الموجة الثانية والعشرون

9.1K 305 10
                                    

" يصرخ قلبي بالنداء .. لقلب أصمٍ لا يُبالي "
 

بعد أشهر ..

 

مرت الأشهر ببطء خانق عليها .. حاولت في كل يوم فيهم رسم ابتسامة جميلة أو ضحكة ترسم فيها بعضا من السعادة الزائفة .. في محاولة منها لبث الراحة في قلوب أهلها جميعا ..

إلا قلبها ! ..

وليتها تفلح !!

 

فتلك السعادة المرسومة بزيف يسقط قناعها في لحظاتها التي تشرد بها فجأة دون إدراك منها وكأنها تنفصل عن العالم .. و تبتسم بحزن ..

حتى تفيق على نظرات أمها المتسائلة بصمت أو أختها القلقة

تلك السعادة الزائفة التي لم تنجح في مهمة اخفاء دموعها .. حين تشعر بيد أبيها على خدها تمسح دمعة شاردة لا تعلم من أين أتت ..

فقط وكأن ألمها الخفي يحفز مآقيها على تساقط قطرات من أمطار الدمع الشحيح ..

على الرغم من عدم شعورها بهذا الألم الخفي بمرور الوقت ..

لقد تأقلمت عليه حتى دفنته في قاع الروح .. تحت رماد قلب محترق ..

لكن هذا لا ينفي وجوده .. ودموعها الشحيحة خير دليل ..

فتهرب ..

 

تهرب متحججة بأي شيء مبتعدة عن أهلها بإرهاق من كثرة إدعاء فاشل .. ولا مبالاتها بأي سؤال يلوح أمامها في أعين كل منهم .. تزداد كل يوم لدرجة الصقيع ..

كما تفعل الآن وهي تدخل غرفتها تاركة الجميع ورائها بهدوء لا مبالي .. تُلقي بأقنعتها المستعارة لتظهر تحتها ملامح .. الفراغ !

فراغ بداخلها يتسع ثقبه يوما بعد الآخر دون أن تجد القدرة على سده .. فاستسلمت تغوص فيه علها تجد راحة يوما

إلا أنها لم تجد تلك الراحة المنشودة .. لكنها على الأقل لم تشعر معه بالألم أيضا ..

فقط الفراغ والدموع الشاردة بين حين وآخر !!

 

تحركت ماسة جهة سريرها لكن ليس كي تحصل على بعض من النوم كما أخبرتهم وإنما لتنفرد بنفسها وتشحن طاقتها حتى تكمل مسيرتها المضنية في محاولة التصرف بطبيعية ( الفاشلة ) !

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن