الموجة الرابعة والعشرون

9.4K 311 13
                                    


 

" مرسى القلب مفقود .. والسفينة متخبطة بين أمواج عذاب فقده "
 


قبل عشرة أيام ..

 

في مشهد متكرر ..

قفزت من مكانها راكضة بلهفة ناحية الخارج لتفتح البوابة الخارجية للبيت .. ثم ودون مقدمات كانت تُلقي بجسدها على أحضانه بعينين تدمعان اشتياقا لا تصفه كلمات ..

ارتد جسده مجفلا للحظة لكنه سرعان ما لف ذراعيه حولها وهو يبادلها الاحتضان راسما ابتسامة صغيرة وسط اجهاد ملامحه وضع فيها قدر استطاعته من السعادة معبرا عن اشتياقه المتبادل وهي تتشبث به رافضة تركه بعناد

ابتعدت عنه أخيرا بعد لحظات طالت جدا رافعة عينيها المغرورقتين بالدموع لوجهه الذي بدى غريبا بذقنه النامية عن المعتاد وشعره الطويل بعض الشيء .. قائلة بتحشرج " آدم .. اشتقت إليك بطريقة مؤلمة للقلب يا آدم .. اشتقت إليك يا أخي "

اتسعت ابتسامته أكثر وهو يجدها تحتضنه مجددا شاهقة بالبكاء فقال بحنان غلبه وهو يشدد ذراعيه من حولها " اهدئي مايانا .. أنا بخير .. كُفي عن البكاء "

أبعدته عنها مجددا وهي تمسح وجهها قائلة بلهفة من جديد " أمي تكاد تذوب شوقا لرؤياك .. هيا ادخل "

قالتها وهو يتبعها بعد أن رحل سائق الأجرة لحال سبيله بينما هو ما أن دخل حتى تنهد مرهقا وهو يقابل بحار من الدموع من أمه وأخته لا تتوقف مهما قال تتبعها قبلات وأحضان حارة ..

ربت آدم على ظهر أمه وهو يحتضنها إليه يقول " بالله عليكِ أمي توقفي عن البكاء .. هل سأموت قريبا ولا علم لدي "

شهقت وهي ترفع وجهها له غاضبة من كلماته تهتف بصوت متهدج " بالله عليك بعد غياب أشهر لم أسمع حتى صوتك إلا مرات تُعد على الأصابع .. ها أنت تستنكر دموعي اشتياقا "

ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يعاود احتضانها قائلا " لم أقصد أمي .. فقط .. " صمت يبحث عن شيء يقوله ثم قال بنفاذ صبر " فقط توقفا عن البكاء أرجوكما "

نظرتا له بتعجب فحك رأسه قائلا بتهرب " أنا جائع .. ألا يوجد طعام هنا "

ابتسمتا الاثنتان فورا وأمه تقول " طبعا يا حبيبي .. حالا .. اذهب واغتسل وانزل لنا .. هيا بسرعة "

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن