سِيلا ✓

Por Luna_Sierra

824K 60.5K 9.9K

سابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓ Más

المقدمة
-
•|الجزء الأوّل|•
|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|06|
|07|
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|
•||الجزء الثاني||•
||01||
||02||
||03||
||04||
||05||
||06||
||07||
||08||
||09||
||10||
||11||
||12||
||13||
||14||
||15||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
•|||الجزء الثالث|||•
|||01|||
|||02|||
|||03|||
|||04|||
|||05|||
|||06|||
|||07|||
|||08|||
|||09|||
|||10|||
|||11|||
|||12|||
|||13|||
الخاتمة

||24||

3.6K 258 35
Por Luna_Sierra


«تتجرأ على إيقاظ والدك، أيها الجرو المشاغب؟».
بلغه صوتُها المألوف فابتسم دون أن يفتح عينيه وحاول تحديد مكانِها بغريزته ثم سلل يده لتُحيط خصرها واقترب منها أكثر.

نظر إليها أخيرا فوجدها تُحدّق فيه بجمود بعينين أرجوانيّتين ذكّرتاه بصديقه المقرّب، وبين يديها جرو يمضغ إحدى خصلاتِها الطويلة.

«هل يتغيّر لون عينيكِ؟».
سألها بفضول ورفع نفسه قليلا حتى يرى ما الجرو الغريب الذي يُشاركه سريره مع توأمه.

لم تُجبه وأعادت انتباهها لما بين يديها تُداعب أنفها بخاصته ثم نهضت لا يُغطي مفاتنها غير شعرها وسارت نحو الشرفة.

«سيلا!».
لحِقها ميكايليس مُسرِعا يلفّها ونفسه بملاءة السرير قبل أن يراها جميع خدم وحراس القصر من شرفته.

مجددا رمقته بجمود وركّزت انتباهها على الحديقة الملكية تحتها. مرايا ليلة البارحة المُضرّجة بالدماء قد غطّتها جذور خضراء كثيفة تمنع وصول ضوء الشمس إليها، برزت فقط بركة النيريد وسطها.

«ما الخطب؟».
تحدّث وقد زاد قلقه من أفعالها.

«أفلِتْني».
ردّت بعينين دامعتين وعادت لتجلِس على حافة السرير لكنها انزلقت ووقعت فوق سجادة الفراء.

ركض هو إلى جانبها ورفع وجهها إليه يبحث عن أي تلميح لما قد أذاها لتلك الدرجة. هل قال شيئا جارحا دون أن يُدرِك؟ أم أنها تذكّرت كل ما فعله لها سابقا؟ كم يُريد محوه جميعه لكن لا سبيل لذلك؛ عليه فقط تعويضها بأية طريقة.

«أخبريني كيف يمكنني إصلاح الأمر؟ سأفعل أي شيء!».
ما حاول التخفيف عنها به جعلها تُجهش بالبكاء وتُخفي وجهها بين يديها.

سحبها إليه كي يحضنها لكنها دفعته بضعف ونظرت له بدمويّتيها.

«هل يُمكنك أن تُعيد لِيونار للحياة؟».
انكسر صوتُها وحين بقي صامتا منصدما، عادت لبُكائها بحرقة أكثر.

«مـ... ماذا حدث لـ ليونار؟».
سألها بنبرة مرتجفة.

استغرقت لحظات لتتمالك نفسها وتستطيع التفوّه بما ما زالت ترفُض تقبّله، أن مُنقِذها ومصدر أمانها قد قُتِل لأنه رفض أن يؤذيها. دماؤه على يديها، مهما اغتسلت ولمست، ستبقى على يديها دليلا على ذنبها.

«بعد كل تلك المعاناة... لو أنه ما زال هنا لكان الأمر يستحق حتى ما هو أسوء... لكن بغيابه؟ كيف يمكنني التفكير في محاولة العيش من دونه؟!».
نطقت من بين شهقاتِها بينما فشل ميكا في استيعاب ما تُخبره به.

صديق طفولته قد مات وهو يؤدي المهمة التي كفّله بها، وعلى يد صديقه المقرّب الآخر. كم غاب عن هذا العالم حتى يتغيّر لهذه الدرجة؟ كان يجدر به البقاء في تلك الغيبوبة أين يمكنه اللقاء بتوأم روحه دون أن يفكر في غيرها.

ربّت على ظهرها شارِدا، يتألم معها ويُحاول مواساتها ونفسه. لِيونار مات كي يجمعهما وقد حقق ذلك، أقل ما يمكنهما فعله هو تقدير مجهوداته.

«أين كنتَ أنتْ؟ مع تلك الأميرة لا شكّ! هل كُنت هارِبا معها عندما سمعتَ بعودتنا؟».
دفعته بقوّة بعد أن أغرقتها أفكارها المظلمة وتجمّعت الذكريات المؤلمة لتعمل كمرساة تسحبها لأعماق بؤسها. لحظة السعادة الزائفة التي حظيا بها البارحة تبخّرت واستبدلها الندم على تجاهل الواقع.

حين لم ينبس بحرف يؤكد أو ينفي ما قالته، سحبت يده تتفقد بِنصر يساره أين لمع خاتم خطوبته.

«ما كان يجب أن نعود...».
أطلقت ضحكة جافة ورمَت يده باشمئزاز.

«هذا لا يعني شيئا ولا يربطني بأحد! كم مرة عليّ أن أخبرك أني لا أحبّ غيركِ؟!».
نزع الخاتم وكمّشه في قبضته حتى أصبح عديم الشكل.

«بعدد المرّات التي أخبرتني فيها بأني ضعيفة لا تستحقك ودفعتني إليه كي يُعالج آلامي».
أجابته بابتسامة مُنكسرة فمدّ ذراعه ليُعيدها لحضنه لكن الجرو قفز عليه يعضّه بعدائية لا تُساوي حجمه.

بينما تصارع هو مع حارس بوابات العالم السفليّ، وقفت سِيلا ودخلت الحمام موصِدة الباب خلفها.

لم يجرؤ على اللحاق بها حتى عندما أفلتَه الجرو، بل ذهب لخزانته وجلب ملابس لنفسه ولتوأمه ثم غادر غرفة النوم إلى الصالة التي تتوسط غرف جناحه. كِلاهما يحتاج وقتا ليُصفي ذهنه ويتمالك جروحه قبل أن يجعلا الوضع أسوء.

----

«حامِلة نور النجوم لا يجب أن تنتحب هكذا على فتى».
كان ينوي التحدث بحزم كي يُلهِمها القوة لكن نبرته بدت مُستصغرة ومشمئزة لحد ما.

«هلاّ خرستَ وتركتني أموت ألما في سلام؟».
صاحت سيلا به في تفكيرها.

«طبعا لا. لا يمكنني ترك حاملة نور النجوم تموت... هذا الاسم طويل جدا!».
علّق ليتجسّد لوهلة بتعابير غارقة في التفكير في اسم جديد ثم عاد لهيئة الضباب الأسود الذي أحاطها بها داخل حوض الاستحمام.

تجاهلته سِيلا وغاصت تحت الماء تُحاول غسل المشاعر والطاقات المضطربة التي تسري في روحِها، لم تكن متأكدة إن كانت تصدر منها أو من الأرواح المتعددة داخل جسدها لكنها حتما تشعر بعدم الاستقرار.

كل تلك الأفكار التي تجول في ذهنها كانت تزيدها ألما حتى لم تعد تعرِف مصدره، هل هو قلبُها؟ جسدها؟ أم روحها؟

«حسنا إذا، تألّمي في سلام».
نطق نيكسون وأخذ السيطرة.

تعابيرها المُنكسرة تحوّلت لـجامدة ثم نهضت لتقف أمام المرآة تتمعن ملامحها الجديدة ؛ نمش داكن تناثر على وجهها نزولا إلى صدرها، شعر طويل يتدلى على الأرض نصفه ناصع البياض والآخر قاتم السواد، وعينان بنفسيّجيتان. أصبحت مزيجا بين سِيلا الآلبستار ونيكسون سيد الظلام.

بسطت كفّيها ليصدر من يمينها نور في هيئة سحابة مُضيئة ومن يسارها دخان داكن كثقب أسود. قرّبتهما من بعضهما فتنافرا كقطبين متماثلين لمغناطيس إلا أنها لم تتفاجأ من ذلك.

«كُل هذه القوة ومازلتِ تنتحبين من أجل فتى...».
قلبت عينيها ثم خرجت لدى سماعها ضوضاء في الجناح -مُتجاهلة الملابس المجهّزة لها لتخلِق ثوبا طويلا قاتما يُغطي جسدها-.

حين دخلت الصالة، كان ميكايليس قد فتح باب الجناح يستطلع هو أيضا عن سبب الضوضاء لكن باغته جسد صغير ركض للداخل وسارع للتشبث في سيلا هربا من الحرّاس الذين يُلاحقونه.

«ماذا يحدث هنا؟!».
سأل ميكا بنبرة آمرة جعلتهم يُخفضون رؤوسهم.

«جلالتك، لقد تسلل هذا الفتى للطابق الملكيّ».
رد أحد الحرّاس.

«لم أتسلل! أنا أبحث عن الأميرة ڤاليرا!».
صاح الفتى دفاعا عن نفسه فتقدم نحوه ميكا هلِعا عما قد يكون أصاب أخته أيضا.

«أين ڤاليرا؟!».
التفت يستفسر من الحراس مجددا ليتلعثم ثلاثتهم ويُخفضوا رؤوسهم في انتظار أن يتطوع أحدهم ليُخبر جلالتهم بخبر اختفاء شقيقته دون أثر منذ البارحة.

وليست الوحيدة في ذلك، فاللورد درايتن وأغلب ضيوف سيلين أيضا مفقودون وحتى جثثهم غير موجودة.

لحسن حظهم، تدخّلت كاليبسو القادِمة لتفقّد سيلا وأجابت تساؤلات الملك.

«هيلين أخذت الأميرة».
وجّهت كلامها لـ سيلا التي ضحِكت وحمِلت الفتى على جانبها الأيمن.

«لم تتحكّم بجسده جيدا لهذا تنصاع لرغباته...».
وأجلسته على الأريكة مُشيرة للحراس بالمغادرة.

«من هيلين؟».
سألها ميكا.

«أنتِ أخبريه».
ثم خرجت تاركة كاليبسو لتُخبر ملك اللايكان بكل ما حدث في غيابه.

----

في اليوم التالي عادت سِيلا بمُضرّجة بالدماء من رأسها حتى قدميها واستقبلها سيربيريوس بحرارة عند طاولة الغداء.

«أين كنتِ؟».
نطق سيزار وسط نظرات البقية المنصدمة.

«لا أعلم...».
ردّت بتعابير ضائعة.

سارع ميكا إلى جانبها يتفقد إصاباتها لكنه لم يكن عليها أدنى جرح، فتلك ليست دماءها.

«لنعد إلى جناحنا حتى تغتسلي».
سحبها بلُطف وغادرا. كان سعيدا بعودتها، أي شيء آخر يمكنه الانتظار لوقت لاحق.

«هل لديكِ تفسير لما حدث؟».
سأل سيزار كاليبسو هذه المرة.

«نيكسون تخلّص من جواسيس سيلين».
ردّت ورفعت كوبها لشفتيها.

سيلين انتهت تماما، ولا مجال لعودتها.

----

«سِيلا...».
نادى صوت مألوف باسمها فنهضت تُقلّب نظرها بين أنحاء الغرفة المظلمة بحثا عن مُصدِره.

لم يكن هناك غير ميكايليس الذي يغط في نوم عميق إلى جانبها لكن الصوت نادى مجددا، بدا قادما من الخارج هذه المرة فتِبعته بهدوء.

في نهاية الرواق المظلم، لمحت طرف رداء أبيض اختفى عند المنعطف فركضت خلفه تدعو أن يكون ظنّها صحيحا.

المِصعد كان مفتوحا وداخله وقف صاحب ابتسامة الغمازات يحثّها على اللحاق به.

«لِيو!».
صاحت سيلا بسعادة لكن الباب انغلق قبل أن تصِل إليه فلكمته بقلة حيلة.

لمع رقم الطابق الذي يتجه إليه المصعد فسارعت إلى الدرج كي تلحقه. طابق الخدم أيضا كان فارغا لذا ميّزت الرداء الأبيض بسهولة وهرولت خلفه إلى أن وصلا إلى الحديقة الملكية وبين متاهة الشجيرات حتى بركة النيريد المُشعّة.

لم يكن له من أثر هناك، إلا أن البركة جذبتها إليها فجلست عند طرفها تستذكر كل ما حدث لها حولها ؛ عضة النيريد، شفاء لِيونار لها، رؤية ثاميا، لقاء توأمها لأول مرة، موت لِيونار والمجزرة التي حدثت بعد ذلك... ذكريات كثيرة ارتبطت بمكان صغير كذاك.

شعرت بنظرات أحدهم عليها فرفعت رأسها إلى شُرفة جناح توأمِها أين وقف يُراقبها مُحتارا عما تفعله.

نادى صوت لِيونار عليها مجددا وظهر انعكاسه على السطح.

مدّت يدها له مُبتسمة في راحة لإيجاده لكنه اختفى مرة أخرى ليظهر مكانه وجه نيكسون وتخرُج خصلاته الحالِكة لتلتفّ حولها ثم تسحبها عميقا تحت الماء.

«حامِلة نور النجوم ومنارة الأرواح التائهة... هذا اسمك، آسترايا».

----

Seguir leyendo

También te gustarán

354K 30K 83
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...
34.2K 1.2K 11
رغبتي بك وغيرتي عليك أشد من ان تتحمليها.
225K 11.4K 46
" ألن تتركني حتى لو كنت زائفه ومليئه بالخطايا " " لم تكن يوماً ما اعتقده " " سأغفر لكي كل شيئ إلا أن تخونيني " ^ حينما يلتقي آسيف برفيقته المتنكره ك...
560K 13.4K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...