الموجة الرابعة عشر

11.5K 331 6
                                    

 

" فديتُكِ بروحي مرة قبل لُقياكِ .. وأفديك الآن ألف مرة وأنا عاشق "

 

كانت تجلس وهي تضع شيئا يغطي شعرها وقد انتهت من صلاتها قبل قليل وظلت تردد أدعية تحفظها عن ظهر قلب لمثل هذه الأوقات العاصفة كما تعلمت من أبيها وأمها

 

ابتسمت بحنين على ذكراهم وهي تتنهد شاردة فيهم ..

 

يا إلهي مرت أسابيع طويلة .. كم اشتاقت لهم !

 

رفعت يديها تدعو الله بأن يكحل عينيها برؤيتهم جميعا بخير

وأن يحفظ لها آدم ولا يبعده عنها أبدا وألا يفترقا ..

 

طرقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تعقد حاجبيها خارجة من دعائها متسائلة عن هوية الطارق .. فآدم دائما يدخل دون استئذان

 

نهضت تفتح الباب لربما أحد من الطاقم يحتاج لشيء ما ..

فتحته وطالعت مارتن الواقف بحيرة وبعض الغضب لكنها سألته بتوجس " هل تحتاج شيئا .. مارتن ؟ "

 

ابتسامة صغيرة على جانب شفتيه ظهرت بينما يومأ لها قائلا " أحتاج للتحدث معك "

 

عقدت حاجبيها تنظر له بتعجب لكنها ردت ببرود " تفضل "

سألها مبديا الدهشة وهو يرفع حاجبيه " هنا "

لترد عليه باقتضاب وريبة " أين إذا ! "

هز كتفيه مجيبا ببساطة " اسمحي لي بالدخول للغرفة .. أم .. هل أنتِ خائفة مني " قال الجملة الأخيرة بنبرة شعرت بها مستهزئة وكأنه يستفزها

 

شمخت بذقنها وهي تشعر بالفعل بعدم خوفها أبدا .. فآدم بالقرب منها على أي حال

قالت باقتضاب تزم شفتيها وهي تشير بيدها للغرفة ليدخل " تفضل "

دخل للغرفة وهو يرمي بنظراته هنا وهناك ليتوقف عند السرير للحظة ثم هبط بنظراته لذلك المفرش الصغير النظيف المفرود على الأرض

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن