قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منير

By AlaaMounir201

392K 11.9K 977

قبطان التلاعب مع خطورة الأمواج لعبته .. سلبت البحار يوما منه الشجاعة بسلاح غادر ، فهل تُعيدها إليه حورية ظهرت... More

( بداية الموج )
الموجة الأولى ..
الموجة الثانية
الموجة الرابعة
الموجة الخامسة
الموجة السادسة
الموجة السابعة
الموجة الثامنة
الموجة التاسعة
الموجة العاشرة
الموجة الحادية عشر
الموجة الثانية عشر
الموجة الثالثة عشر
الموجة الرابعة عشر
الموجة الخامسة عشر
الموجة السادسة عشر
الموجة السابعة عشر
الموجة الثامنة عشر
الموجة التاسعة عشر
الموجة العشرون
الموجة الحادية والعشرون
الموجة الثانية والعشرون
الموجة الثالثة والعشرون
الموجة الرابعة والعشرون
الموجة الخامسة والعشرون
الموجة السادسة والعشرون
الموجة السابعة والعشرون
الموجة الثامنة والعشرون
الموجة التاسعة والعشرون والأخيرة
خاتمة الأمواج
مشهد إضافي خارجي
إعلان هام ( الرواية الثانية )

الموجة الثالثة

12.5K 419 26
By AlaaMounir201

" لكن ورغم كل شئ .. سفينتك بداخلها دفئ .. رغم وجهتها الباردة "

 

تشعر بأسواط البرد تلسع كل خلاياها بينما هي تغرق في أمواج سوداء تبتلعها .. أمواج باردة مظلمة لا تقدر على الوقوف أمامها .. فتستسلم لغرقها يائسة وهي تحتضن نفسها علها تخفف من بردها مرحبة بالموت بصدر رحب !..

 

حتى هاجمتها فجأة أنفاس ساخنة بحرارة اللهيب تلفحها .. فتسيل حرارتها بداخلها متخللة كل خلية تكاد تتجمد فيها

دفء .. يذكرها بدفء أبيها عندما يأخذها بين أحضانه بذلك الحنان الذي طالما اغتفرت منه دون توقف ولم تغترف من غيره كمثله يوما ..

دفء تفتقده جدا فتكاد تذوب فيه وتتلاشى رافضة باستماتة أن يبتعد عنها مجددا .. فتشبثت به أكثر في حالة من اللاوعي المرغوب هامسة برجاء " أبي "

 

تشعر بنفسها تطير بعد أن سحبها حضن أبيها من أمواج غرقها الباردة .. ليرفعها معه على سُحب مخملية .. فتتنهد بأمان وراحة ملتصقة بحضنه أكثر .. متنعمة بقربه في حلمها للحظات تتمنى لو لا تنتهي ..

لكن سرعان ما تلاشى كل شئ فجأة وهي تسمع صوت انفجار قوقعة الأمان المحيطة بها المنسوجة من دفئه بين ذراعيه .. تزامنا مع سقوطها من السُحب المخملية وسقوط شئ ثقيل فوقها !!

 

فتحت ماسة عينيها مرتعبة مستيقظة من نومها على صوت مدوٍ تبين أنه ليس انفجار قوقعتها الوهمية وإنما تهشم زجاجي قوي مع سقوطها على .. على سرير !!

ليس هذا فحسب .. فالثقل الذي سقط فوقها ما كان سوى .. أحدهم !..

أحدهم ينام فوقها يلف ذراعه وراء ظهرها بينما وزن جسده الثقيل كله يتحمله جسدها الهش الضعيف يكاد يسحقه بضغطه المفاجئ .. والظلام في الغرفة لم يساعدها في التعرف على هوية ذلك الذي يحاول .. اغتصابها !!!!!

كل هذا كان في لحظتين فقط وعند وصولها لاستنتاجها المهم شرعت بالصراخ مستحضرة أعلى الدرجات من صوتها تستجدي الانقاذ .. لتشعر بيد ذلك المعتدي تكمم فمها فخرجت الصرخة منها مكتومة بباطن كفه الخشن ليزداد هلعها أكثر بينما عيناها كادتا أن تخرجا من محجريهما متوقعة الأسوأ قادما ..

ها هي أسوأ كوابيسها منذ أن فتحت عينيها على هذه السفينة تتحقق .. سيغتصبها أحدهم .. بل ربما سيتسلى بها الجميع وبعد أن ينتهوا منها سيلقوا بها في البحر لتكمل التسلية القروش المفترسة ..

ولكن قبل أن تتمادى في خيالاتها وتفكيرها بكيفية إمكانها القفز من السفينة للبحر فتكون وجبة عشاء دسمة لقرش جائع أفضل من مُغتصَبه !! سمعت صوت هذا المعتدي يقول هامسا بلغته الإنجليزية كالعادة " شششش أنه أنا .. آدم يا ماسة "

لحظة واحدة هي كل ما احتاجته لتفسر كلماته لعقلها الغائب متخبطا في حالة من الهلع والرعب يبحث عن طريق مفتوح للفرار .. ثم .. سَكنت .. لا تعرف لمَ .. لكنها هدأت رغم ضربات قلبها التي لم تتوقف عن الضرب في قفصها الصدري وكأنه سباق من ستنطلق أولا .. لكن جسدها سكن بأمر غريب أصدره عقلها ما أن وصلته كلمات ذلك المعتدي .. المعتدي الأمين !!..

و لم تفهمه .. لا يعني كونه آدم أنه لن يفعل لها ما هو سيء .. فهو رجل غريب حتى وإن أنقذها من قرش .. فليس منطقيا شعور الأمان الذي اكتنفها هذا .. أليس كذلك !!

 

لكن همسه وصلها مكملا ليتحالف مع أوامر عقلها ليهدئها أكثر " لقد حملتك لوضعك في السرير بدلا من وضعك الغير مريح في الأعلى .. ولكن .. لم أرى في الظلام وسقطت بكِ " ثم زفر أنفاسا ساخنة حانقة داعبت وجهها ليكمل بتوتر " أنا سأرفع يدي وأنهض أهدئي فقط .. لا تجزعي هكذا "

 

أومأت له بنفس العينين المتسعتين اللتين لا تريانه جيدا في الظلام ولكنهما تستطيعان تخيله ورسمه بعيني ذاكرتها ربما !

رفع يده ببطء وكأنه غير واثق من رد فعلها ثم انتفض عنها بسرعة كالملسوع وهو يتذكر هذا الوضع الذي هو فيه !!

لو دخل أحد عليهما بهذا الوضع المشبوه لضاعت هيبته كقبطان إن ظنوا أنه يحاول فعلا التحرش بها مستغلا نومها

 

ظل واقفا متخصرا متنفسا بسرعة يجز على أسنانه وهو يصرخ في داخله ناهرا نفسه " ماذا يحدث لك يا آدم .. اللعنة عليك "

بعد لحظات كان قد لملم شتات نفسه ببراعة مقتربا من الحائط لينير إنارة السقف فيعم النور في الغرفة المظلمة .. التفت إليها ليجدها وقد اعتدلت جالسة على السرير تنزل ساقيها إلى الأرض وتضم ذراعيها لصدرها كطفلة مطيعة ووجهها مخضبا بحمرة خجل لذيذ لم يره من قبل على وجه فتاة بينما نظراتها مطرقة بارتباك وحرج .. فقال بخشونة عابسا مخفيا ما يشعر به من اضطراب لم يعتده يوما تسبب به الموقف وهو يحك مؤخرة عنقه " لا تنامي في الأعلى هكذا .. فنحن أحيانا نقابل عواصف قد تمرضك أو تحرك السفينة بسرعة قد يسقطك أرضا وتتأذين .. أنت ستنامين هنا "

رفعت نظراتها له وهي ترد عليه بخفوت متسائلة ببراءة " وأنت أين ستنام ؟ "

تصنع نفس براءتها التي تستفزه وهو يرد " هنا أيضا "

هبت واقفة على قدميها وهي تذكر نفسها بإحكام الإمساك بالبنطال الواسع صائحة بغضب وهي تلوح بسبابتها " ومن سيسمح لك بالنوم بجانبي يا هذا "

رفع آدم حاجبا مستنكرا من كلمة " يا هذا " .. لكنه عاد لوقفته المستفزة ممسكا بيديه وراء ظهره فاردا جسده بهيمنة بينما قد ظهر التسلي في عينيه بوضوح بعد ابتعاد توتره ورد " من قال بأني قد أرغب بالنوم جوارك ( يا هذه ) .. أنتِ ستنامين على الأريكة " قالها وهو يشير برأسه مائلا للأريكة بجواره ببرود ثم أشار للسرير من ورائها وأكمل " وأنا على السرير "

 

امتقع وجهها حرجا وهمست باستنكار وكبرياء أنثوي جريح بالعربية " ومن سيرغب بالنوم بجوارك يا عديم اللباقة " ثم عادت تتكلم بلغته قائلة بقنوط تتعمد احراجه " ظننتك ستعرض عليَّ النوم في السرير من باب الذوق "

هز كتفيه يرد عليها ببساطة مستفزة دون الشعور بمثقال ذرة من حرج من باب قلة الذوق " أنا قبطان يلزمني الراحة للحفاظ على سلامة السفينة .. أما أنت فلا تفعلين شيئا سوى مشاهدة الدلافين "

هل قال كلماته الأخيرة وكأنه يسخر منها أنها لا تعمل وتلهو فقط أم هي تتوهم ذلك ؟!

إلا أنه أردف مكملا دون إعطاء فرصة الكلام لها " كما أني قليل النوم .. أي يمكنك النوم على السرير معظم الوقت .. وهذا منتهى الكرم مني " قال كلماته الأخيرة ملوحا بسبابته في المقابل ثم استدار يخرج تاركا إياها تغتاظ من تصرفه الدائم ذلك عندما يذهب فجأة لتهمس بعد أن رحل " مغيظ .. تمثال قلة الذوق والبرود "

عادت تنظر للأريكة عابسة ثم نظرت للسرير من خلفها وكأنه أعطاها فرصة الاختيار ولم يأمرها بجلافة أن تنام على الأريكة !!

لكنها تمددت على السرير تغطي نفسها بعناد لا تعلم سببه وكأنهما صديقان يتناطحان بمشاكسة ! ثم همست بغِل مع تذكرها لكل كلماته المغيظة وهو يأمرها وكأنها جاريته !! " لينم هو اليوم على الأريكة إن أراد .. لتتكسر عظامه حتى "

وأغمضت عينيها بهدوء .. مفكرة بتعجب في ذلك الإحساس بالأمان الذي غزاها ما أن أخبرها بهويته !!

بل تتعجب كيف تنام أصلا على سفينة تعج بالرجال والآن ستنام في غرفته دون إحكام إغلاق الباب حتى وتعلم بأنه أيضا سيأتي لينام بنفس الغرفة في أي وقت !! ..

 

أبعدت تلك التساؤلات وعلامات التعجب بعيدا .. وهي تقنع نفسها " لقد أنقذني من القرش .. لذا هو شخص جيد .. سيحميني .. على الرغم من كل فظاظته " وعند هذه النقطة استسلمت للنوم وهي تدعو الله أن ترى عائلتها قريبا .. تاركة أيضا الزجاج المهشم لينظفه هو .. بمنتهى انعدام الذوق تماما منها هذه المرة !!.

 
.

......................

صباح اليوم التالي

 

" أبييييييي .. رحلة يا أبي رحلة جديدة " صرختها بحماس وهي تندفع من باب المنزل داخلة للبيت مجفلة كل من فيه بينما تكمل وهي تنهت من فرط الحماس واقفة أمام أبيها " رحلة .. ستمر بأكثر من دولة في أوربا "

ما أن أنهت كلماتها حتى أتى الدور للأخت الصغرى وهي تُلقي بهاتفها على الأريكة قافزة بحماس أعلى صارخة " واااااو .. رحلة جديدة لأورباااااا "

" أجل يا نهى .. رحلة هي الأمثل .. لا أصدق " قالتها ماسة بسعادة طفلة حتى آتاهما صوت الأب حينها يقول متأففا قاطعا سعادتهما " كفى يا فتيات .. ستنفجر طبلتي أذني من صراخكما "

خرستا فورا واقتربتا منه تكملان بتتابع مساندتين لبعضهما البعض " رحلة رائعة أبي .. لنذهب جميعا " قالتها ماسة ثم أكملت نهى " وافق أبي .. سنستمتع "

" أجل أبي .. إنها رحلة بحرية .. المفضلة لنا "

" وافق أبي "

" أجل وافق أبيييي "

" أجل حتى نرتب أنفسنا لم يتبقى وقت "

" أبييييي "

 

" كفى "

هذه المرة كانت من الأم التي شعرت بما يعانيه زوجها فصمتتا ضاحكتين بشقاوة بينما هما في انتظار موافقة أبيهما الذي صمت قليلا ثم رفع نظراته لهما يقول بأسف هازا كتفيه ببساطة " آسف .. لدي عمل هذه الفترة .. و لا يمكنني تأجيله "

اتسعت عينا كل منهما بعدم تصديق ناظرتين لبعض ثم نظرتا له مجددا صارختين معا بحنق واعتراض " أبيييييييييييييييي "

 

……………………..

 

فتحت عينيها ببطء وأشعة الشمس تتسلل للغرفة من الشباك بستائره البيضاء الخفيفة المتطايرة والتي لا تقلل من نور الشمس بل تُدخله كاملا فتنزعها من نومها المليء بوجوه أفراد عائلتها الذين تشتاقهم جدا ..

تمطت بجسدها قليلا براحة ثم انقلبت على جانبها الآخر لتفيق بهدوء شاردة في ذكرياتها ..

اصطدمت نظراتها حينها بوجوده واقفا بجوار الباب عاقدا ذراعيه العضليين أمام صدره ينظر إليها .. وكأنه ينتظرها !

شهقت باجفال وهي تهب بجذعها جالسة تضم الغطاء لصدرها بحركة عفوية ثم همست بحنق بلغتها العربية التي لا يفهمها وهي تستوعب وجوده " تبا .. إنه لا يكف عن إرعابي في الظهور فجأة .. وإغاظتي بالذهاب فجأة "

 

ثم سحبت نفسا هادئا تهدئ من إنفعالاتها كالعادة لتقول بعدها بلغته ليفهمها وهي ترسم ابتسامة سمجة " صباح الخير سيدي القبطان .. كيف حالك اليوم "

رغبة في الابتسام .. رغبة غريبة عنه كبحها سريعا و جعلته يتعجب للحظة من شعوره .. لكنه أبعده ليرد عليها بهدوء بارد متجاهلا تحيتها الصباحية بتعمد " ظننتك ميتة لن تستيقظي أبدا " وأكمل بنبرة ذات مغزى " خاصة على السرير المريح بعد أن نمتِ عليه متجاهلة ما قلته عن نومك على الأريكة باستبداد ! " احمرت بحرج وهي لا تصدق أنها فعلا عاندته لتنام على السرير وينام هو على الأريكة !!

 

اعتدل في وقفته وهو يلاحظ احراجها المسلي له وفك ذراعيه ليضع يديه في جيبي بنطاله قائلا باستفزاز متمعن " ما كل هذه الراحة والنوم بحرية وكأنك في فندق سياحي "

عقدت حاجبيها بحنق منه لكنها انتبهت فجأة لملابسه .. حيث كان يرتدي ملابس العمل الرسمية من زي القباطنة البحريين الأبيض فكانت تليق به جدا خصوصا مع طوله الفارع وعضلاته الرشيقة .. قالت بعفويتها التي تمثل جزءا من شخصيتها تعبر عن أفكارها " تليق بك جدا هذه الملابس " ولكن قبل أن يرد عليها أو تلاحظ لمعان عينيه بفخر للحظة سمعت صوت الصفير العالي للسفينة ففزعت من صوته وهي تسأل " ماذا حدث "

 

نظر لها للحظة صامتا ثم رد عليها وهو يتحرك للخارج " لقد وصلنا للميناء .. ستغادرين السفينة قريبا وأتخلص منك أخيرا "

لتبقى هي مكانها ناظرة في إثره تشعر بشعور مختلط بين خوف وترقب ولهفة و .. إمتنان كبير لذلك الجلف الذي يريد التخلص منها سريعا والذي أنقذها يوما بشجاعة .. من موت وشيك !!..
 


........................

 

بعد قليل كانت قد خرجت من الغرفة لتجد أن الحركة زادت والعمال يعملون على قدم وساق وقد وصلوا بالفعل للميناء وترى اليابسة أمامها تعج بالبشر يتحركون كخلايا النحل .. فتسمرت بذهول .. لا تصدق .. هل حقا عادت لليابسة بمعجزة ما !! ..

 

خرجت للخارج أكثر لكن سرعان ما ظهر آدم يسحبها ويسير بها لتعود للغرفة ثم أغلق الباب وهو يدخل معها متكلما بجدية قائلا بذهن مشغول " اسمعي ماسة لا تظهري الآن .. ظلي في هذه الغرفة حتى لا يراك أحد من هؤلاء المراقبين الذين يتفقدون صلاحية البضائع .. سآتي أنا لك مرة أخرى " ثم استدار مغادرا تاركا إياها هذه المرة لا تشعر بالغيظ من تركه لها بل .. بالتوتر

 

و بعد بعض الوقت .. ربما ساعتين دخل آدم مجددا ببعض الأكياس قائلا لها وهي جالسة على السرير تضم نفسها لركبتيها " خذي هذه الأكياس بها عدة شطائر فأنت لم تأكلي حتى الآن وكذلك أكياس أخرى بها ملابس لتغيري ملابسك لتستطيعي الخروج "

 

لم تهتم بما قاله وإنما سألته بملامح قلقة " لمَ أردت مني عدم الخروج .. هل سيقبضون عليّ للتحقيق في أمري "

ارتفع حاجباه ارتفاعا طفيفا وهو يسمع ما تقوله ويرى القلق في عينيها فجلس بجوارها وقد أشفق عليها للحظة من كل هذا التوتر الذي تعيشه وحدها !

وقال بهدوء لا يظهر شفقته " لا ماسة .. من أين تأتين بهذه الأفكار .. لقد أردتك ألا تظهري أمام الجميع بهذه الملابس لأنهم سيتساءلون عن هويتك ويتمعنون النظر فيكِ .. فأردت التوصية بشراء بعض الملابس أولا "

عقدت حاجبيها تسأله بشك لتتأكد من صدقه " ما بها ملابسي ؟ " ..

رفع حاجبا مشقوقا متسائلا في نفسه ( ألا تعرف ماذا بها ملابسها التي هي بالمناسبة ملابسه أصلا !! ) ..

ظل ينظر لها نظرة غامضة للحظات ثم قال ببساطة محركا كتفيه " تحدد تفاصيلك الأنثوية "

اتسعت عينا ماسة وهي تسمع جوابه البسيط جدا !! .. ثم شهقت وهي تهب من السرير واقفة بعصبية تنوي الصراخ بجنون .. وللحظة واحدة فقط .. نسيت الإمساك بالبنطال في غمرة انفعالها .. وكانت تلك اللحظة كفيلة بسقوط البنطال فورا مع عنف حركتها .. أمام نظراته !!

 

نزل آدم بنظراته المجفلة من سقوط البنطال وسرعان ما ارتفع حاجباه مع اتساع عينيه اللحظي وهو يرى ساقيها من تحت قميصه !!

زم شفتيه يخنق ابتسامة لم تزره منذ سنوات .. أشبه بضحكة عابثة !!

ثم تحولت نظراته المتفاجئة لأخرى متسلية وهو يطالع ساقيها قائلا بسخرية متعمدة بينما هي تنحني بسرعة لترفعه " لا أعلم في الحقيقة .. إن كنت قد خرجتِ ( بهذه الملابس التي لا ترين بها مشكلة ) وسقط البنطال بهذا الشكل أمام عشرات الرجال بالخارج .. سيكون عرضا مغريا أم .. مضحكا ! "

 

صرخت بسبب خجلها ترد عليه بعنف وهي تتشبث بالبنطال بيديها الإثنتين " لا دخل لك "

إلا إنه تجاهلها وهو يقف قائلا بأمره المعتاد " هيا أسرعي بارتداء الملابس لتخرجي "

فتحت الأكياس تخرج الملابس بغيظ لتجحظ عيناها مرة أخرى وهي تجد أنها أخرجت .. ملابس داخلية !!

أعادت الملابس بسرعة للكيس وهي تعود بنظراتها له تقول بذهول " ما هذا .. كيف تشتري لي شيئا كهذا "

ارتفع حاجباه بدهشة زائفة وهو يجيبها ببساطة " ألأ ترتدين ملابس داخلية ؟ "

احمر وجهها وأصبح كحبة طماطم في موسم حصادها وفتحت فمها وأغلقته عدة مرات بعجز بمنظر أبله أمام جرأة أوربيته ثم قالت أول ما خطر على بالها " وكيف تدرك أن هذه الملابس على قياسي " كانت تقصد الملابس التي جلبها لها بصورة عامة لكنه فهم - بمنتهى الوقاحة - أنها تتحدث عن الداخلية منها

فمط شفتيه يرد عليها بوقاحة " ليس صعبا التكهن بقياسك " ثم نزل بنظراته لصدرها بوقاحة أكبر بينما هي قد جحظت عيناها وأكمل كمن يحل مسألة ما " مممم اعتقدت أن قياسهما سيكون .. "

قاطعته بعنف وهي تدفعه في صدره تكاد تفتك به بقوة فتيات بنات بلدها اللواتي يقفن للمتحرش بسلاطة لسان لاذعة " اخرس آدم وأخرج من هنا حالا "

هز كتفيه بلا مبالاة و استدار مغادرا يتحكم في ابتسامة مجنونة ملحة .. متعجبا أن يتعامل معها بهذا الشكل .. ويتركها تعامله هكذا .. كما لم يفعل أحد غريب يوما !!

 

.............................

بعد أن أنهت الطعام وتحممت بسرعة وفتحت الأكياس تخرج الملابس ترتديها وتعجبت أنه بالفعل كانت على قياسها تماما .. من أين أتى بالملابس أصلا !!

الملابس الداخلية وحتى البنطال الجينز بلونه الأزرق الفاتح وبلوزة صفراء بنصف كم بفتحة مثلثة لا تُظهر سوى عنقها .. وفاجأها أيضا بوجود حذاء رياضي خفيف وجوارب قصيرة بالإضافة لرباط شعر بسيط لونه أصفر كلون البلوزة القطنية .. فسرحت شعرها ورفعته بالرباط كذيل حصان ولكن ذيل حصان مموج بسبب شعرها الغجري صاحب الموجات الواسعة الناعمة كموج بحر هادئ ينساب بنعومة ...

 

خرجت من الغرفة بتوتر من مظهرها الجديد وأيضا بتوجس مما سيحصل بعد أن تغادر السفينة !!

استقبلها بعض العمال يعبرون عن جمال مظهرها بتلك الملابس البسيطة لتبتسم لهم بمجاملة بينما عيناها تبحثان عن آدم بقلق حتى اصطدمت برؤيته .. اقتربت منه بخطوات واسعة لم تشعر بها لتجده يتحدث مع أحدهم وعندما رآها مد لها يده عفويا وهو منشغل بحديثه مع مخاطبه وكأنه يعلم بتوترها !!

و ياللغرابة تمسكت بذراعه للحظات ثم تركته بخجل بينما هو غير منتبه حتى ..

بعد قليل تركه مخاطبه ليتأفف وهو يعقد حاجبيه بتفكير فسألته بحذر عما حدث

نظر لها للحظات ثم رد قائلا بجفاء " لقد وصلنا في الساعات الأولى لفجر اليوم ومن المفترض أن نغادر بعد ثلاثة أيام لنتجه للمحيط .. ولكن " صمت للحظات بعبوس فحثته على أن يكمل ليقول وهو يزفر " ولكن أتت تعليمات ستجعلنا نضطر للبقاء ليومين فقط في هذه البلد .. بمعنى أننا سنغادر بعد الغد صباحا "

 

عقدت ماسة حاجبيها بعدم فهم لكل هذه المعلومات فأكمل لها شارحا بجدية وصدق " كنت أنوي مساعدتك للوصول لسفارتك فتساعدك كناجية وتتدخل سريعا في الأمر حتى لا يطول .. لكني علمت أن اليوم والغد عطلة للسفارة في هذا البلد بالإضافة لأن الشرطة من يجب أن تتسلمك وهذا سيأخذ وقتا أكثر وأنا لن أبقى سوى يومين فقط " ثم سألها " لذلك يجب تسليمك للشرطة وهي تتصرف .. ولكن من دوني طبعا .. فهل أنتِ جاهزة ؟ "

نظرت له بعينين خائفتين لا تدري لمَ لم تستسِغ فكرة وجودها في بلد غريب لا تعرف حتى لغته .. ومع الشرطة !! لتقول له وهي تفرك ذراعها بيدها الأخرى " لا أعلم .. ماذا أفعل آدم "

 

نظر لها وهو يلاحظ أنها أصبحت تناديه باسمه بعفوية .. ثم تنهد بضيق وهو يقول متأففا " في حالتك هذه ماسة لا يوجد ما تفعلينه .. عليّ أن أسلمك للشرطة .. هذا ما ينصه القانون على أي حال "

سحبت نفسا مرتجفا وهي تلاحظ ضيقه وقد اعتقدت أنه بسببها .. ورغم قلقها مما قد تواجهه في بلد لا تعرف حتى لغته للتعامل مع أهلها .. إلا أنها ردت بهدوء قائلة " لا تقلق أنا سأكون بخير "

نظر لها بعدم رضا في نفسه ولم يلحظ قلقها في غمرة قلقه الغير مبرر عليها !! ولكنه فتح فمه قائلا يحاول بث طمأنينة في قلبها " لا أعلم كيف يتم التعامل بشكل تفصيلي فلم أمر بحادثة مماثلة في عملي .. لكن ستتدخل سفارة دولتك ويتم ترحيلك فورا ما أن يتم التعرف على هويتك ماسة .. فقط تحتاجين للصبر حتى تنتهي عطلة السفارة .. ولكن لا تقلقي "

 

زفرت قائلة و وتوترها يزيد " أنا واجهت ما هو أصعب في البحر .. لن يحدث لي شئ صدقني "

فتح فمه يجيبها ولكن أحد رجال الطاقم البحري ناداه ليجز على أسنانه قائلا " انتظريني هنا " أومأت له برأسها وهي تشرد بأفكارها مرتعبة بالفعل مما سيحدث فتمتمت بتذمر " اللعنة على حظي .. ألم تجد السفارة أياما أخرى غير هذه للأجازة .. كان من الممكن أن يبقى معي حتى أطمئن أكثر "

 

صمتت بعدها ترفع نظراتها لآدم لتجده يتحدث مع أحد من طاقم السفينة بعصبية فعقدت حاجبيها وهي تقترب قليلا منه لتسمعه يقول بوضوح " مارتن .. قلت لك تولى أنت وجون الأمر حتى أساعد الفتاة .. كيف سأتركها هنا وحدها " رد عليه ذلك المدعو بمارتن ببرود لم ينتبه له آدم أثناء عصبيته قائلا " سيد آدم أنت القبطان للسفينة .. كيف سأنهي أنا التعليمات اللازمة والسفينة أصلا ستتحرك قريبا .. لم يتبقى وقت طويل لتجهيزها لرحلتها الجديدة الأطول هذه المرة "

فرك آدم رأسه بإرهاق ثم قال " حسنا سأجد أنا حلا .. أذهب أنت " انصرف الشاب تاركا آدم يهمس لنفسه بضيق " لا أعلم كيف يغيرون مواعيد مهمة هكذا " ثم تحرك مغادرا السفينة لفترة من الوقت أعطي فيها أوامر بفحص سلامة السفينة وعرض نتائج الفحص عليه مصدقة والتزود ببعض المؤن التي سيستخدمونها في رحلتهم القادمة ثم عاد مرة أخرى ما مر أكثر من ساعة تقريبا لماسة ليجد طريقة لمساعدتها والاطمئنان عليها وسيتكلم مع المفتشين بنفسه ويوصي عليها بعض أصدقائه هنا .. كيف سيطمئن عليها وحدها !! .. خاصة وهي بمثل هذا القلق وتبدو كطفله تائهة !

والأدهى أنه لا يعلم لمَ هو قلق هكذا ومصر على حمل مسئوليتها .. ألن يتوب !

 

انتبه أنه لا يجد ماسة حيث تركها .. فعقد حاجبيه مفكرا بأنها قد تكون عادت للغرفة بسبب تأخره فانطلق للغرفة وهو يرتب في عقله كيف يساعدها بكل ما يستطيع حتى لا تتأخر في تلك الإجراءات ببلد غريب وحدها .. على الرغم من تأكده بأنها بالفعل ستعود في النهاية .. لكنه يبدو موقفا مُقلقا لها كفتاة وحيدة ..

 

دخل الغرفة ليتفاجئ بها خالية .. تحرك للحمام يطرق عليه وهو يناديها بخفوت لكنه عقد حاجبيه أكثر وهو لا يجد ردا سوى هدوء غريب جعله يتوجس وهو يفتح باب الحمام ببطء بينما يرجو في قلبه ألا يكون ما في باله صحيحا

لكنه للأسف كان صحيحا .. فماسة لم تكن في الحمام .. ولا في أي مكان على السفينة !!

أين قد تكون ذهبت .. لقد بحث حتى في غرف العمال لكنه لم يجدها .. هل سلمت نفسها وحدها .. أم لاحظ أحد المفتشين وجودها فسألها عن هويتها فأخبرته !

تبا له .. كيف تركها وحدها وسط العمال دون أن يطمئن عليها في غرفته أولا

تمتم وهو يغمض عينيه بنفاذ صبر " تبا لكل ما يحدث .. بأي حال أنا حتى أفكر في أمر طفلة كبيرة تائهة !! "

 

زفر محاولا رسم الهدوء على ملامحه مستعيدا هيمنته وثقته التي يرسمها خارجيا مقتربا من الجموع التي تعمل

يحتاج للتأكد أنها بالفعل ذهبت للمفتشين ثم سيساعدها

لكنه كان متعجبا كيف إن انتبه لها المفتشون لم يأتي أحد ليسأله لإثبات الواقعة .. فهو القبطان بل هو نفسه من أنقذها !!

كانت الحركة حوله تزداد والجميع مشغولين لكن .. لا يبدو على أي أحد أنه رأى ماسة .. وهي ليست واقفة مع أي ممن يشرفون على نقل البضائع والتأكد منها .. أين هي !

اقترب من أحد العمال يسأله إن كان رآها .. لكن إجابة العامل جعلته يتوتر .. حيث أخبره أنه رآها تتحرك تنوي الخروج من السفينة أثناء عمل الجميع .. لا تسليم نفسها لأحد المفتشين من حولها !!
 


.........................

 

يسرع من خطواته وهو يتلفت من حوله باحثا عنها .. يدعو الله أن يجدها في هذا الميناء الكبير المزدحم بالبشر والعمال ..

بعد أن سأل ذلك العامل على السفينة عنها ليخبره أنه رآها وهي تتقدم تنوي الخروج من السفينة حتى تحفزت كل خلاياه

فاندفع يتحرك لينزل من السفينة يفكر بطريقة لسؤال أحد الضباط دون طريقة مباشرة إن كان هناك فتاة نزلت إليهم

كانوا جميعا في حالة انشغال كما هو حال الميناء دائما .. لكن أيا منهم لم ينتبه لوجود أي فتاة أصلا

وشيئا فشيئا حتى جحظت عينا آدم وهو يلتفت حوله في الميناء متسائلا بذهول " يا إلهي .. هل تسللت من كل هؤلاء .. وهربت !! "

 

تحرك حينها محاولا نفض ذهوله وذهب لجون يخبره أن يتابع العمل حتى يبحث عن ماسة فأومأ جون ببعض البلاهة وهو مذهول من تصرف آدم الذي لم يغادر السفينة يوما في حالات العمل !!

وها هو يمر بأكثر من مكان في الميناء التي هي أشبه بمتاهة كبيرة بالصناديق المتراصة في كل مكان والغرف والضباط الذي لا يعلم كيف ستتمكن من الفرار منهم إن لمحها أحد

 

توقف آدم في مكانه يدور حول نفسه بعصبية .. لا يعرف من أين يبدأ

يشعر بذنب كبير .. فهذه المرة الثانية في حياته .. لا يكون بقدر المسئولية التي حمّلها لنفسه !

أسرع من جديد يركض هنا وهناك يتمتم في نفسه " أين أنتِ .. أين أنتِ ماسة .. أرجوكِ كوني بخير "

 

لكن وبعد مرور ساعتين كان قد تعب من البحث دون جدوى .. لقد اختفت ببساطة وكأنها قطعة من الثلج ذابت بسهولة في حرارة النهار ولم يبقى لها أثر !

بالطبع لم تخرج من الميناء .. فلا أحد يمكنه المرور دون جواز سفر وتصريح بالدخول وإلا سيكون .. دخول غير شرعي للبلاد !

عاد آدم أدراجه للسفينة بقلة حيلة .. يزفر بتعب مفكرا بأن الفتاة قد جلبت بتهورها واندفاعها مصيبة على رأسها

غامت عيناه بألم لحظي .. كم يكره مثل هذا التهور الذي لا يجلب سوى الكوارث !

وقف أمام السفينة والتفت ينظر للميناء .. متسائلا .. هل هذا ذنب جديد سيحمله .. هل – رغم كل ما فعله – سيكون مذنبا ولم يحافظ على الفتاة !

 

ابتسم بخيبة مريرة .. وكأنه ينقصه !!

التفت مجددا ينوي الصعود للسفينة فأوقفه أحد المفتشين سائلا عن هويته ليجز آدم على أسنانه .. يأتي الآن ويسأله رغم إرتداءه بدلة الربان بينما تلك القطة تسللت ببساطة !!

لكنه أخرج ورقه التعريفي قائلا بذلك الصوت البارد المصبوغ بثقة لا تنبعث من داخله وإنما مجرد غلاف " أنا قبطان السفينة .. ألا تلاحظ ! "

فأومأ الضابط بإحترام ليتركه ويصعد .. يجر أذيال خيبة لا يعرف لها سببا حقيقيا .. لها طعم مرير !!

 

............................

يوم انطلاق السفينة صباحا ...

 

بمجرد أن شق الفجر برماديته ظلمة الليل من حوله كانت السفينة مستعدة تماما لرحلة قادمة أطول هذه المرة ..

خرج آدم من غرفته بعد أن نام حوالي ساعة واحدة فقط .. بحث فيها عن النوم بكل قوته كنوع من شحن الطاقة للمواصلة وإلا سينهار جسده ..

فقد كان يجاهد طوال الوقت أفكارا مجنونة عما يمكن أن يحدث للفتاة وحدها وأفكار أخرى بأن ينزل ليبحث عنها من جديد ..

ترى كيف قضت الليلتين السابقتين !! .. هل أمسكت بها الشرطة.. أم هل سلمت نفسها لهم ؟ ..

" كيف ستثبتين لهم أنك ناجية وقد تركتِ السفينة بدون إثبات .. غبية .. سيطول الأمر هكذا أكثر "

 

" سيد آدم "

خرج من شروده على صوت أحد الضباط لينظر له بهدوء فيخبره الآخر باستعداد السفينة وأن الرحلة ستبدأ بعد ساعة فأومأ آدم بذهن شارد وقلب .. قلق !

قال الضابط مجددا " تفضل سيد آدم .. هذه كل الأوراق الخاصة بفحص السفينة وبضاعتها كذلك .. وأوراق التأكيد بتسليم جزء البضاعة الخاصة بالدولة التي نحن فيها "

 
أ

ومأ آدم بنفس هدوءه وهو يتسلم الأوراق لينصرف الضابط باحترام تاركا القبطان يتقدم من المقدمة ينظر للميناء من أمامه بعينين تتحركان ببحث لا يتوقف ولكن دون جدوى .. مشفقا في داخله على ماسة .. فهي الآن تعتبر قد دخلت البلد بصورة غير شرعية .. وتوابع هذا عليها قد تكون .. وخيمة

انتهى الفصل
إلى اللقاء بالفصل القادم
وشكر خاص لكل من دعمني الف شكر ♥️

Continue Reading

You'll Also Like

213K 6.9K 18
ﻓﺠﺄﺓ ﺳﻄﻊ ﺿﻮﺀ ﻣﺒﻬﺮ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻈﻼﻣﻪ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ .. ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺭﺩﺩﺕ ﻛﻞ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻈﻬﺎ ﻭﺗﻠﺒﻜﺖ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻹﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭﻭﺟﺪﺕ...
661K 23.1K 100
ماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم...
1M 67.2K 104
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...