نظارات و وشوم

By _ibriz_

6M 314K 294K

الجميع ينظرون لوشومها..علبة السجائر في جيبها و سجلها الدراسي المريع ثم يضعون صورة واحدة عنها لا غير..أنها فتا... More

إلى القراء
| نظارات سوداء داخل الحصة |
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟏: فيلسوف مثالي
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟐 : ما يفرقنا بحران
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟑مشروع الفراشة
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎4 إشعار بموعد
Part 05 خذني إلى الكنيسة
Part 06 عصرة قلب
Part 07 مباراة خاسرة
Part 9 دمعة أنثوية
Part 10 الجارة و العشيق السري
Part 11 أنانية قلب الملوك
Part 12 : مشاعر برائحة الفانيلا
Part 13 : خوف الفلاسفة من الحب
Part 14: الحب حارق كالفودكا
Part 15 : قم بتقبيل عيني
Part 16: ما يحدث خلف الأبواب
Part 17: لعبة الإنكار الأقوى
Part 18: كلمات على سجائر
Part 19 : سقوط إيكاروس
Part 20 : وقت خاطئ للنظارات
Part 21 : أرنب وسط الضباع
Part 22 : نهاية الرواية
Part 23 : أثينا الآثمة
Part 24 : لسان يتلو الصلاة
Part 25 : لِتُحلق النسور
Part 26 : رصيد الحب
Part 27 : حمى القلب
Part 28 : أربعون دقيقة
Part 29 : التصويت الخاطئ
Part 30 : يُؤبرني
Part 31: سُحب الأحلام
Part 32 : ما خلف القناع
Part 33 : الإخوة كينغز
Part 34 : خلف العدسة
Part 35 : بحيرة الشفاء
Part 36 : إني خيرتكِ فاختاري
Part 37 : الليلة الأخيرة
Part 38 : منزل الأشباح
الخاتمة
الأجوبة 🦋✨

Part 8 لقاء العملة

139K 6.9K 6.8K
By _ibriz_

        هل لو أخبرتك بكل ظلمة داخلي

              ستظل تنظر لي كأنني الشمس ؟...

..........................................................................

كان سالفاري يحمل كتابا يقرأه مرتديا نظاراته و يحتسي من قهوته من حين لآخر...بينما هي تقابله و تضم يديها لصدرها كتابها مفتوح على الطاولة بإهمال و تحدق به بأعينها البنية التي كانت تضيق عليه و بدت كأنها تود أن تسأله شيئا أو تنزع كتابه و ترميه و حتى قد تقبله ...

لكنه يقرأ كتابا ! يقرأ كتابا عن السياسة بينما السياسة و الدبلوماسية التي استعملها معها قبل نصف ساعة جعلتها تشعر كمواطنة تم خداعها من قبل الحكومة ... و هي لأصف الأمر بشكل صحيح تشعر أن نسلها الأرستقراطي السياسي ينتحب في دمها على خسارة كهذه...كله بسبب سالفاري مثير كروفا..

منذ نصف ساعة و هو يتجنب النظر لها كأنها هي من تحرشت  به... لما ليسا الآن وسط نقاش عن القبلة ؟ هل فقط يتم تجاوزها ؟ لأنها لا تستطيع و على الأغلب ستفكر في احتمال إدعاء أنها كانت شاردة وسط القبلة و تطلب إعادة المشهد ... أعني هناك احتمال أن يصدقها سالفاري...هي لا تكذب بتاتا !

حسنا...طفح الكيل ! ..

و بطفح الكيل أعني أنها ستسأله و ليحدث ما يحدث..هي لم تخجل يوما لذا لما ستفعل الآن ؟... لذا اعتدلت و أغلقت كتابها بقوة...ليس و كأنها قرأت حرفا لكن على الأقل هذا جذب انتباهه حين أنزل كتابه الذي كان يغطي ملامحه قليلا و نظر لها بأعينه الجميلة من خلف نظاراته المثيرة و بجلسته تلك ...يا إلهي..

ما كان سؤالها؟  ...

أجل ..أجل..عن لما توقف عن تقبيلها..و إن كان بإمكانها إعادة اللقطة...

لذا شبكت أصابعها فوق كتاب منشيوس الذي لا شك و أنه ذكر فيه آراء دينية...

أعتذر منشيوس ما ستقوله ميلينوي كينغز غير لائق لهذا تم إغلاق صفحاتك ! ...

طبعا ميلينوي نظرت لسالفاري الذي كان ينظر لها بهدوء شديد  و بدت كمن فكر لثوان قليلة ثم قالت فجأة من اللامكان:

" تقبيلك لي قبل قليل أخذني على حين غرة...أرفض ذلك .."

قالتها بكل جدية و هي تحدق به و بدت كمن يجلس وسط محكمة و يرفض قرارا من القاضي ...لكن بالنسبة لسالفاري كان هذا غريبا جدا و لوهلة أوشك على الإبتسام لكنه تماسك و سألها بدل ذلك بهدوء و هو يضع كتابه جانبا كمن هو مستعد لجولة ما :

" هل عادة يتم إرسال رسالة نصية لك قبل القبلة لتنبيهك؟.."

ماذا ؟...

هل هذه مزحة ؟...على الأغلب أجل...لكنه سالفاري..لذا ما اللعنة ؟...

فليصفعها أحدكم رجاءا...لأنها تشعر أنه ليس سالفاري الذي كانت تراقبه منذ سنة...هل تم إستبداله ببضاعة سوق صينية؟...تشعر بالخداع ...أعيدوا لها سالفاري الذي كان من المفترض أنه سيخجل فتقبله لتزيل خجله...

حسنا هي تكذب...القبلة لن تزيل خجل أحد..لكن هي تحاول على الأقل تلطيف الأجواء في عقلها الذي انصدم!...

لهذا ظهر نوع من التفاجئ داخل أعينها سرعان ما أخفته و هي تعود بظهرها لتتكأ على مقعدها بوضعية دفاعية و تنظر له مبعدة غرتها بإصبع واحد ثم قالت :

" هل أنت تسخر يا كروفا ؟..."

" لا...أنا جاد...أليس هذا يوم هدفه أن نتعرف على بعض فيه...أنا أحاول معرفة طرقك..."

قالها سالفاري بهدوء و هو يقلد جلستها مهملا كتابه على الطاولة كذلك بينما كان يحاول ألا يظهر استمتاعه داخل أعينه...و آنذاك رآها تنظر له بغير تصديق يكاد لا يتجلى ثم قالت بتقضيبة بين حاجبيها :

" أنا لا أقوم بتقبيل شخص فجأة هكذا ...إنه غير لائق للآداب العامة ..."

لنكن صادقين..دون شك هناك لافتة الآن خفية فوق رأس ميلينوي بخط أحمر عريض مكتوب عليها'كاذبة كاذبة كاذبة ' فجمع ميلينوي كينغز و الآداب العامة في جملة واحدة بدا غير لائق من كوكب الزهرة حتى ...

و دون السفر لكوكب الزهرة ...كانت طريقة سالفاري في رفع حاجبه و هو ينظر لها كفيلة بأن تخبرها بأن ما قالته توا على الأغلب اختارته من كتاب التهرب الأحمق المرمي في زوايا عقلها...أحمق كليا...

لذا أبعدت أنظارها عنه و حدقت بجانبها كمن تم ضبطها تحت الرادار توا و قالت له بجدية:

" حسنا...ذلك بدا غير منطقي لعقلي أيضا...لكن هذا ليس ما كنت أريد إيصاله على أية حال..."

مع كلمتها الأخيرة نظرت له بنفس العزيمة كأنها عادت للموضوع الذي كانت تود الحديث عنه و آنذاك نزع هو نظاراته  و وضعها فوق الطاولة بينما راقبت هي ذلك و راقبت انسدال رموشه و كيف ارتفعت مرة أخرى حين نظر لها و قال بصوته الجميل:

" و ما الذي تريدين إيصاله إذن يا كينغز؟..."

رد عليها بنفس الطريقة التي نادته بها قبل قليل  مستخدما لقبها و ملامحه بدت هادئة لكن شبح إبتسامة يلعل على شفاهه و صدى ما قاله ببحته الجميلة جعلها بصعوبة تتحكم في نفسها كي لا تتنهد من جمال ذلك لكن و بكل تأكيد لم تتحكم في لسانها الذي قال الكلمات بعده :

" أنا أعاني من صعوبة تذكر الفلسفة ..لذا أحتاج أمورا تذكرني أثناء دراستها...لذا ربما عليك أن تقبلني مرة أخرى لننهي حل المشكلة و يكون عملنا أفضل من ناحية الإنتاج..."

حسنا ...ها قد قالتها..ليس صعبا....الآن ستموت مرتاحة ...إن لم يمت والدها قبلها إن سمعها تقول هذا طبعا...لكنه ليس هنا لحسن الحظ...لكن المهم و الأهم أن يعبر المرء عما في داخله...هي لا تخجل و نحن نتفق على ذلك...لذا ما أسوء شيء قد يحصل؟...

أنهت ميلينوي كلامها بابتسامة هادئة لم تدرك أنها ظهرت و هي تنظر له بنظرات تحدي داخل بنيتاها و تضم يديها لصدرها كأنها تخبره ..ردها علي يا إبن كروفا ...

و سيكون كذبا إن لم أوضح أن سالفاري تفاجئ...تفاجئ حقا و ظهر ذلك داخل أعينه العسلية.. كأنه اعتقد أنه مهما وصلت جرأتها لكنها لن تطلب شيئا كهذا...ربما عليه تصحيح مفاهيمه حيال ميلينوي و أن ما يدور في عقلها خطير جدا كحصان غير مروض و غير مكبل..

لم يخرج سالفاري من تفاجئه سوى بعد ثوان حين أبعد أنظاره عنها و مسح على أرنبة أنفه و هو يرتدي نظاراته مرة أخرى مخفضا أنظاره ناحية كتابه....بينما في الحقيقة تلك كانت طريقته في إخفاء إبتسامة لا يمكن التفريق إذا ما كانت نتيجة تفاجئ أو نتيجة إستمتاع...

خصوصا بعدما أجابها و هو يضم كتابه داخل أيديه الكبيرة و النظر لصفحاته  دون التحديق بها و قال بنبرة بدت مستمتعة لا تلائم هدوء ملامحه :

" لا...تلك كانت تجربة مجانية ...عليك أن ترضي بالواقع يا كينغز..."

تسللت إبتسامة لشفتي ميلينوي من إجابته و كانت تبدو كأنها نست مطالبها كمواطنة صالحة تجاه حكومة طاغية كسالفاري و رفضه تقبيلها مرة أخرى...فقط لأنه تحدث معها بطريقة لطيفة جميلة كهذه ..كصوته تماما...

حسنا ...على الأقل حاولت أن تستعيد لقبها كمتحرشة مرة أخرى ....لا يمكن لومها أن سالفاري شخص يملك سيطرة حديدية و قاوم عرضا مغريا كهذا أليس كذلك ؟...

لما يبدو لطيفا الآن و هو يمسح على أرنبة أنفه و يحاول التركيز في كتابه بينما يقاوم الإبتسامة ؟... هذا غير عادل..هي تحاول جاهدة وضع حد لأفكارها الغير قانونية ... على أحد ما إخباره أنه جميل و لا يمكن مقاومته...و قبل أن تنسى أيضا..أنه حكومة طاغية ....كيف يرفض تقبيلها بالمناسبة ...؟

طبعا هي لن تستسلم...ستنتظر التجربة المجانية القادمة ...إنسانة بريئة مثلها كل ما تملكه في الحياة هو تأمل عروض مجانية جميلة  .مثيرة ..بارعة في التقبيل كهذا الوسيم مقابلها..

قطع السكون صوت هاتفها يرن فمدت يدها لجيب معطفها البني الطويل و ما أن رأت هوية المتصل حتى سقطت ابتسامتها فجأة و اختفت  ملامح الإستمتاع فيها و تم استبدالها بالهدوء و هي تضغط الزر تجيب بجدية :

" أجل ؟ ..."

طبعا كان والدها و طريقتها في الرد عليه كانت هكذا...عادة  تناديه سيدي العمدة لكن سالفاري هنا و لا تعتقدها فكرة جيدة جعله يسمع أمرا كهذا قد يفضح مدى سوء حياتها العائلية ..

استمعت لحديث والدها من الطرف الآخر و هو يسألها عن سبب تعذرها عن زيارة مبنى البلدية لإنجاز مهامها بحكم أنها معاقبة ...لذا و بينما هي تعبث بأناملها المطلية بطلاء أظافر بلون حيادي بطريقة احترافية ردت عليه بجدية :

" لدي عمل مهم...سأزورها لاحقا..."

استمعت مرة أخرى لما كان والدها يقوله و لم يبد عليها الإهتمام بتاتا...و بالتالي لم ترد إطالة المكالمة أكثر لذا قالت له :

" لا داعي لإرساله...أعرف الطريق لمبنى البلدية أبي..سأتولى الأمر من هنا...."

بعد ثوان فقط أغلقت المكالمة و أعادت هاتفها لجيبها بلامبالاة ثم ضمت يديها لصدرها و هي تحدق بالكتاب فوق الطاولة بتقضيبة ...

هذا جذب انتباه سالفاري الذي كان يحدق بها بهدوء شديد و هو يحمل الكتاب بيد واحدة و الذي  بدا صغير الحجم مقارنة بيده الكبيرة...بينما أصابعه الأخرى كان يمسك بها كوب القهوة البلاستيكي ...

وجد نفسه دون انتباه منه ينجذب لدوامة فتاة الحبر هذه و فضوله صراحة لا يساعد بتاتا...و ليكون صادقا لا يهتم بمعرفة  حياتها الشخصية ما دام كلاهما لم يصلا بعد لمرحلة مشاركة أمور بهذه الخصوصية...لكن ما يهتم به الآن و ما نال على اهتمامه فجأة حين سمعها تقول والدي هو سؤال راوده ذات مرة..

لذا دون أن يغير من وضعيته و بنفس الجلسة و النظرة نطق فجأة بهدوء قائلا :

" ما سبب اختيارك السياسة كتخصص؟.."

رفعت ميلينوي أعينها ناحيته حين وجه السؤال الذي كان عشوائيا مفاجئا لسمعها و عقلها...و لم يستغرقها الأمر كثيرا لتختفي تقضيبة ملامحها و هي تحاول التركيز معه و ما يقصده بسؤاله..لتفهم أنه يود معرفة إن كان لعمل عائلتها علاقة بالتوجه نحو السياسة ...

إن كانت صادقة مع نفسها فالجواب الحقيقي أنها لا تعلم ...لا تعلم لما اختارت السياسة صراحة...في تلك اللحظة قبل سنوات كان شيئا متاحا و لا ضير من تجربته...لم تكن شخصا يملك سببا معينا تجاه اختيار دراسته ...و حاليا لا تملك سببا معينا لأي شيء...هي مندفعة تسير مع التيار و أحيانا التيار يسيرها فيصطدم بطبيعتها العنيدة و يتراجع أحيانا أخرى...

لذا نظرت له بهدوء شديد و قالت دون كثير من التفكير :

" لا أملك جوابا لذلك ..الأمر معقد..."

نبرتها..هدوءها و شيء في جلستها يدل  أنها كانت صادقة..ليس و كأنه أمر عظيم يحتاج تخبئة...لكن جوابها كان كافيا لسالفاري حيث أومأ لها برأسه بهدوء و أعاد أنظاره ناحية الكتاب مرة أخرى ..

لكنها لم تكتف بهذا السؤال فقط لذا سألته جاذبة أعينه الجميلة ناحيتها مرة أخرى :

" ماذا عنك ؟ لما اخترت السياسة رغم شغفك بالفلسفة و تفوقك ؟..."

لا بد و أنها ليست الوحيدة التي تساءلت يوما عن هذا ...فسالفاري كان طالبا ممتازا و تحصيله الدراسي شبه مثالي...و أي شخص غيرها قد يتساءل عن سبب دراسته السياسة دون علوم النخبة كلها ...لا شك أن رفاقهم  في الصف كذلك ينظرون له متساءلين عما يفعله في هذا المكان بحق الرب... على الأغلب البشر يحتاجونه في ناسا لإطلاق صاروخ ما و ليس في السياسة في مدينة سياسية أصلا ككانبيرا ...

استشعر سالفاري توجه حديثهم من مرحلة كلمات عابرة و صمت مطالعة إلى أمور مهمة نوعا ما لذا كان دوره أيضا في غلق كتابه الذي لم ينه صفحة منه منذ بدأ فتاة الحبر الحديث معه...

كان من المريح رؤية كيف صارت تتحدث معه ..مقارنة بأول كلمة تحدثاها صباحا في قطار الأنفاق لحد اللحظة...عليه أن يعترف...كان تطورا ملحوظا و سريعا ..و هو يدل أنها ليست شخصا منعزلا كما تبدو عليه...عكسه تماما...

لذا أجابها بهدوء ناظرا ناحيتها :

" أعتقد أنني أكره الظلم و أردت ألا أكون على الطرف المحايد دوما...يمكنك القول أنها كانت فكرة طموحة لشاب مراهق .."

كانت الحقيقة بالنسبة له ... يتذكر أنه قرأ ذات مرة لسياسي و كاتب روماني نصح قائلا أنه يجدر بالمرء دوما إتخاذ طرف و ألا يكون حياديا...الحيادية تساعد المضهد و ليس الضحية...

شيء في هذا كان في تلك الفترة محفزا عظيما لسالفاري..و كيف أنه فعلا موقف المرء الواحد له تأثير كبير...فهو بطبعه لا يحب الظلم و كان يملك إيمانا كبيرا تجاه قدرة المرء على إحداث تغيير في المجتمع و آنذاك ممره نحو ذلك كان واضحا كوضوح مياه الشاطئ بعد الفجر....كان السياسة...

" لا أعلم لما لا أملك جوابا ذكيا على سؤال كهذا مثلك ؟.."

أنهت كلامها و هي تهز كتفيها ثم حملت كوب القهوة و احتست منه مدركة أن ما قالته هو نوعا ما مدح لجواب سالفاري و هي ليست على وشك سحبه...كانت صادقة..

لذا كان من الطبيعي نظرة سالفاري التي تخفي في طياتها إبتسامة خافتة ثم أجابها دون أن يزيح أعينه عنها بهدوء :

" لا بأس ألا يملك المرء جوابا لأسئلة مطروحة..ما دام هناك طموح لاكتشافها يوما ما ..."

حدقت به ميلينوي بنظراتها البنية و التي يتذكر كيف أنه وصفها بأنها شبيهة بلون الأرض التي تدفن...في هذه اللحظة لم يعلم ما الذي كان يدور في ذهنها و لا ما تود قوله...لكنه كان يأمل أن تكون ذكية كما لاحظ و تفهم دوما ما يحاول إيصاله لها...فمما استنتجه أنها كانت طموحة ...لهذا هي تندفع دوما رغبة منها في تسلق العظمة و الحصول على الأفضل من كل شيء...

لكن يرى طموحها أحيانا يتوقف حين يصل الأمر لذاتها...اكتشافها لنفسها كان مشكلتها الوحيدة خصوصا و أنها لم تجد مشكلة في التعمق في فلسفة جدلية كفلسفة الحرب مع ذلك تكبح نفسها حين تلتقي نفسها نهاية طريق كل سؤال...

يمكن القول أنه كان أمرا عفويا..طريقته في نصح الأشخاص بطريقة كهذه...طريقته لم تكن مباشرة فالبشر عادة عقولهم لا تتقبل الأمور المباشرة ...البشر مبرمجون على تقنية حقن الإبر ...على الدروس التسلل داخلهم بطريقة غير مرئية..عبر دمهم و ليس ابتلاعا...

لا يمكنه القول أنه في حياته الإجتماعية كان يملك الكثير من الأشخاص لنصحهم...لكن لا يرى مانعا من نصح ميلينوي كينغز...

" مرة أخرى انسيابك و تصالحك مع الحياة هو أمر سأحسدك عليه..."

قالتها ميلينوي بعد تحديقها به بأعين التربة الدفينة تلك و لم يتردد هو في منحها ردا سريعا على ذلك حين أضاف عليها :

" تصالح مع النفس و ليس الحياة...لأنها أهم قيمة..."

مجددا بدا كأنه يضرب الوتر الحساس و يعبث بالوتر الجريح لكمان فقد صوته حين فقد وتره...لهذا لم يرد ترك فراغ صمت بعد ما قاله حتى لا يتدخل التفكير العميق في محادثة كهذه يفضلها هو عفوية كعفوية إندفاع الأفكار مع اللسان...

و بالتالي استرسل بعد آخر كلمة قالها و هو يتقدم بكرسيه نحو الطاولة أكثر أين خصلاته العسلية تتمرد دوما فوق نظاراته :

" يمكنك حسدي على هذا و سأحسدك أنا على طموحك..إنه ثروة لا يمكنني سوى الاعتراف أنها مميزة..."

مهما حاولت ميلينوي كبح ابتسامتها بعد هذا ..إلا أنها فشلت و تسللت إبتسامة بعد حديثه...إبتسامة أظهرت غمازة سطحية في وجنتها حاولت إخفاءها من خلال الإحتساء من القهوة...لكن فات الأوان هو لاحظها بالفعل...

و بالتالي ابتسم كذلك بخفة و حمل كوب قهوته مرة أخرى مدركا أن سبب ابتسامتها كان لأنه مدحها...فهو لا يبدو كشخص يمدح الأشخاص..لكن ذلك خاطئ...ما هو صواب يظل صوابا و على المرء الإعتراف...

يتمنى فقط لو تدرك هي يوما أنه قلة من الأشخاص يملكون طموحا في حياتهم كطموح مندفع ذلك الذي تملكه و تحاول قمعه...بات الناس و خاصة الشباب في عصرنا يعيشون كأرواح ضائعة في عالم لا ينتمي لهم و لا ينتمون له لأن شعلة الطموح داخلهم منطفئة...

الطموح كان أشبه بنجم كوني...يلمع دوما في حياتك لكن له فترة إنفجار كذلك..و حياتك بعد الإنفجار هي انعكاس لما فعلته أنت بوجود ذلك النجم...هل رقصت على ضوءه و امتلكت موسيقاه ؟..أم أغمضت أعينك عن ضوءه الذي سبب تلاشي ظلامك ؟...كان هذا الطموح..ذروته الشباب...هذا السن كان وقوده الطموح...أن تستيقظ كل يوم ركضا خلف طموحك أو بحثا عنه...و زحفا إن تطلب المرء...عليك أن تحرص على الرقص على ضوء النجوم و ليس الهرب منها...حتى إذا ما انفجر نجمك أورثك نوره فلا تعيش منطفئ العزيمة ....

المشكلة في أيامنا هذه أن الناس يعاملون الطموح و الأحلام كما يعاملون الدين...لا يلجئون له سوى في الأزمات أين يتراكضون للكتب المقدسة و للكنائس و المعابد...و بالتالي حين تخذلهم خياراتهم في الحياة يقررون إيجاد حلمهم الذي سينقذهم...يعتقدون أن الطموح خالد...الحلم هو الخالد في أحلامنا و ليس زمن الطموح...يمكننا الحلم في أي وقت..في الطفولة و الشيخوخة...لكن الركض خلفه يكون بأقدام شابة...اركض خلفه دوما و احلم به للأخير...عامله بقدسية و عامله كأنه نجم لأنه ضوء حياتك...

ميلينوي كينغز ستدرك ذلك يوما..و أنها هي من تملك زمام الأمور على نفسها...يتساءل أي انفجارات ستحدثها حينها؟..

" من أي شخصيات تعتقد أنك صنعت نفسك سالفاري ؟.."

سؤال ميلينوي كان ما أخرجه من أفكاره و من تحديقه الصامت بها و الأمر كان سريع الفهم من ناحيته...فسؤالها كان مواكبا لنظرية معاصرة يتم طرحها حاليا و هو أن شخصية المرء تتأثر بالعالم حوله...قد تتأثر بشخصيات من رواية أو كتاب فتكسب بعضا من صفاتهم دون وعي أو بوعي تام ..قد تشاهد فيلما و يعجبك أبطاله فتميل لتقليدهم...قد تصادف  أحد المارة في الشارع و يعجبك اختياره للأغاني فتأخذ ذلك منه و يصبح أيضا أسلوبك...كانت نظرية جميلة في الحقيقة تدفع المرء لرفع وعيه حيال ما هو حوله من العالم...

لهذا أجابها بنبرته الهادئة بطريقته المعتادة و هو يخفض بصره هذه المرة و أصابعه الطويلة تعبث و تدير كوبه فوق الطاولة :

" من الكثير...لا أعلم أيهما تحديدا...لكن لا بد أن شيئا مهما ما هو ما  حزت على جزء منه و حاز على جزء مني...فلتزيل جزءا منك و تملئه بجزء لم يكن ملكك في بادئ الأمر لا بد و أنه إثبات على قوة و أهمية ما ملأت به نفسك..."

حدقت به ميلينوي بصمت كأنها تتساءل كيف للحكمة أن تندثر أمان لسان شاب في العشرين ...أليس من المفترض أننا حمقى في هذا السن .. لما يبدو سالفاري كشخص عاش قرنا و بعدها قرر القدوم لهذا الزمن بجسد شاب و عقل راشد...؟

لا يسعها سوى القول أن طرقه الماكرة هذه في سحب خيوطها  في اتجاهات تكاد تنحرف لاتجاه تفكيره هي طريقة يمكن القول أنها في طريق النجاح....أوسكار لسالفاري كروفا على إنجاز كهذا في ظرف ساعات...طبعا إن كان الأوسكار يعمل عند ميلينوي وينفذ أوامرها ! ...

مع ذلك كانت هي أيضا تملك قولا على هذا كعادتها لا تمسك نفسها و لعلها عادة اكتسبتها مؤخرا و بمؤخرا تعني منذ سويعات :

" ماذا لو كان هذا ظالما تجاه هويتنا ؟ أليس من الغريب أن لا يكون المرء حقيقيا ؟...أن تكون طوال حياتك تطمس نفسك باقتباسك جزءا من شخصيات أخرى ؟...أن لا تكون نفسك بل نتيجة غيرك ؟..."

أنهت كلامها برفع حاجبها ليس تحديا بل كأنها تنتظر جوابا جديا منه على سؤال تعتبره مهما جدا...

و الصراحة كان سؤالا وجيها...حتى سالفاري سأله لنفسه يوما..لكنه شخص فضولي سريع في إيجاد الأجوبة كسرعته في التصالح مع ذاته...و بالتالي كان يعلم ما سيخبرها به ..

كان اقتباسا واحدا هو جوابها لسؤال يستغرب اقتباس الذات ..قاله بصوته ببحة جميلة:

" كلما كان المرء حقيقيا كلما صار العالم غير حقيقي..."

كانت عبارة شهيرة جدا يعرفها الجميع تقريبا لجون لينون مؤسس و أحد أعضاء فرقة البيتلز الشهيرة...كانت في الحقيقة تحمل معنيين...الأول هو أنه كلما اكتشف المرء نفسه أكثر كلما قلت قيمة العالم في نظره و خف انبهاره به..لأن نفسه الحقيقية علت على ذلك...

المعنى الثاني كان سريا و هو جوابه على سؤالها...أي أنه لا بأس للمرء أن يصنع نفسه بنفسه مما حوله فأحيانا الإندماج مع العالم قد يجعلك أكثر تقبلا للواقع...و وجهات النظر حيال ذلك قد تختلف كاختلاف تعاملات المرء مع نصيحة شديدة الحذر كهذه...

كما لا يسعه سوى الانتباه لكلمة قالتها و هي...ماذا لو ؟...هذا السؤال هو كبح عظيم للنفس في زمن تكفل العالم فيه بالفعل بكبح الأشخاص ...

هناك أشخاص يعانون من خوف سري...الخوف من سؤال ينهشهم...مثلا..ماذا لو مر الشباب دون أن أجد حلمي و طموحي ؟ ماذا لو فات الأوان ؟ ماذا لو مت قبل عيش الحياة؟  ماذا لو ؟ ماذا لو ؟ ماذا لو ؟....هذا السؤال كان سما نتجرعه في حليب المجتمع...لأن هذا المجتمع المعاصر الذي يؤمن بالحرية في الحقيقة هو سجين...تم سجنه في طفولته و مراهقته لدرجة بات يعتقد أن القضبان حوله هي أعمدة مستقبله....

يعتقد سالفاري أنه أن استيقظ المرء يوما و طرح على نفسه هذا السؤال حيال إذا ما كانت تذكرته نحو قطار الطموح انتهت صلاحياتها...فعليه على الأغلب و بكل تأكيد تمزيقها و شراء واحدة جديدة...و ذلك من خلال النظر حوله و طرح السؤال الصحيح و الذي هو ...هل الكون بأسره لا يملك مكانا لنجم مثلي ؟...

سؤال لوحده سيجعلك تتأكد بأن لك مكانا في العالم...طموحك و اهتمامك موجود وسط ملايين النجوم...قد يكون الشعر...قد يكون الفن..قد يكون الركض...قد يكون صنع الشاي أو ربما في طريقتك في الكتابة...قد يكون أيضا في كيفية تحاوك مع الكتب و ربما طريقة تحدثك...كل هذا هي طرق لصنع الذات و صنع الذات أعلى طموحا بين الجميع...

الخذلان يموت و الأمل لا يموت...كل مرة تنشق عزيمتك تنفسها و أعد إصلاحها كما يصلح اليابانيون الأواني الفخارية بالخيوط الذهبية...

لهذا أخذ سالفاري ثوان من الصمت قبل أن يشرح لها ما قصده بطريقة مباشرة أكثر و هو يقول:

" نحن مجرد كائنات ولدت كصفحات بيضاء في عالم يعج  بالألوان...سينتهي بنا الأمر يوما ملطخين...و حينها من الأفضل أن يكون ذلك بألوان نحبها ...ألا تعتقدين أنه من الجميل على المرء أن يصنع نفسه من كل ما يحب من الحياة؟ أن يكون المرء الشخص المفضل لنفسه في العالم ؟..."

أن يكون المرء الشخص المفضل لنفسه ! ...العبارة التي جعلت ميلينوي تود أخذ نفس عميق حتى تسحبها داخلها كالهواء و كالنفس الأول...بسهولة لكن بصعوبة ...

يقال أن التعلم في الأساس يكمن في ما لم نتعلمه يوما ... هي لم تتعلم هذا يوما... هي لا تكره نفسها لتلك الدرجة لكن أيضا لم تصل لدرجة التفاني في حب النفس و إحاطة النفس بألوانها الأقرب إليها و صنع الشخص المفضل لشخصك بشخصك...

طريق المرء لصنع نفسه هو طريق شاق..طويل يلزمه من الطموح ما يلزم نحاتا لنحت تمثال من جبل...أتملك هي معدات بهذه الضخامة؟ ..

كان سؤالا لا تعلم إجابته و لا السبيل إليها بعد...لذا جوابها لما قاله كان صمتا حقيقيا...ليس لأنها فقط لا تود الجدال في أمر كهذا ....بل لأنها تود ترك مساحة قليلة من الفراغ حتى يستطيع كلامه أن يأخذ حيزا لوحده..تحتاج هي هذا الحيز قليلا...

و بالتالي أبعدت نظرها عنه ..عن سالفاري الطالب الذي  يملك من الالتزام تجاه الحقيقة ما يمتلكه كونفوشيوس تجاه عقيدته و مبادءه ...لهذا تجده قادرا على قول الحقيقة بأبهى حلة فيجعلك دوما ترغب بالاعتراف أنك المخطأ حتى تسمع جلدا من الطراز الأنيق من شفتيه...

حركت ميلينوي الكتاب الذي منحه لها سالفاري كاستفتاح لجلسة قراءتهما الأولى و تعارفهما الأول المميز ..ثم قربته منها و فتحته في الصفحات الأولى التي توقفت فيها ثم قالت له بهدوء :

" أعتقد أنه علي فهمك كما قلت...يجب أن أجد مصدرك في استخراج انضباط فكري كهذا..لأسباب علمية طبعا..."

قالت الأولى بهدوء و صدق و في الأخيرة تسللت لمعة استمتاع داخل أعينها كأنها ترد له الصاع حين سألها أمس عما يغير مزاجها و برر ذلك بأنه يخدم العلم...

كان نصيب ذلك إبتسامة خافتة من سالفاري و هو يحدق في كيف اعتدلت بجلستها واضعة قدما على قدم و تتكأ على ظهر المقعد البني بينما الكتاب بين يديها..

هذه نفسها فتاة الحبر الشهيرة في جامعتهم و التي يؤمن أن جلوسها مقابله الآن بعد حوار كهذا هو من حياكة القدر.. يحب سالفاري أن يطلق على لقاءات كهذه ب'لقاء العملة'...ذلك لأنه كما يصادف المرء أحيانا في طريقه عملة نقدية مرمية فيأخذها كجائزة..كذلك هم البشر...تخيل أننا في اليوم الواحد نمر في الشارع على مئات الأشخاص و الذين ربما لو أتيحت لنا الفرصة للتحدث معهم لاكتشفنا ربما أنهم جزء من حياتنا ولهم ذات التأثير المهم..

لقاء العملة هو مفهوم وضعه سالفاري يقصد به التعرف على شخص بطريقة غير متوقعة في ظروف غير متوقعة لتدرك أنه ولو بنسبة ضئيلة غير مسار يومك الطبيعي  ...تماما كالعملة النقدية على الرصيف...

صوت بخات جذب انتباهه و نظره ناحية ميلينوي ليجدها تحمل في يدها قارورة عطر و ترش القليل حولها ثم أغلقتها و أعادتها لحقيبتها حاملة الكتاب من جديد ...

حسنا ؟..ما هذا ؟...

تساؤل سالفاري كان سريع الإجابة كون ميلينوي من طرف أعينها لمحت أنه كان ينظر ناحيتها فرفعت نظرها له من بين الكتاب ثم قالت بهدوء :

" ماذا ؟ أخبرتك أنني أستعمل طرقا تساعدني على تذكر الفلسفة أفضل..."

أخذ ذلك ثوان من سالفاري ليستوعب أن رش العطر هو طريقتها في ترسيخ ما تتعلمه في ذهنها...ذلك كان ذكيا ...فعقل البشر يربط المعلومات بالروائح و بالذوق و هذه طريقة فعالة ليكون صادقا...لكنها أيضا طريقة غريبة ...

لكنها ليست أغرب من ميلينوي كينغز حين نظرت له فجأة بشبح إبتسامة و قالت ترفع حاجبها بتحدي:

" إلا إن كنت طبعا قد غيرت رأيك بخصوص منحي قبلة ...لن أعترض و سيكون فعالا أكثر..."

مسح سالفاري على أرنبة أنفه بلطف و هو يكبح ابتسامته رافضا الرد على ما قالته و هو يحمل كتابه أيضا و تابع القراءة منه..و هذا جعلها تبتسم بانتصار كونها آخر من ألقى كلمة في المحادثة ... لأنها أخيرا حصرته...

جيد...جيد جدا...

ميلينوي : واحد يتيم...

سالفاري : متقدم بأربع مجرات كونية..

حسنا...لا زال أمامها الكثير لتهزم إبن كروفا....لكن لا يمكن لومها على المحاولة....كان بإمكانها التحرش به بطريقة مباشرة...لكن ذلك كان سيكون أشبه بحشر فيل في بطن نملة...كثير جدا..

لذا على عقله التعود عليها أولا ...لا تود أن تصدمه بأفكارها دفعة واحدة....عقله الفلسفي لن يستوعب كمية الإنحراف المساري العقلي لفتاة الحبر ...تخاف أن تصدمه و كزاندر سيجد ذلك موضوعا شيقا للنقاش على كل طاولة طعام.. فصديقها يحب هذه الأمور....و بذلك أقصد كوارث ميلينوي فيما يخص أفكارها التي لا تملك مكابحا للأسف الشديد...

❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

في نفس ذلك الوقت كان كزاندر ...موزس و بيرسيفون يجلسون في قاعة فارغة في قسم الفلسفة بجامعتهم و هناك بعض الطلاب أيضا في القاعة كل مشغول بفعل ما يريده...

لا يملكون حصصا دراسية حاليا و لأن المطر كان يتساقط خارجا فضلوا البقاء هنا في قسم فارغ..ايس من الطلاب بل من الحصص ...

