الموجة الخامسة

12.6K 415 36
                                    

" بل أنت لا تعرف الخوف كيف يكون طعمه مُرا ..

عندما تنقلب حياتك كلها رأسا على عقب ..

بالأمس كنت لا أهاب في بيتي شرا ..

واليوم أُلقيت بين الأمواج أنتفض ذعرا ..

لا أدري طعم الملح على لساني من البحر أم طعم دموع تفيض مني قهرا ..

أتسألني لماذا أرفض مغادرتك ؟! ..

لأني لم أعد أشعر بأمان إلا معك ..

وليكن هذا بين قلبينا .. سرا ! "


 

تشتاق لأهلها حد الجنون .. إنها تمر بأصعب أيامها بالفعل .. لطالما كانت مسيطرة وتتصرف بهدوء في أي موقف صعب ولكن الآن .. إنها لا تنفك عن التفكير بطيش .. لا تعلم ماذا تفعل .. لقد توقف عقلها تماما منذ تلك اللحظة التي غرقت سفينتها في البحر .. لترتجل في كل المواقف بتصرفات لا تفكر بعواقبها .. ولكنها تعبت جدا .. تعبت وتحتاج لو تستسلم .. تغمض عينيها لتجد نفسها بين أحضان عائلتها .. إنها على حافة الانهيار من كل هذا الذي تعيشه .. أي جنون هذا !!

 

" أريدك يا أبي .. أشتاقك جدا وأريدك "

تمتمتها بصوت مخنوق .. متحشرج مشتاق حد التعب

لمَ يحدث معها كل هذا لمَ !!

 

دفنت وجهها بين ركبتيها تكمل بكائها بدموع فاضت أخيرا لتطفر تشق الطريق على خديها علّها تزيح بعضا من اختناقها

فدموعها التي حبستها بداخلها لأيام كانت تنسكب كشلالات من جمرات على روحها المحترقة بالفعل !

 

بعد قليل من الوقت شعرت به يدخل الغرفة بهدوء ليجدها جالسة على السرير تضم ركبتيها لصدرها وتدفن وجهها بينهما وتحيط بهما بذراعيها .. وشعرها الغجري يغطيها كستار أسود بأمواج واسعة يمنحها العزلة التي تحتاجها .. بينما هي غارقة في أفكارها المتداخلة

اقترب منها لا يعلم ما الذي عليه قوله وعقدة حاجبيه تزداد من عبوس ملامحه الدائم

تنحنح مناديا إياها فلم ترد .. جز على أسنانه بغضب لا يعلم منها أم منه بينما ينظر للباب بطرف عينيه متسائلا إن كان يستجيب لنداء عقله ويخرج !

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن