الموجة التاسعة عشر

8.2K 292 22
                                    

" أغدا ألقاك .. يا خوف فؤادي من غدِ ! "
 


رفع وجهه لها رافضا تحريرها قائلا باقرار مؤكدا ما ترفضه " بلى .. طائرتك غدا صباحا "

شهقت وكأن مجرد تأكيده لما ترفضه كان مثل طعنة لقلبها

غدا ؟ .. غدا سترى أهلها ! .. غدا ستعود للوطن ! .. غدا ستطمئن على أختها ! ..

غدا ؟ .. غدا ستتوقف عن رؤية آدم ! .. غدا ستغادر وطن آدم .. غدا ستنقطع علاقة الحب بينها وبين آدم !!

همست بصوت لا يكاد يسمع من بين دوامة دموعها تعبر بكلمة واحدة بينما قد توقفا عن الرقص وتوقفت كلمات الأغنية " غدا ! "

فأغمض عينيه هو رافضا كل أقداره اللعينة لكنه كرر لها يكاد يشهق باكيا مثلها " غدا "

 

شهقت تسحب الهواء بعنف شاعرة بالاختناق .. تحاول ايقاف سيول الدمع الفائضة من بين جفنيها المنتفخين وهي تكرر " غدا .. غدا سأعود لوطني .. سأعود "

أبعدها من بين ذراعيه قليلا يقول محاولا العودة لجموده يرد بهدوء كاذب " أجل .. أخيرا أنتِ عائدة لأهلك "

" ونحن " همستها بضياع .. برجاء ..

فنظر لها بعجز وأغمض عينيه مجددا بتهرب ملتزما صمته للحظات ثم قال بصوت مبحوح بجرحه يعاود النظر لها " هذا .. مكتوب "

" لاااااا " صرختها معترضة وهي تسقط أرضا سامحة لدموعها التي حاولت حبسها اللحظات الماضية لتسيل مجددا فأجهشت بالبكاء تغطي وجهها بيديها وشعرها نزل كستار يغطيها

تأوه آدم وهو يسحبها واقفة يقول " ماسة .. توقفي .. توقفي عن البكاء أرجوك "

دفعته عنها بهستيريا تصرخ " لا .. ابتعد .. ابتعد عنييييييي "

صرخ في المقابل بنفاذ صبر " تبا لذلك "

ثم سحبها لحضنه مجددا بينما هي تقاومه دون جدوى حتى تمكن الارهاق منها فاستسلمت لشهقاتها التي تمزق نياط قلبه وتبعثر روحه

تشبثت بملابسه بيديها وهي دافنة وجهها قائلة من بين بكائها العالي " سنفترق يا آدم .. لن نكون معا يا آدم "

ظل آدم صامتا يلهث كمن يركض في سباق .. كاتما بكاءا رجوليا شاعرا أنه على حافة الإنفجار ..

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن