الموجة الثالثة والعشرون

9K 318 24
                                    

 

" ضرب من الخيال وجودك .. يسكن القلب فقط "
 

ألقى بجسده على السرير يتمدد ساندا رأسه بذراعيه ناظرا للسقف بنظرات عابسة ..

يفكر ويفكر ويعاود التفكير .. وفي كل مرة يقنع نفسه بعدم تغيير قراره الذي أخذه منذ مدة

فما الجديد ليغير رأيه الآن ..

الجديد !!

صمت للحظة ثم جلس يقول بصوت مسموع لنفسه " ما الفرق بين الآن أو التأجيل .. أعتقد هذا وقته المناسب ! "

أردف بعدها حانقا " كما أني لا أريد الانتظار ببساطة "

ثم هب من السرير يرتدي ملابسه بعشوائية وخرج من غرفته نازلا للأسفل ليجد أمه وأبيه جالسين باسترخاء يتابعان أحد المسلسلات القديمة التي لا يملان منها ( لن أعيش في جلباب أبي )

 

ارتفع حاجبا أمه وهي تراه متوجها للخارج فهتفت به " إلي أين يا كريم "

رد بصوت عالٍ ليصلها وهو يخرج للمرآب " قادم الآن أمي "

اقترب من البوابة المقابلة لبيتهم يضغط الجرس وينتظر بنفاذ صبر .. حتى ظهر له يوسف يرحب به بدهشة من قدومه الآن ..

فتوتر ..

نظر له يوسف قائلا وهو يجده واقفا مكانه " أهلا كريم .. ادخل "

دخل كريم وهو يشعر بحرج متأخر من قدومه فجأة ليلا دون مقدمات ..

دخل معه لغرفة المعيشة وهو يرى ماسة ترمقه بتعجب وتبعتهما و خلفها نهى ..

وعندما جلس بجوار يوسف وسمية رفع نظراته للبنتين المراقبتين له .. فعقد حاجبيه بعزم متجدد لن يلين الآن ..

التفت ناظرا للجالس بجواره بنظراته العازمة المُصرة وقال بهدوء مباشرةً " عمي يوسف .. انا آتٍ لك اليوم طالبا يد ابنتك "

اتسعت عينا ماسة بذهول بينما شهقت نهى دون ارادتها بألم

أما سمية فهللت بنظراتها رغم تحفظ ملامحها

ويوسف رفع عينيه لبنتيه للحظة ثم أنزلها لكريم .. بنظرات هادئة مرحبة .. تحمل توجسا !

 

سمعت ماسة صوت شهقة أختها التي ضربتها في الصميم فعقدت حاجبيها وهي تنفض ذهولها الذي دام للحظات .. ترسل له شرارات نظراتها .. محذرة .. مصدومة

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن