سِيلا ✓

By Luna_Sierra

825K 60.5K 9.9K

سابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓ More

المقدمة
-
•|الجزء الأوّل|•
|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|06|
|07|
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|
•||الجزء الثاني||•
||01||
||02||
||03||
||04||
||05||
||06||
||07||
||08||
||09||
||10||
||11||
||12||
||13||
||14||
||15||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
||24||
•|||الجزء الثالث|||•
|||01|||
|||02|||
|||03|||
|||04|||
|||05|||
|||06|||
|||07|||
|||09|||
|||10|||
|||11|||
|||12|||
|||13|||
الخاتمة

|||08|||

2.2K 180 31
By Luna_Sierra


وفى لِيونار بوعده ولم يتحرّك من مكانه إلى جانبِها. فلا جدوى من الاختباء منها غير أذيّتها بعد الآن، وسيقتل نفسه قبل أن يكون مصدر أذى لها.

حتى عندما جاءه كْرو ليستفزّه كم مرة بكونه جبانا وأحمقا هارِبا من واقعه، قاوم الرغبة في إبادته وركّز على صوت النبض المنتظم القادِم منها. ورغم كرهه له أيضا إلا أنه ساعده في تجاهل نعيق الغراب وذلك كل ما أراده.

مرّ الوقت بسرعة واستيقظت آسترايا قبل أن يُجهّز إجاباته لها. هو لا يجرؤ على سؤالها عن أي شيء ويتمنى لو كان بإمكانهما التظاهر أن لا علامات استفهام تحوم بينهما، لكن عليهما مواجهتها عاجلا أم آجلا ؛ والأفضل عاجلا، كي يتّضح له إن كان سيمضي أبديّته كأسعد أم أتعس مخلوق في الوجود.

«لِيو...».
تنهّدت اسمه بابتسامة متعبة.

«أنا هنا».
أجابها ومسح خصلة شبحيّة عن وجهها فأغمضت عينيها تستمتع بقربه.

لحظات صمت مرّت بينهما ثم نظرت له آسترايا بجدّية.

«ما لون عينيّ؟».
سألته.

«أحمر».
ردّ مُستغرِبا لكن دون تردد.

«ما اسمي؟».
مجددا بذات النبرة الجادة.

«سِيلا».
بدأَ بالقلق عما إذا كانت فقدت ذاكِرتها فبدت مشاعِره في صوته.

«لم اختبأتَ عني؟».
عِند السؤال الثالث فهِم المغزى من استجوابِها له.

إجاباته كانت لحظيّة وعفوَيّة لأنها حقيقة لا نِقاش فيها، وقد حفِظت تعابير وجهه خلالها. الآن إذا حاوَل الكذِب عليها ستكشِفه بسهولة.

لا مجال للهرب من المواجهة، هذا مؤكد.

«لم أعد إريميا».
نطق بأسى وأراد إشاحة نظره إلى أي مكان غير وجه آسترايا لكن رغبته في مُراقبة رد فِعلها كانت أقوى.

حاجِباها ارتفعا قليلا وثغرها انفتح في تفاجؤ. لا أثر لتهرّب، خوف أو اشمئزاز كما كان يخشى... بعد.

«ماذا؟ كيف هذا؟».
نهضت لتجلِس متربّعة وتُقابِله.

«ألا تذكرينَ أنني ميّت؟ فقدتُ طاقة النور التي كانت تجعلُني إريميا».
فسّر فلاحظ أنها أجفلت عندما تحدّث عن موتِه ؛ الأمر ما زال يؤلمُها رغم أن لِيونار أمامها وبين يديها في تلك اللحظة.

«وجناحاك...؟».
لم تُكمِل لكنه فهِم أنها تُريد معرفة أيّ كائن هو الآن.

فرَد جناحيه الكاحِليْن حذرا ألا يضرِبها بهما فتحرّكت يدها تلقائيا لتلِمس ريشه بإنبهار.

«نيكسون حوّلني إلى كروْ ؛ مخلوق ذو هيئة غراب أجمَع الأرواح التائهة».
أضاف شرحه فنظرت له بِحيرة أكثر.

«إذا مازِلتَ لِيونار، فقط يُمكنكَ الطيران الآن».
تحدّثت ببساطة وابتسمت عندما التفّ أحد جناحيه ليُحيط بها.

«لم أعد أملِك قواي! لا يُمكنني حِمايتكِ أو شفاء جراحِك...  ولا حتى قراءة أفكارك!».
اِنهار أخيرا وأفصح عن سبب تجنّبه إياها.

ضعفه وعدم جدواه في شيء بالنسبة لها -حسب تفكيره- هو ما أبقاه بعيدا عنها كل هذا الوقت.

«أنا آسترايا الآن، ما مِن خطر عليّ هنا أو في أي مكان».
حتى هي صدّقت ما تفوّهت به في تلك اللحظة.

يبدو أن تذكيرات نيكسون المتكررة بكونها حامِلة نور النجوم ومدى قوتها، قد آتت نفعها أخيرا.

«ولا شيء يُمكنه إيذائي...».
سحبت كتابا من الطاولة إلى جانب السرير ثم مرّرت أطراف أصابِعها على حواف أوراقه فسالت قطرات من دمائها.

لكن قبل أن يتفاقم هلع لِيونار، مسحت بإبهام يدها الأخرى جميع جروحها فتوهّج نور أبيض منها واختفت كما لو لم تكن في المقام الأول. شيء بسيط اكتشفته خلال مطالعتها المستمرة في الأيام الفائتة.

«وأفكاري سأخبِركَ بها كلها!».
ختمت كلامها بأن ضمّت وجهه بين كفّيها تُجبره على النظر في عينيها كي يرى مدى صِدقها.

إلا أن نظرته الحزينة أخبرتها أنه مازال مشككا ؛ لا يُصدّق كلماتها فقد اعتاد سماع الأفكار التي تحمِل النوايا الصحيحة وعادة ما تُناقِض ما يتفوّه به المرء. لذا لديه صعوبة في تصديق أي شيء.

«آخِر مرة قرأتَ أفكاري، عمّ كانت؟».
نطقت بعد لحظات من التفكير في طريقة لإقناعِه.

«مؤلمة.... بسببي».
تردد لِيو ثم أجابها وأمسك بيديها كي يُخفف عليها ألم الذكرى.

عندما استلقى بين ذراعيها مضرجا بدمائه، سمِع صرختها التي هزّت كيانه من شدة ألمِها لكنه كان غير قادِر على التلفّظ بما يُهوّن عليها. فوضى عقلِها عذّبتْه في لحظاته الأخيرة، من وجع فقدانه إلى حقدِها على سيلين ثم استسلامها لـ نيكسون لأنها لم تعُد تملِك دافعا للحياة.

«أنا آسِف!».
وضمّها إليه بقوة كما أراد أن يفعل يومها لو لم يمنعه الجرح في بطنه من العيش.

بادلتْه آسترايا الحضن دون تردد تتمنى أن يسمح له قُربهما بالتأكد من مشاعِرها نحوه.

«لا تتأسف على ما لم يكن لك يد به. ما حدث ليسَ خطأك أبدا».
ابتعدت عنه قليلا وأخبرته بحزم فأومأ وقرّبها إليه مجددا.

أمضيا دقائق على تلك الحالة في شبه هدوء، إلى أن نفِذ صبر لِيونار بسبب صوت دقات القلب الذي كان كرنين منبّه مزعج يُذكّره بما حدث بعد موتِه ويهز إيمانه بكل ما كان متيقّنا منه قبلا.

لطالما سمِع أفكارها عنه منذ لحظة لقائهما في غرفة المشفى ؛ إعجابها بوسامته، اِنبهارها بقدراتِه، اشتياقها لوجوده ورغبتها في اختيارِه هو بدلا من توأم روحها الذي اختارته لها سيلين وأرادَته ذئبتها. قد تجاهَل كل ذلك سابقا من أجل صديقه لكنه نادِم بشدة الآن على خياره.

«هـ... هل...؟».
تلعثم ولم يُكمِل سؤاله.

وحين حاولت آسترايا النظر إلى وجهه علّها تُخمّن ما يُريد، رفض إفلاتها كي لا ترى تعابيره المُعذّبة.

من جهة، يشعر بالخيانة لأنها في النهاية عادت إلى توأم روحها وكانت معه -لليلة أو أكثر- ؛ ودليل ذلك حيّ نابض هنا معهما.

ومن جهة أخرى، يشعر بالنذالة لأن توأم روحها ذاك هو صديقه المٌقرّب ودافعه للتقرب منها في المقام الأول كان حماية مملكة صديقه من أي ضرر قد تجلِبه لها، كما أنه عاهد نفسه مرارا وتكرارا بأنه سيحمي سيلا ويُوصِلها آمنة لملِك اللايكان ؛ وتخيّل زفافهما الملكيّ ثم ذريّتهما بينما بقي هو الطبيب الملكيّ الذي ساعد في إنجابها. كان قد تقبّل تلك النهاية ولم يجرؤ على تأمّل أكثر منها، كصديق وفيّ لكليهما.

لكنّ موته غيّر حياتَه.

فكل ذلك الوفاء والنّبل لم ينفعاه بشيء، بل آذياه وأكثر شخص أراد حمايته من الأذى. لذا الأنانيّة سبيله الوحيد حاليا، أن يتملّك من يُريد دون أن يأبه لمشاعِر غيره؛ فتقنيّا، كلاهما في عالم الأموات ولا يمكن لأحد الوقوف بينهما.

