خاتمة الأمواج

10.2K 348 53
                                    

" قفزت يوما لموج الحورية منقذا .. فغرقت في بحر حبها .. المشروع !! "

الحياة مقايضة .. لا يأخذ المرأ فيها كل شئ .. بل ما أن تأخذ شيئا حتى تُقدم آخر ..

تقدمه راضيا ..

فتسعد بما نلت .. مستشعرا بكل لحظة لذة إمتلاكه ..

هكذا فكر وهو يقف أمام النافذة الزجاجية العريضة التي تطل على منظر النهر ممسكا بفنجان من القهوة .. مراقبا أحد القوارب يسير فيه بهدوء في جولة سياحية ربما .. مذكرا إياه بالذي مضى !

ابتسم آدم راضيا متكاسلا بعض الشئ .. مفكرا ..

لقد مرت سنة .. سنة كاملة وهي زوجته !

سنة غارقا في موجها بإنتشاء لا تتوقف لذته عن الازدياد جاعلة إياه يترنح سُكرا بين ذراعيها كل مرة دون شبع ..

تنهد وهو يرفع فنجان قهوته الساخن مرتشفا ..

حياته مستقرة .. الشركة تسير بشكل جيد وذلك بفضل روح الجماعة بين أفراد عائلته .. منهم زوجته المصون بالطبع .. هذه حياة العمل

أما حياته الزوجية !

لمعت عيناه بالعبث .. سنة كاملة لا يتوقف فيها عن التفكير في كل تفاصيل أيامه معها ..

أم حنون .. طفلة شقية .. زوجة حريصة .. صديقة جيدة .. وحبيبة عاشقة عابثة بقدر عبثه في لحظاتهما معا .. كل شئ تمثله له وهو سعيد بكل هذه الأدوار الذي تتقن القيام بها ..

خاصة العابثة .. تكون نارية !

فُتح الباب فجأة جعله ينتفض من شروده حانقا ..

هل ذكر أنها موظفة ملتزمة جدا لحد خانق أيضا أم لا !

" آدم .. هذا العقد عليك مراجعته بسرعة .. لقد عملت عليه أنا ونوح جيدا وفكرنا بوضع بعض البنود لصالح الشركة .. لذا راجعه حتى نتناقش فيه في اجتماع العاشرة " قالتها ماسة بسرعة وهي تقف أمام المكتب دون أن تلتفت إليه ناظرة لملف ما في يدها وهي تعبس بتركيز ثم تحول نظراتها لساعة معصمها تحسب الوقت جيدا بينما .. ترتدي نظارة طبية !

شهية حتى بهذة البدلة الرسمية الرمادية .. تُؤكل أكلا والله على هذا المكتب .. وكم حاول أكلها مرارا بينما هي تصده مرتبكة تكاد تفتك به من كثرة حرجها وكثرة عدم انضباطه !

رفعت نظراتها العابسة له حينما لم يصلها الرد بينما هو يقف وقفة مائلة يسند كتفه للنافذة رافعا القهوة لفمه يرتشف منها ببطء ناظرا لعينيها .. بعبث !

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن