهي بكم الأمر بإتلاف ممتلكات الحرم الجامعي"

ثم هبطت عين المرأة على جولي ونظرتها جعلتها تقف بشكلاً أكثر استقامة من ذي قبل.

"هل بدأتم في تجنيد طلاب جدد للمشاركة في قتالكما أم أنكما تتقاتلان عليها؟" تساءلت السيدة دانتي.

في هذا السؤال، احمر وجه جولي، وكانت سعيدة لأنها ارتدت نظارتها لتغطية جزء من وجهها عندما لم تستطع التحكم في ذلك.

"أنا طالبة جديدة ووصلت إلى هنا اليوم" قالت وهي تنظف حلقها ، حاولت أن تشرح للمديرة، واكملت وهي تخطوا خطوة للأمام

"لقد أخذت فقط جدول المحاضرات وتفاصيل السكن من المكتب و انتهى بي المطاف في منتصف القتال"

"هذه العاهرة دفعتني!"

يا فتى ، ادركت جولي في عقلها ان الفتى الاشقر كان منزعجًا من سقوطه على الأرض أكثر من انزعاجه من الفتى الآخر.

"ألفاظكَ جاكسون" حذره المعلم.

"سحبتك" صححت جولي ما قاله الصبي ثم عادت إلى السيدة دانتي "أقسم أنني لم أكن أعلم أن هذا سيجعله يسقط.. أعني أنني صغيرة جدًا مقارنة به، وليس لدي القوة لجعله يسقط"

"لقد دفعتني!" نظر إليها الصبي بقصة شعر الموهوك القصيرة.

"مثير للشفقة" تحدث الفتى ذو الشعر الأسود من الجانب الآخر "على الأقل الآن تعرف كم أنت ضعيف.. تسقط من دفعة فتاة"

لماذا كان الشخص الآخر عازماً على صب البنزين على النار الملتهبة؟! كانت جولي واثقة انه لو لم تكن مديرة المدرسة جالسة امامهما لكسر الصبيان عظام بعضهما.

"لماذا لا تقابلني خارج المبنى وسأريك من هو ضعيف" تحدى الصبي الأشقر.

"هذا يكفي جاكسون.. أفضل ألا يراق الدم في هذا المكان.. يبدو أنه كان مجرد سوء تفاهم ، سيد بوريل" قالت السيدة دانتي ، وتحولت عيناها عسليتين لتنظر إلى جولي، عند سماع هذا ، شعرت جولي بالارتياح.

"إنها لا تزال بحاجة لقضاء فترة الاحتجاز، لم تستمع إلى تعليماتي.. ليس مرة واحدة بل مرتين" قال السيد بوريل.

"كنت أحاول فقط أن أوضح أنه لا علاقة لي بالشجار" قالت جولي بسرعة.

لم يبدو السيد بوريل راضياً عن تفسيرها، وضيق عينه عليها "هل تخبريني أنكِ فشلتي في ملاحظة أنني المعلم هنا؟ أو ربما أبدو في الثامنة عشرة بدلاً من الثامنة والثلاثين؟"

رفعت السيدة دانتي يدها حتى لا يستمر السيد بوريل بإخافة جولي في يومها الأول هنا.

"جولي وينترز أليس كذلك؟" سألت المديرة ، وأومأت جولي برأسها.

لم تكن جولي تعرف ما إذا كان عليها أن تشعر بالامتياز لأن مديرة الجامعة عرفت اسمها أو تقلق لأنها الشخص الوحيد الذي انضم في أواخر هذا العام.

"بما أنه يومك الأول يا جولي ، سأطلب من السيد بوريل أن يعفيكِ هذه المرة" إبتسمت المرأة ابتسامة ودية ، ولكن بعد أن رأت جولي الابتسامة تتساقط من وجهها منذ فترة ، ستكون كذبة إذا قالت أن الابتسامة لم تخيفها.

"يمكنكِ الرحيل"

أومأت جولي برأسها ، هامسة بالشكر قبل أن تستدير وتندفع خارج الغرفة.. كانت خطواتها سريعة ، وسارت نحو الردهة حيث تركت أمتعتها على الجانب.

خرجت جولي من المبنى وهي تسحب حقيبة العربة خلفها... لاحظت أنه لم يكن فقط هؤلاء الجانحين، ولكن بعض الطلاب هنا لديهم أساليب غريبة.

كان المكان الأخير الذي درست لديه قواعد صارمة مثل: الثقب ، وأحمر الشفاه ، والوشم ، وغيرها من الملحقات التي تبرر احتجاز الطلاب.

نظرت إلى رسم المكان الموجودة في يدها ، وحاولت معرفة تخطيط الحرم الجامعي.

"اللحوم الطازجة في الحرم الجامعي مع الخضراوات الطازجة! ما الغرض من ذلك؟" عند سماع الأصوات من خلفها ، التفتت جولي لتنظر إلى فتاة وصبي في نفس عمرها.

"توقف عن أن تكون غريبًا" قالت الفتاة التي لها شعر أشقر مموج بطول الكتفين ، شفتاها كانت باللون الأحمر ، وعيناها الزرقاوان نظرتا إلى جولي.

"يبدو أنكِ طالبة جديدة، لكنكِ تركتي انطباعًا بالفعل" استغرق الأمر ثانية حتى أدركت جولي أن الفتاة كانت تتحدث عن حادثة الممر الصغير.

تسليط الضوء عليها لم يكن شيئاً ترتاح له، لم تعرف كيف ترد، لكنها سألت بدلا عن الرد "كنت أبحث عن المسكن.. هل يمكنكِ توجيهي إلى الإتجاه الصحيح؟"

"المهجع؟" استجوب الصبي ذو الشعر الأسود الشائك ، وسقطت عيناه على حقيبتها.

"نعم" لاحظت جولي وجود ثقب في فمه ، وهو أمر غير معتاد بسبب وجود دبوس على لسانه.

"أنا جوليان وينترز" قدمت جولي نفسها بابتسامة.

"أوليفيا تروسني" قالت الفتاة بابتسامة مهذبة "هذا ماكسيموس ماروداس.. حسناً دعيني ألقي نظرة على هذا .. عادةً ما يُطبع رقم المبنى ورقم الغرفة هنا"

سلمت جولي الاوراق ، وبمجرد أن ألقت أوليفيا نظرة عليها تحدثت "يبدو أن مهجعكِ بجانب مهجعي.. دعيني أريكِ المكان" هزت الفتاة رأسها.

حدق ماكسيموس في أوليفيا لثانية أطول قبل أن يقول "سأراكِ لاحقًا" عرض على جولي ابتسامة ودخل المبنى الذي خرجت منه.

قادت أوليفيا جولي نحو مسكنها.

"من غير المعتاد جدا نقل الطلاب لأنه مر ما يقرب من أسبوع منذ بدء الفصول الدراسية. ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟" سألت أوليفيا.

"انتقلت إلى وودوارد قبل شهرين" أجابت جولي، تلقت نظرة استجواب من الفتاة ذات العيون الزرقاء، وأضافت "والداي...توفيا واضطررت إلى الانتقال" تمسكت بحزام حقيبتها.

"آسفة لسماع ذلك" شاركت أوليفيا تعاطفها، لكن جولي تمكنت من الشعور بالفراغ في الكلمات التي نطقت بها الفتاة "لا بد أنه كان من الصعب البدء من جديد"

"كان عمي داعمًا جدًا لذلك لا بأس.. إنه يعيش على بعد ساعتين من هنا" ابتسمت جولي، ودسّت خصلة شعرها خلف أذنها التي استقرت على جانب وجهها "هذا المكان يبدو معزولا جداً.. لاحظت عدم وجود اي مباني لمدة نصف ساعة على الأقل حتى وصلت إلى بوابات الدخول الرئيسة"

ارتفعت شفاه أوليفيا المطلية من زاوية واحدة.

"من أجل الحفاظ على سلامة الطلاب.. بصرف النظر عما رأيته ومدة الثلاثين دقيقة بالسيارة التي تحدثتي عنها، كل شيء يخص ڤيتريس.. في اللاتينية، فيتريس تعني عتيق، أشخاص ينتمون إلى سلالة عتيقة، والمقصود من الاسم هو الاشارة بأنهم كانوا ذات يوم أسياد هذهِ الأراض"

"لا بد أنه كان وقتًا لطيفًا" أجابت جولي وهي تنظر إلى الأشجار الطويلة أثناء مرورها على ممر المشاة.

بينما كانت تمشي بجانب أوليفيا، شعرت بنظرات متكتمة الذي اظهره بعض الطلاب، لكن أوليفيا بدت غير منزعجة من اهتمامهم.

عندما وصلوا إلى المهجع، حدقت بها بعض الفتيات.. ولكن بعد بضع ثوان، أدركت أنهم كانوا ينظرون إلى أوليفيا، تساءلت جولي عن سبب ذلك.

"ها هي غرفتكِ" قالت أوليفيا، وسارت جولي إلى الأمام لرؤية الباب الذي به رقم (100) مُسمرًا عليه "يجب أن تكوني على ما يرام من هنا"

"شكرا لكِ مرة أخرى على إظهار الطريق لي" شكرت جولي الفتاة الشقراء.

عندما ابتعدت أوليفيا عنها، بصرف النظر عن الفتيات الأخريات اللواتي كن خارج الغرف يحدقن فيها، لاحظت جولي الجوارب السمكية العريضة وشورت الجينز القصير على أوليفيا، والتي لم تكن قد لاحظتها في وقت سابق... فتحت جولي الباب، وحملت أمتعتها، دخلت وأغلقت الباب خلفها.

أسندت ظهرها على الباب بينما اخذت عيناها تفحص الأشياء التي كانت في الغرفة... في الواقع، كانت حقيبتين من أمتعتها قد تم إرسالهما بالفعل ووضعا في الغرفة المخصصة لها حتى قبل أن تصل إلى الجامعة.

كانت غرفة مريحة، وبسرير واحد فقط، فهذا يعني أن جولي لديها الغرفة كلها لنفسها... والآن بعد أن ابتعدت عن العالم الخارجي وعادت إلى قوقعتها، سقطت الحقيبة التي كانت تحملها على كتفها على الأرض بضربة.

نظرًا لأن الغرفة كانت تقع في نهاية الممر، فقد كانت تُطل على نافذتين... تقدمت نحو إحدى النوافذ، نظرت إلى الأشجار في الخارج... على مدى السنتين القادمتين، سيكون هذا منزلها.. بمجرد أن تكمل تخرجها ، لن تغادر هذا المكان فحسب، بل الولاية أيضًا.

بعد فتح البطانية على السرير ، كان أول شيء فعلته جولي هو النوم... كانت متعبة من الرحلة، ومن يومها الأول في هذا المكان... الآن، كل ما أرادته هو راحة جيدة، وستفكر في بقية الأمر لاحقاً... استلقت على السرير مثل نجم البحر، وسقطت في نوم.

ولكن عندما كان عقل جولي يغوص في ارض احلامها، سمعت صوت رعد يقرع على الباب.

«افتحي هذا الباب اللعين! هل تعتقدين أنه يمكنكِ الاختباء هناك إلى الأبد؟» طلب بصوت التهديد الذي تغلب عليه.

بدأ العرق يتشكل على جبهتها بينما تسارعت انفاسها.. استمر طرق الباب ، ونظرت في أرجاء الغرفة التي لم يكن لديها نافذة واحدة للهروب.. بدأت تشعر بالإختناق، وانتقلت إلى الزاوية.

عندما توقف طرق الباب، قال الشخص الموجود على الجانب الآخر من الباب «أفتحي الباب الآن، جوليان»

فتحت جوليا عيناها البنيتان ونظرت إلى باب غرفتها بأنفاس ضحلة، لقد كان حلما، طمأنت نفسها... هربت تنهيدة من شفتيها قبل أن تجلس وتلتقط الأوراق التي جمعتها من غرفة المكتب... كان تخصصها الرئيسي وهو علم الأحياء وفصولها الثانوية في الجدول الذي اختارته عند التقدم لهذا المكان.

قلبت الصفحة، ووقعت عيناها على الكلمات المميزة "القواعد" تذكرت سيدة المكتب التي ذكرت ذلك.

قرأته جولي "القاعدة الأولى.. لا تخرج من ممتلكات فيتيريس دون إذن خلال سنواتك الجامعية، القاعدة الثانية.. القاعدة الثانية استمعوا لتعليمات المدرس لأنها تعني الخير، القاعدة الثالثة.. سيتم إغلاق بواوبات مبنى الكتلة الزرقاء حيث يتم إجراء الفصول الدراسية بعد التاسعة وفتحها بعد الثانية عشر" عندما قلبت الصفحة، لم تكن هناك اوراق اخرى، لقد كانت الاخيرة.

"يمكنني العيش مع هذه القواعد الثلاثة" ووضعت الأوراق على الطاولة الفارغة.

رفعت حقائبها ووضعتها على السرير ، وبدأت بتفريغ أغراضها... بدا هذا المهجع أفضل بكثير مما كانت تتوقعه بالنسبة لغرفة للنوم ، مما جعلها تتساءل عما إذا كانت كل غرفة أخرى في هذا المبنى مجهزة بالخزائن والأدراج.

ربما كانوا كذلك ، هذا ما اعتقدته جولي في نفسها لأن هذه كانت مؤسسة مشهورة، جامعة تقدم فيها الآلاف من المتقدمين ، ولكن بالكاد  نجح القليل.

رتبت ملابسها في الخزانة ، ووضعت كُتبها في أحد أركان الطاولة، واخرجت صورة مؤطرة بـ ايطار خشبي من حقيبتها ، ووضعتها على الطاولة.

بعد ما يقرب من ثلاث ساعات، طرق شخص ما على باب غرفتها. عند فتحه، رأت فتاة.

"أه ، مرحباً ، أنا اسكن في الغرفة المجاورة وفكرت في المجيء والترحيب بكِ.. أنا ميلاني ديفيس"

مقارنةً بملابس أوليفيا الصاخبة ، بدت ملابس هذه الفتاة أكثر نعومة... كان للفتاة شعر بني وابتسامة ودية على شفتيها.

"جوليان وينترز" قدّمت جولي نفسها.

"هل تحتاجين إلى أي مساعدة؟ انتهيت من مهامّي واعتقدت أنكِ قد تحتاجين إلى بعض المساعدة لأريكِ الارجاء" عرضت عليها ميلاني محاولة أن تكون ودودة.

"أنتِ سريعة.. عندما اتيت إلى هنا لأول مرة، استغرق الأمر مني ما يقرب من أسبوع لترتيب اغراضي" تحدثت ميلاني عندما رأت تردد جولي.

"لا أعرف ماذا أفعل غير ذلك.. هل ترغبين في الدخول؟" عرضت جولي بأدب لأنه كان من الوقاحة أن تجعلها تقف في الخارج.

أومأت ميلاني برأسها وخطت إلى الداخل "لم أعتقد أن هذه الغرفة ستتحول إلى مسكن"

عند سماع هذا ، سألت جولي "هل كانت هذه غرفة البواب؟" بالأخذ في الإعتبار كيف انضمت متأخرًا ، لن تتفاجأ جولي بذلك.

هزت ميلاني رأسها

"لا.. الغرفة كانت مغلقة دائماً على الارجح منذ أن انضممت إلى هذا المكان كما اتذكر"

"أرى" أجابت جولي ، وبادرت مع عدم تجاوز الخصوصية "في اي عام انتِ؟"

"السنة الثالثة" على رد ميلاني ، اشرقت عينا جولي. "أنتِ أيضًا؟ أعتقد أننا سنشارك بعض الفصول معًا"

ابتسمت جولي، أكثر من سعيدة لمعرفة أنه سيكون هناك وجه ودود للنظر إليه في الفصل، ولن تشعر وكأنها منبوذة.

كانت خطتها السابقة المتمثلة في الابتعاد عن الأنظار قد إُلقيت من النافذة مع صدع في نظارتها، وكانت قلقة بشأن كيفية سير الأيام القليلة المقبلة.

"هذا المكان غريب جداً ذهبت للحصول على جدولي وبدأ صبيان جانحان في القتال في منتصف الردهة، كان الأمر مخيفًا" الكلمات الأخيرة خرجت كما لو كان شخص ما سيسمعها.

"يؤسفني سماع ذلك. بمرور الوقت ستعتادين على ذلك. لا يوجد سوى عدد قليل من السينيور الذين غالبا ما يدخلون في معارك خارج المباني، ولكن نادرا جدا أمام المعلمين. حتى أنه أفزعني في البداية احاول أنا وصديقي كونر، الابتعاد عنهم" قالت ميلاني ، ثم نظرت إلى إطار الصورة الذي وضعته جولي على المنضدة.

"هل تمانعين اذا استعرت ملاحظاتكِ لتعويض الفصول الضائعة؟" سألت جولي.

"بالطبع لا، دعيني أذهب وأحضرهم. انتهيت من معظم واجباتي الدراسية ولن أحتاج إليها في نهاية هذا الأسبوع" عرضت ميلاني وخرجت من الغرفة لإحضار ملاحظاتها.

كانت جولي ممتنة لمساعدة ميلاني لها ، ومع عدم وجود أي شيء آخر تفعله، قررت قضاء وقتها في الاطلاع على ملاحظات ميلاني.

بعد العشاء في الليل، حاولت الاتصال بعمها لإعلامه بأنها استقرت، لكن غرفتها بها أسوأ استقبال على الشبكة.

لم تكن غرفتها فقط، ولكن المبنى بأكمله كان يتمتع بتغطية سيئة للشبكة.

خرجت جولي من المهجع، وعانقت نفسها لأن درجة الحرارة انخفضت أكثر من الوقت في المساء. ابتعدت عن المبنى، ونظرت إلى هاتفها أثناء النقر عليه على الجانب.

"يا إلهي! كان يجب أن أعرف أن هذا المكان سيكون لديه شبكة سيئة" تمتمت جولي لنفسها.

عندما رفعت هاتفها في الهواء ، وحاولت أن ترى إن كانت ستتمكن من العثور على إشارة، ولكن لم يفلح شيء.

كانت بعض الخيارات القليلة المتاحة هي المشي نحو بوابات المدخل حيث كان الحارس المخيف، او تسلق شجرة طويلة.

...

في مكان ليس ببعيد جداً عن المكان الذي كانت فيه جولي ، على إحدى الأشجار علق الصبي الذي التقته جولي في وقت سابق من اليوم خارج المبنى الرئيسي نفسه رأسا على عقب على فرع.

ظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يراقب الفتاة الجديدة تقفز لأعلى ولأسفل.

"يبدو أن شخصا ما فشل في قراءة القواعد المتعلقة بهذا المكان. أنا لا أعرف ما الذي تفكر فيه دانتي من خلال انضمام طالبة إلى هذا المكان متأخرًا ، حتى أنها ليست في السنة الأولى"

استمرت الفتاة في المشي ويدها في الهواء.

"أخبرتني أوليفيا أنهم أعطوها الغرفة الاحتياطية الوحيدة في ذلك المبنى" قال ماكسيموس بينما كان يشاهد الأشياء مقلوبة ، وجسده يتأرجح قليلاً ذهابًا وإيابًا.. رأى الفتاة تستسلم في النهاية وتعود إلى المبنى.

"هل انتَ نائم ، روما؟" سأل.

تقدم ماكسيموس ليجلس منتصبًا على الفرع واستدار لينظر إلى صديقه.

وفي احد الاغصان المجاورة، جلس بشعر داكن وظهره متكئ على اللحاء ، ورجلاه ممدودتان وعيناه مغمضتان.

على الرغم من إغلاق عينيه ، إلا أنه كان لا يزال يستمع إلى مكسيموس.

"سأكون كذلك إذا لم تزعجني اذهب وابحث عن شجرة اخرى تتأرجح عليها" قال الصبي ذو الشعر الداكن.

اتسعت الابتسامة على شفتي مكسيموس "أود، ولكن هذا يبدو -"

في الثانية التالية، وضع الصبي ذو الشعر الداكن يده على الفرع حيث كان ماكسيموس يجلس، وانكسر الفرع.

هبط مكسيموس على الأرض على قدميه.

"حسنًا ، أنا ذاهب" وغادر.

الشخص على الشجرة أدار رأسه، ينظر في اتجاه غرفة نوم الفتاة.

...

بالعودة إلى غرفة نوم الفتاة، حدَّقت جولي بالرسالة التي فشل إرسالها الى عمها بسبب مشكلة في الشبكة، وأسقطت الهاتف بجانبها.

لحسن الحظ، كان عمها قد أوصلها إلى هنا اليوم، وكان من المحتمل أن يخمن أنها كانت مشغولة بالاستقرار هنا.

وفي اليوم التالي، حاولت جولي ان تستوعب الامور الاساسية المتعلقة بالصفوف التي فاتتها حتى وقت الغداء.

سارت هي وميلاني إلى غرفة الغداء المشتركة للحرم الجامعي كانت تقع في الطابق الأرضي  لأحد المباني العديدة التي يمتلكها فيرتريس.. يحتوي الطابق على نوافذ كبيرة ومقاعد وطاولات للطلاب وموظفي الجامعة.

في طريقها ، شعرت جولي بأعين الاخرين عليها ، ودفعت نظارتها أقرب إلى وجهها.

"هل أتخيل ذلك أم هل يمكنكِ أيضًا الشعور ببعض الأشخاص الذين ينظرون إلينا" همست جولي لميلاني وهي تشق طريقها للوقوف في أحد الطابورين كباقي الطلاب.

ما مقدار الانطباع الذي تركته على الجميع في المكتب الرئيسي حتى يتذكرها الاخرون؟

"لا بد انهم فضوليين بعد ما حدث" أجابت ميلاني التي وقفت وراءها، كانت جولي قد ذكرت بالفعل ما حدث بالأمس لميلاني ، وقدمت ميلاني تعاطفها.

"الطلاب هنا يحبون التحديق" تمتمت جولي، وهي تخطو خطوة إلى الأمام عندما تحرك الطابور.

لم يكن المكان السابق الذي درست فيه خالياً من الطلاب الفضوليين، لكن كان هذا أكثر وضوحاً "حتى أمس، عندما دخلت المهجع."

"أوه ، هذا" رفعت ميلاني حاجبيها ، واوضحت "أعتقد أن معظمنا فوجئ برؤية أوليفيا ترافقكِ إلى باب غرفتكِ.. يعلم الجميع أن أوليفيا لم تظهر أبدًا في بنايتنا.. ربما كانت الأولى الوقت الذي دخلت فيه عنبرنا.. أعتقد أن السبب الذي جعل الفتيات يشعرن بالفضول هو ما إذا كنتِ مرتبطين بها بطريقة أو بأخرى "

"يبدو أنها مشهورة" ردت جولي، أومأت ميلاني برأسها.

"ليست هي فقط ، بل مجموعتها بأكملها.. يرغب الكثيرون بالارتباط بهم" أجابت ميلاني.

أصبح هذا منطقي لجولي الآن ، نكرة وطالبة جديدة مثلها ساعدهما أحد الاشخاص المشهورين في هذه الجامعة بالطبع يجيب ان تتلقى هذه النظرات الفضولية.

وعندما تحرك الطلاب أمامها ، جاء دورها أخيرًا للحصول على وجبتها ، وإذا كان هناك شيء واحد كان عليها أن تثني عليه، فهو لم يكن الأجواء أو الهندسة المعمارية أو المساحات الشاسعة التي قامت عليها الجامعة... بل كان تنوع الطعام الذي يقدمه هذا المكان.

كان الطعام في غرفة الطعام يرقى إلى السمعة التي كانت تتمتع بها هذه الجامعة، وقد وافقت عليه جولي من أعماق قلبها.

"ميل!" نادى شخص ما من إحدى الطاولات ، ورأت جولي صبيًا نحيفًا بشعر بني مجعد ، بدا وكأنه حجز لهما مقاعد.

"كنت قلقة من أن نضطر إلى الانتظار بعد النظر إلى المكان بأكمله ، للحصول على مقاعد" قالت ميلاني عندما اقتربت من الطاولة.

"جولي ، هذا كونر ، صديقي حتى قبل أن ندخل إلى فيرتريس.. لقد درسنا في نفس المدرسة الابتدائية... كونر ، هذه جوليان ، طالبة جديدة وصلت أمس وتعيش بجوار غرفتي"

"كونر لي.. مرحبا بكِ في الجامعة" قدم الصبي ذا الشعر المجعد نفسه.

"جوليان وينترز ، شكرًا لك" شكرته جولي بابتسامة، وجلست على مقعد بجانب ميلاني وكونر امامهما.

"أنا مندهش لرؤية أن الجامعة لا تزال تقبل الطلاب في هذا الوقت المتأخر" علق كونر ، وعيناه تنظران بفضول إلى جولي.

"شخص أعرفه في بلدتي قدم طلباً هنا في نفس الوقت الذي قدمت فيه أنا وميل... وبالنظر إلى كيف كانت درجاته أفضل من درجاتنا ، أعتقدت أنه سيتم قبوله.. لكنه تلقى خطاب الرفض لأن الوقت قد فاته ، على الرغم من وصول الطلب"

"ربما توقفوا عن قبول الطلاب الذكور" قالت ميلاني ، التي بدأت في تناول المعكرونة.

لوح كونر بملعقته "أعتقد أن السبب هو أنه ارسلها في وقت متأخر"

ثم التفت إلى جولي وسأل "إذن ما الذي أتى بكِ إلى هنا ، جوليان؟ هل كان حلمكِ أن تدرس في هذه الجامعة الشهيرة مثلنا، أم أنكِ حصلتي على توصية؟"

"قبل شهرين، انتقلت إلى منزل عمي" قالت كما تدربت في ذهنها عدة مرات "وقررت التقدم هنا لان المكان قريب. لقد حالفني الحظ في قبولي هنا " أجابت جولي وأومأ كونر برأسه.

"منذ متى وأنتما تدرسان هنا؟" سألت.

"هذه السنة الثالثة... الطلاب الذين ينتمون إلى عائلة غنية يدرسون هنا حولي خمس إلى ست سنوات مقارنة بالطلاب العاديين ، الذين بدأ تسجيلهم متأخرًا... ولكن معظمنا لم يتمكن من الحصول على القبول" أوضحت ميلاني ، وأومأت جولي.

"لم أكن أعلم أن الطلاب هنا منقسمون إلى مجموعتين" أعربت جولي عن أفكارها.

ضحكت ميلاني.

"ستندهشين من كيفية سير الأمور هنا"

"اثنان سيكونان مخطئين" قال كونر ، بينما كان يحمل علبة بيبسي لأخذ رشفة منها. "ولكن لدينا الجيد والسيء و الأسوء"

"لا أعتقد أنني سمعت هذا التشبيه من قبل" قالت جولي ، وهي تميل قليلاً للأمام مع نمو اهتمامها "أليس السيء و الاسوء متشابهين تقريبًا؟"

هزت ميلاني رأسها على كلمات كونر لكنها لم تمنعه من شرح ذلك بينما استمرت في تناول وجبتها.

"الطلاب الجيدون هم الأشخاص هنا ، الذين يهتمون بشؤونهم، وهم مشغولون بالدراسة. حسنا الجميع يدرس لأنه إذا لم تجتاز العلامة معينة، فلن يجتز العام ، ولكن يُطلب منك مغادرة هذا المكان في نهاية السنة.. يحاول الطلاب الجيدون عدم الوقوع في المشاكل ، لكن غالبًا ما يتعرضون للمتاعب... ثم هناك السيئ ، الذين يقاتلون ويسببون المشاكل للجيدين... ثم هناك الاسوء أو المتنمرون... سيحولون حياتك إلى جحيم حي هنا ولن يعلم أحد... يتطور البعض مثل البوكيمون ، والتطور لا ينخفض أبدًا" اوضح.

"يبدو انني تقدمت الى جامعة لا اعرف عنها شيئا" تمتمت جولي.

كل مدرسة أو جامعة لديها مثل هذه الأنواع ، ولكن يبدو أن هذا له معنيان من الأسوأ.

لم تستطع جولي إلا أن تبتسم بتصنع لكلماته ، وفي نفس الوقت ، عندما كانت تنظر حول غرفة الغداء ، تساءلت عن أي شخص كان عليها أن تبتعد عنه.

"ليس الجميع هكذا، جولي" أكدت لها ميلاني.

"إنهم فقط عدد قليل منهم بينما معظمهم هنا أناس جيدون لا تُرعبها" وبخت كونر بخفة.

كانت جولي سعيدة بالجلوس معهم ، وعلى الرغم من أنها أمضت يومًا واحدًا فقط مع ميلاني وبضع دقائق مع كونر ، إلا أنها كانت ترى نفسها تقضي العامين التاليين معهم.

وبينما كانا يكملان وجبتهما معًا ، تعلمت من حديثهما أن كونر اختار الفنون كتخصص له.

كانت تتناول قضماتها القليلة الأخيرة ، لتنهي طعامها ، عندما شاهدت ثلاثة فتيان يدخلون غرفة الطعام... وعندما رأت الصبي الموهوك في المنتصف ، اتسعت عيناها ، وغطت رأسها.

كان هذا واضحا لأنه لم يكن كما لو أنهم التحقوا بجامعات مختلفة... في يوم أو آخر، كانا سيتقاطعان، لكنها شعرت أنه من الأفضل أن تتجنب ذلك بضعة أيام من الآن... بهذه الطريقة، ستتلاشى الذكرى عن اللحظة المحرجة، وكذلك يتلاشى غضبه.

بينما كان رأسها لا يزال منخفضًا ، لاحظت ميلاني ذلك وعبست "هل أنتِ بخير؟"

رفعت جولي يدها بعناية لتنظر الى الصبي الذي شقّ طريقه الى احدى اقرب الطاولات حيث كانا جالسين.

"أعتقد ذلك" همست جولي وهي تضع ملاعقها على الطاولة "ما اسم هذا الفتى؟ صاحب الشعر القنفذ؟"

التفت كل من كونر وميلاني للنظر إلى الجانب حيث دفعت جولي رأسها.

بدأ كونر يضحك على الطريقة التي وصفت بها جولي الشخص، وكتفاه يرتجفان

"هذا ماتيو جاكسون... احسنتي الوصف .. قنفذ" قالها وهو يشخر في ضحكه.

"هشش ، ستقع في مشكلة إذا سمعك" ميلاني حثت كونر الذي استمر في الضحك "جولي وقعت في مشاكل معه أمس."

"لا يبدو ذلك جيدًا" نظف كونر حنجرته. "لقد كسر أصابع أحد المبتدئين الأسبوع الماضي"

"شكرًا على المعلومات. إنها مشجعة حقًا" قالت جولي بسخرية ، لأن ذلك لم يجعل وضعها أفضل.

"لا أعتقد أنه سيؤذي طالبة جديدة. خاصة انثى" قالت ميلاني.

في تلك اللحظة ، سمعت جولي والطلاب الآخرون الذين كانوا يجلسون بالقرب من طاولة ماتيو أنه يهدد فتىٍ اخر.

"أنت! إلى ماذا تعتقد أنك تنظر؟" بدا ماتيو غاضبًا للغاية.

"اهدأ ، سنجدها ونجلبها إليك ، مات... لا يمكنها الاختباء إلى الأبد" قال أحد أصدقائه.

"لولا تدخل بوريل لكنت كسرت يدها" صفع ماتيو يده على الطاولة، ضغط على أسنانه "جوليان وينترز ، من الأفضل لها أن تهرب أو تترك هذه الجامعة."

"ما مدى سوء سقوطه؟" سألت ميلاني بصوت خافت.

يبدو أنها آذت كبرياءه وسمعته، فكرت جولي في نفسها.

"سأراكِ لاحقاً... سأذهب وأكمل نسخ الملاحظات" عرضت عليهم ابتسامة ، وأعطتها في المقابل نظرة قلق ممزوجة بالشفقة.

لقد استبدلت نظارتها المكسورة بأخرى احطياية، وفي الوقت الحالي ، لم تكن تتطلع إلى كسرها في أي مكان.

لم يكن الأمر وكأنها لم تقف في وجه الناس في الماضي، ولكنها تعلمت أنه من الأفضل أن تختار الطريق السلمي إذا كان من الممكن تجنب شيء ما.

لحسن الحظ ، كان ظهر ماتيو يواجه مكان طاولتهم ، ولم تستطع رؤية سوى جزء من وجهه. نهضت بسرعة من على الطاولة واندفعت نحو أبواب غرفة الطعام.

بينما كانت جولي تسرع ، وهي تشق طريقها عبر الأبواب ، كادت أن تصطدم بشخص ما لم تتوقف عن التقدم في الوقت المناسب ، لكن هذا لم يمنعها من الوقوف أمام الصبي ذا الشعر الداكن الذي شارك في معركة الأمس.

بسبب الصدمة المفاجئة غير المتوقعة ، هربت شهقة ناعمة من شفتيها.. لكن شيئًا ما أخبرها أنه توقف عن المشي لتجنب الاصطدام بها.

دون وعي ، تراجعت خطوة إلى الوراء ، رفعت رقبتها لتلتقي بعينيه السوداوين.. بسبب شعره الأشعث الذي سقط على جبهته خلق ظل على وجهه.

أنف مستقيم، عظام خد مرتفعة قليلاً واقفة على بعد أنفاس قليلة، استطاعت شم رائحة عطره.

واو ، هذه رائحة لطيفة.

أي ماركة كانت؟ بعدها أدركت أنه يحدق بها مع تلميح من الانزعاج، وسرعان ما اعتذرت.

"آسفة" تنفست كلماتها.

"لا بأس" اجاب ، وعندما لم تتحرك ، سألها "هل ستتحركين الآن؟"

سرعان ما تنحيت جولي جانباً ، وانطلقت من هناك لتتجه نحو مسكنها ، منعزلة خلال الساعات القليلة القادمة.

...

في صباح الاثنين ، كانت جولي مستعدة لحضور فصولها الدراسية.. غادرت المهجع مع ميلاني ، وشقوا طريقهم نحو المبنى الأزرق.

تم طلاء المبنى باللون الرمادي ، إلا أنه سُمي بالمبنى الأزرق ، تحيط به الجدران مع مدخل واحد على الرغم من أنه كان داخل الحرم الجامعي.

رأت جولي الطلاب يشقون طريقهم نحو المبنى ، بعضهم وقف خارجه يتحدثون إلى أصدقائهم.

"هل هذا لجعل الطلاب يحضرون الصفوف؟" تسألت جولي بينما كانوا يسيرون عبر البوابات.

التفتت ميلاني، التي كانت مشغولة بتقليب صفحات كتابها بحثا عن شيء ما، إلى جولي وتحدثت "فقط الثلاث ساعات الأولى. وبما أن هذا المبنى كان ملكًا للوردات ، يقال إن هذا المبنى بالذات كان يستخدم منذ عقود كمقر لشيء مهم.. ربما يكون هذا هو سبب وجود جدران اخرى وصادف أن فيتريس تستخدمه... لكن هذا لا يمنع بعض الطلاب من تخطي الصفوف"

"أعتقد أنني أعرف الآن لماذا يتمتع الطلاب هنا بسمعة ممتازة في تسجيل درجات عالية" تمتمت جولي ، بينما كانوا يدخلون المبنى.

كما هو متوقع ، كانت الهندسة المعمارية للمبنى رائعة.. عند دخولها من الأبواب العريضة ، لاحظت اتساع المساحة ، وكانت الاسقف مرتفعة عن المبنى الرئيسي.

كانت هناك لوحات مطبوعة على الجدران التي جعلت هذا المكان يبدو كما لو كان في مُتحف .. كان هناك ممرين على الجانب الأيسر والأيمن، وفي المقدمة كانت السلالم التي تؤدي إلى الطابق العلوي.

"صفنا في الأعلى" قالت ميلاني ، وتبعتها جولي.

بعد صديقتها الجديدة ، صعدت جولي الدرج وسارت عبر الممرات... في طريقها، لم تغفل بعض العيون الفضولية عليها، لكنها تصرفت كما لو أنها لم تلاحظها.

وعندما دخلا الصف، كان المعلم حاضرا وواقفا قرب لوحة السبورة.

أعطته ميلاني إيماءة قبل أن تتجه نحو مقعدها مثل بقية الطلاب الذين شقوا طريقهم إلى الداخل وظلت جولي للتحدث مع المعلم.

كان المعلم رجلاً بشعر أشقر وابتسام عندما نظر إليها "لا أعتقد أنني رأيتكِ هنا في فصل الأسبوع الماضي"

"أنا طالبة جديدة. جوليان وينترز" أخرجت جولي الاوراق المطبوعة التي اخذتها من مكتب الطلبة لتعرضها عليه.

ألقى المعلم نظرة سريعة على الاوراق قبل إعادتها إليها.

"أنا إيان توريس، أنا استاذ الرياضيات.. يمكنكِ اخذ المقعد الموجود أمام مكتب الأنسة ميتشل" قال لها بابتسامة ، كان تخصصها العلوم ، وأضافت الجامعة الرياضيات واللغة الإنجليزية إلى جدولها... بالطبع ، لن ننسى التربية البدنية.

"شكرًا لك" اجابت جولي ، وهي تستعد لتخطو إلى مقدمة الفصل... ولكن قبل أن تتمكن من اتخاذ خطوة للأمام ، سألها السيد توريس

"ألن تقدمي نفسكِ؟ هذا ليس فصل تاريخ ، لكن القليل عن نفسك سيكون جميلاً"

في نفس الوقت، سمعت الجرس يرن في المبنى، ومثل تعويذة، كل شيء أصبح هادئا.

عندما وقعت عيناها على الطلاب الذين جلسوا بالفعل ، استنشقت جولي "أنا جوليان وينترز" قدمت جولي نفسها، التفتت لتنظر إلى المعلم الذي انتظرها لتتحدث أكثر.

"ألست أنتِ من دفع جاكسون؟" سألها أحد الفتيان في الخلف.

"إنها هي حقاً؟" جاء صوت آخر.

"يا صاح، إنها ميتة حقاً" ضحك الشخص ما.

نمت الثرثرة في الصف ، وتحول وجه جولي إلى اللون الأحمر قليلاً.

"يبدو أنهم يعرفونكِ بالفعل.. يمكنك الذهاب إلى مقعدك" قال السيد توريس.

سارت جولي بحذر شديد نحو المقعد الفارغ ، جلست قبل أن تضع حقيبتها في حضنها.. أخذت دفتراً وقلمًا من حقيبتها ، ووضعته على المكتب.

بعد أن انهى السيد توريس صفه ، بدأ الفصل التالي بسرعة... وبقدر ما كانت جولي متحمسة للتعلم والحصول على درجات أعلى هذا العام ، لم تستطع مقاومة إغلاق عينيها في النهاية.

لقد مضى وقت طويل منذ أن جلست في محاضرة كل هذه المدة الطويلة.

وفي احد الايام من الاسبوع نفسه، اعتذرت من الصف للذهاب إلى الحمام.... في طريقها ، مرت ببعض الفصول الدراسية حيث بدأ المعلمون بالتدريس.

كانت الممرات فارغة باستثناء طالب أو طالبين يحملان كتباً و أوراقًا.

عند دخول الحمام ، استقبلتها الجدران الخضراء الباستيل عليها نقوش أزهار ، مما يعطيها مظهرًا كلاسيكيًا.

كانت النوافذ صغيرة ، وكانت هناك أكشاك مقابل المكان الذي تم فيه تثبيت المرايا بخمسة أحواض.

سارت جولي نحو الحوض ، ورفعت أكمام سترتها الطويلة إلى أعلى ، قبل أن تدير الصنبور وتنثر الماء على وجهها.

نظرت عيناها البنيتان إليها في المرآة، شدّت المناديل ، وجففت وجهها... عندما سمعت الفتاة تضحك من خارج المرحاض، ألقت المنديل في سلة المهملات وانزلت أكمامها... دخلت أربع فتيات دورة المياه ضاحكات على شيء ما.

"كان يجب أن تري وجهها... هذا ما تستحقه عند ما تفكر في معارضتكِ" ضحكت إحدى الفتيات أثناء سيرها.

"تستحق ذلك، كيف تجرؤ على النظر إلى رجلي؟ لقد حذرتها من قبل وتجرأت على كتابة رسائل له وإرسال الهدايا.. الآن ستعرف كيف تتركه وشأنه" قالت الفتاة الأخرى ، التي بدت أنها زعيمة المجموعة بينما كانت الفتيات الثلاث الأخريات يجتمعن حولها.

"كانت فكرة جيدة أن تكتبها باسمه وترسلها إلى ستيلا... ولكن أعتقد أنه كان سيمزقها بنفسه إذا صادفها" قالت الفتاة الأولى مع ابتسامة على وجهها.

"كان هذا صحيحًا.. سيكون ممتنًا لجهودي في إبعاد الآفات عنه" ضحكت الفتاة الثانية.

رفعت إحدى الفتيات رأسها نحو جولي ، ولاحظت جولي الحركة من المرآة.

بدت جولي كشخص وديع في نظر الغرباء بسبب شكلها ووجهها الجميل.. مع النظارات المستدير على وجهها والسترة الواسعة التي ترتديها جيدًا ، بدت وكأنها شخص يمكن للناس أن يدوس عليه.

"لابد أنكِ جديدة هنا.. ما هو اسمكِ؟" كانت جولي مشغولة بسحب منديل اخر، ولم ترد مما جعل الفتاة تصرخ عليه "أنا أتحدث إليكِ يا فتاة السترة"

استدارت جولي ، ورفعت حاجبيها قليلاً.

"أنا جولي.. من أنتِ؟" استجوبتها.

"أنا؟ ألا تعلمين أنه من المفترض ألا تستجوب السينيور؟ يبدو أنكِ فقدتي الدليل الإرشادي لكيفية التصرف كطالب جديد هنا" قالت الفتاة وهي تضع ذراعيها على صدرها.

حدقت جولي في أربع فتيات ثم سألت "في أي سنة أنتِ؟"

"السنة الثانية" أجاب أحدهم بثقة زائدة، عند سماع هذا ، ابتسمت جولي.

"حسنا، أعتقد أنكِ استهدفتي الشخص الخطأ لافتراسه.. أنا طالبة في السنة الثالثة حظاً موفقاً في المرة القادمة" تقدمت للأمام للخروج عندما خطت إحدى الفتيات وسدت طريقها.

"لم ننتهي من الحديث؟" سألت جولي بنبرة غافلة.

"حتى لو كان ذلك صحيحا، فنحن لا نتبع الترتيب السنوي" قالت قائدة المجموعة، كان من الواضح أن الفتاة جاءت من عائلة ثرية وكانت معتادة على سلوكها المتكبر مع وجود ثلاثة مساعدين حولها.

"من الواضح أنكِ جديدة ، ونحن هنا منذ وقت أطول منكِ.. أنتِ من يجب أن يتبعنا" يبدوا ان  هذا المكان مليئًا بالجانحين والأشخاص الذين يحبون التنمر على الضعفاء ، وهو ما حدث أيضًا في أماكن أخرى... لكن هذا كان متطرفًا كما لو كان الناس ينتظرون في الزوايا ، مستعدين للانقضاض على الآخر.

تنهدت داخليا.

هل يعرفون حتى كم كان الامر محرجًا داخل الفصل عندما كان المعلم يشرح وأعين الجميع عليها؟ لقد أتت إلى هنا لترش بعض الماء على وجهها.

"أنتِ على حق" وافقت جولي مع الفتاة التي بدت متفاجئة.

"بعد التفكير مرة اخرى ، متى سأنضم لمجموعتكِ؟ حتى الآن، لم يسبق لي أن كنت في أي مجموعة وأعتقد أنه سيكون رائعًا حقًا أن أكون جزءًا منها" حدقت إحدى الفتيات في جولي كما لو أنها لا تعرف ما الذي تتحدث عنه الفتاة.

كان معظم الطلاب الجدد يتحولون دائمًا إلى اللون الابيض بالخوف الذي يغذي غرور المتنمرين لكن هذه كانت تتحدث عن الإنضمام إليهم.

"يمكن فقط لنخبة الطلاب الانضمام إلى مجموعتنا ولا نسمح للطلاب الجدد الانضمام إلى مجموعتنا بسهولة" قالت فتاة أخرى.

ظهر التنوير على وجه قائدة المجموعة.

"الآن أتذكر أين رأيتكِ.. أنتِ الفتاة التي رافقتها أوليفيا ، أليس كذلك؟ أنا إليانور" فجأة ، تغير سلوكها ، وعرضت ابتسامة ودية لجولي.

"كان يجب أن تخبرينا منذ البداية أنكِ قريبة من المشهورين الخمسة"

المشهورين الخمسة؟ تسألت جولي في عقلها.

"يمكنك تجاهل الملاحظة التي أدلت بها نانسي للتو" ابتسمت إليانور قبل أن تقترح

"أتعلمين ماذا؟ يجب أن نتسكع معًا... في الوقت الحالي لدينا فصول لحضورها.. آسفة لإزعاجكِ"

"لا مشكلة" قالت جولي ، ولاحظت كيف تحولت إليانور إلى لطيفة ولوحت لها...غادرت جولي الحمام بسرعة.

كان هذا المكان غريبًا ، نجحت في تجنب القنفذ يوم السبت ، وكانت صفوفها هادئة.

لكن لا يمكننا قول انها ستظل امنة خارج الفصل الدراسي أوغرفة المهجع.. معرفة أن أتباع القنفذ كانوا يبحثون عنها جعلها غير مرتاحة بعض الشيء.

كانت تشق طريقها عائدة إلى فصلها، تمشي عبر الأروقة، عندما قفز فجأة شخص ما أمامها من نافذة الفصل المجاور... استنشقت رائحة مألوفة ، شيء من المسك وربما باهظ الثمن.

جلس الشخص أمامها مباشرة ، واستغرق بضع ثوانٍ كما لو كان يربط رباط حذائه... بسبب شعره الأسود وقميصه الأسود والجينز الأسود ، لم تستطع جولي إلا مقارنته بقط اسود... ربما يكون النمر أكثر ملاءمة ، هذا ما اعتقدته جولي.

عندما استقام ، اتسعت عينا جولي بصدمة لرؤية الشخص الذي كادت أن تصطدم به الأسبوع الماضي.. ضاقت عيني الفتى قليلاً، كما لو كان يتذكرها، حدق بها لمدة ثانيتين.

"لماذا تتغيب عن الصف؟" فضولها قفز خارج شفاهِها.

وعندما نظر اليها الفتى، ادركت جولي انهما لا يعرفان بعضهما البعض لتطرح اسألتها عليه كما لو كانوا أصدقاء... لقد لاحظت الوشوم التي تختلس النظر من قميصه كما لاحظت أن ذراعه مرسومة.

"عودي إلى صفكِ" كان صوته عميقًا قليلاً ، وسرعان ما عادت إلى عقلها..

'انظروا من يتحدث' فكرت جولي في عقلها.

اتخذ خطوة واحدة تجاهها ، وتراجعت جولي... ابتلعت.

"الفتاة الجيدة يجب أن تستمع إلى ما يُقال ، حتى لا تسبب المشاكل" يمر بجانبها كما لو أنه لم يتشارك كلمة واحدة معها.

بينما كانت جولي تراقبه يختفي ، تساءلت كيف يمكن أن المعلم لم يلحق به أثناء قفزه من النافذة.

عبست من كلماته ، حدقت في الاتجاه الذي تركه حتى سمعت شخصًا يناديها.

"انسة وينترز" إلتفت، ورأت السيد بوريل.

"ماذا تفعلين!! لماذا تتغيبين عن الصف و تقفين في الممر؟ إلى غرفة الاعتقال بعد انتهاء الصفوف"


- يتّـبع -

ملاحظات مهمه؛ سيتم تكرار كلمتي - سينيور و جونيور- في بعض الاحيان لذا سأوضح لكم المعنى:
"سينيور" يتم الاشارة بها إلى الطلاب الاكبر سنناً، مثل الكورين (هيونغ و سينباي) و"جونيور" تشير إلى الطلاب الاصغر سناً مثل الكورين (هوبيي).

إليـكُم بعض الصور التِي قد تُسعادكم في تخيل جامعة ڤيتريس.

(الهيكل الخرجي للمبانّي الجامعية، وبعض غرف التدريس)

(شكل قاعة الطعام وشكل الملعب)


____________

Continue Reading

You'll Also Like

248K 5.2K 68
عندما لم استطع ان اكتبهم ابطالًا اصبحو اعـداء ربما كان من الأفضل ان اتوقف عن الكِتابة عند الجزء الذي كانو فيه سُعـداء .. الكاتبه| رَهاوج • تمّت بتا...
862K 38.4K 29
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
5.6M 430K 95
عائله بسيطة تهب رياح الظروف لتسرق سعادتهم وتختبر صبرهم بأعز ما يملكون فكيف سيكون الصراع بينهم وبين تلك الظروف ؟ يتبع ...
11.5M 640K 199
نوفيلا تكميلية لسلسة العشق جنون ( أسير عينيها الجزء الثالث)