ما عدا ربما، ذاك الذي لم يولد بعد.

«لِيو، ما الأمر؟».
قاطعت آسترايا دوامة تأنيب الضمير وتشجيعات الكبرياء التي كان يغرق فيها.

«لا شيء».
رد مُنسحِبا من فتح الموضوع نهائيا، فهو لم يجد كيف يصيغه دون أن يبدو أحمقا مثيرا للشفقة.

إلا أن آسترايا قد حفظت بالفعل طريقته في التهرّب ونبرة صوتِه عندما يكذِب.

«لِيونار».
أبعدته عنها ثم ناظرته بحزم وأكملت.

«وعدتكَ أن أخبِرك بأفكاري، عليكَ أن تعِدني بالمثل أيضا ولا تُبقِ أفكارك في صدرك فتؤلمك».
عتابها زاد طرفا آخر لذنبه، فهو لا يُريد أبدا أن يكون مصدر قلقِها.

لذا أومأ لها موافقا وأخفض نظره إلى بطنها يُرتّب كلِماتِه بحذر.

«كيف... كيف حدث هذا؟».
نطق أخيرا.

اهتزّت شفتاها عندما فهِمت قصده فعضّت السفلى كي توقِفها وتُعيد نفسها للحاضر قبل أن يُغرِقها الماضي.

«تقصِد لِم حدث هذا...».
ابتسامتها كانت متكلّفة فذلك ليس وقتا للمزاح وهي لا تعرِف كيف تُلطّف الجوّ فيُصبح كلامها أقل إيلاما لكليهما.

لا توجد طريقة لذلك أصلا، لذا أخبرته بالحقيقة المجرّدة. أنها تركت غرائز ذئبتها تُسيطر عليها كي تنسى ألم فقدانه، وانتهى بها المطاف تُمضي الليلة مع توأم روحها -ليلة لا تذكر تفاصيلها، لحسن حظها-.

صارحته أيضا بندمِها على جرّ روح بريئة معها إلى العالم السفليّ وكونِها أمّا سيئة بالفعل، فهي بائسة غير مستقرّة ومؤخرا صارت انتحاريّة.

«أي ابن طبيعيّ سأُربّي؟».
تساءلت تضع يمينها على بطنها.

«لن يكون طبيعيّا».
وضع لِيونار يده فوق خاصتها مُحاولا تقبّل فكرة أن لديها ابنا.

«حتما! أمه آسترايا وأبوه نيكسون، حامِلة النور وحامِل الظلام. لن يكون طبيعيا حتما!».
علّق كروْ بعد تنصّته على حوارِهما.

كان في مكانه المعتاد، مُستندا على حافة النافذة وعلى هيئة الفتى أسود الشعر والملابِس.

«ماذا تقصِد؟».
التفتت ناحيته آسترايا بقلق.

«وسيحمِل جينات اللايكان أيضا...».
أضاف لِيو بصوت خافِت.

«لا، لن يفعل. لن يحمِل غير جينات النور والظلام، وليس جينات مخلوق فانٍ».
فسّر لهما كروْ فخورا بنفسه لأنه يعلم أكثر منهما.

«ماذا؟! من أين لك بهذا؟».
استجوبه لِيونار متفاجئا.

«گوري فحَصت آسترايا، أليس كذلك؟ هي خبيرة في طاقة الحياة وقد وجدت أن ابنها يحمِل نورها وظلام نيكسون فقط، لهذا هي غاضبة منه وتظن أنه فعل الـ... هراء الفانين ذاك مع آسترايا».
شرحه تعارَض مع المنطق الذي اعتادا عليه فاستغرقا وقتا لاستيعابه.

هل يعني ذلك أن ابنها ليس أيضا ابن ميكايليس ملِك اللايكان؟ هل هو ابنُها فقط، أم ابن نيكسون كذلك؟

وهل يهمّ أي من ذلك؟ هو قطعة حيّة منها عليها حمايتُها والعيش من أجلها، هذا كافٍ حاليا.

----

Continue Reading

You'll Also Like

20K 1.5K 6
"رسالة!" ما أسوأ الاحتمالات الناتجة عن استلام رسالة ؟ انفصال عن حبيب أو دين، أو ربما رسالة رسوبٍ في مادة الفيزياء في عامك الثالث من الجامعة؟ ليس با...
563K 13.4K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...
18.7K 1.2K 18
في احدى الازمنه وداخل اقوى الممالك لذلك العالم قد تم إلقاء 《لعنه》! _ يقال في حالة ظهرة صاحبة الصندوق تختفي اللعنه!
764K 44.8K 33
وُلَد نبيل ... بدماءٍ نقية قوي ، فريدٌ مِن نوعهِ إن أردتَ خِداعه يوماً ...فالتخدَع ذاتكْ أولاً "يوماً ما حين تكون الأمور بخير .. سننظر الى الماضي ون...