الآن كان كزاندر واقفا و يتكأ على حافة طاولة و يدخن بينما موزس جالس بجسده كاملا فوق الطاولة يضم أقدامه لصدره و يضع ذراعيه فوق ركبتيه بطريقة فوضوية بينما بيرسيفون تجلس خلفه تتكأ بظهرها على ظهره و تقابل الجهة خلفه...تضع سماعات أذن و تسمع موسيقى عالية جدا لدرجة أن كل من يمر قربها يعلم أي أغنية هي....

موزس كان يجلب الأنظار حوله أكثر من كزاندر ...ليس فقط لوسامته بل أسلوبه في ارتداء الملابس...ثلاثتهم  كانوا من عائلات تملك الأموال...لكن كزاندر كان لا يحب إظهار ذلك كثيرا طبعا إن تجاهلنا سيارته...عدا ذلك ثيابه دوما تكون قمصان و سراويل عادية بألوان داكنة...على عكس موزس الذي كان يرتدي ليبهر....ليس تفاخرا بل بقدر هالة الفتى السيء حوله بقدر ما كان يملك حسا في الموضة...

الآن يرتدي ثيابا سوداء بقليل من الأبيض و على الأغلب صنعت على يد مصممي أزياء...و بعض القلادات الفضية تتدلى من رقبته  و من قميصه...معظمها كانت رمز الصليب...مظهر سوداوي لفتى أشقر بجروح شجار على وجهه...

أجل الفتيات سيتحدثن عنه اليوم !...

" لقد راسلني كونروي ليلة أمس..."

من اللامكان قال موزس هذه الجملة و هو يحدق بحذائه بجدية جاعلا من كزاندر يتوقف عن التدخين  فجأة و تظهر لمحة من التفاجئ على ملامحه التي اعتادت الثبات...

و بالتالي استدار ناحية موزس راميا سيجارته أرضا و قد شعر موزس بتحديقه فرفع رأسه له و حدق به بصمت لثوان و بجدية و قد فهم من نظرات كزاندر ماهية السؤال الذي يود طرحه لذا لم يتردد في منحه إجابة لذلك :

" أخبرني أنه سيعود من بريطانيا عما قريب..."

ما قاله لم يعجب كزاندر بتاتا...و ملامحه لم تخف ذلك كون فكه انقبض و أبعد أنظاره عن موزس يحدق أمامه بملامح جادة و أعين حادة...

و لأن بيرسيفون كانت مسترخية على ظهر موزس تسمع الموسيقى مغمضة الأعين..لم تنتبه للتوتر الذي التف حولهم فجأة بسبب خبر قدوم شخص ما معين ....

بدا كزاندر و موزس الوحيدان اللذان دخلا في لحظة جادة من التفكير العميق...

طبعا كزاندر يستطيع البقاء في تفكير عميق لفترة طويلة لكن موزس لا يستطيع ..فهو شخص حين يرهقه التفكير يضغط على خاصية التجاهل...ليس شخصا يحب الضغط على نفسه أو الغرق بالأفكار السلبية...عادة يصفه الناس بأنه شخص غير مهتم لكنه يفضل مصطلح 'رجل الكارثة '...أي لا يأخذ احتياطات الكوارث حتى تحل على رأسه...نمط حياة إن كنتم تتساءلون...

و بالتالي نظر مرة أخرى لكزاندر و قال بجدية:

" أعتقد أنني سأفتعل مشكلة ما و أطلب من والدي أن يزجني في السجن...هو سيكون سعيدا بذلك و أنا سأرتاح  من المشاكل القادمة...."

عادة اقتراحات كهذه تجعل كزاندر يسخر منه أو فقط يشتمه و غالب الأحيان يضربه على رأسه...لكن الآن كزاندر نظر له كأنه على بعد إنش من ترجيه ليأخذه معه للسجن أيضا بدل تركه مع ما سيحدث...

طبعا كرامته لم تسمح له بفعل ذلك لذا مرر لسانه على شفته السفلى و هو يمسح على ذقنه  و بعدها حدق  بموزس و قال بجدية :

" لا تخبر ميلينوي بهذا الآن...سأرى ماذا أفعل حيال هذا...كونروي دوما يختار الوقت الخاطئ..دوما..."

رفع موزس أيديه باستسلام كأنه يخبره أنه سينسحب و يترك الأمر له...فميلينوي كلما يفتح موزس فمه ليتحدث معها ترفع له إصبعها الوسط...هذا كان اختصارا  فائق الإختصار عن مدى توافق أفكارهما...لاحظوا السخرية رجاءا !..

لهذا سيكون من الآمن أن يقول أن كزاندر أكثر شخص قد يخرج بأضرار أقل بعد محادثة مع ميلينوي...ليس و كأن الوغد القادم سينجو منها.....كزاندر كان محقا...وقت خاطئ دوما !....

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

مرحبا يا رفاق ❤

فصل نزل قبل موعده...أردت إنهاءه لأتفرغ غدا لإنهاء عاشقة في الظلام 😁❤

آمل أن يكون قد أعجبكم 🤷‍♀️❤

رأيكم بميلينوي و سالفاري ؟ فتاة متحرشة على الأغلب ستوافقون معظم أفكارها😂😂

طبعا تقريبا الفصل كان خاصا بهما....ظهور سريع يجلب الكوارث لأصدقاءها😂😂 بالطبع لم تتوقعوا أن أنهي الفصل دون شيء ما 🙂🙂

السؤال المطروح ...من هو كونروي؟ 🙂

نستقبل تحليلاتكم ! 🙂

المهم...آمل أن يكون الفصل جميلا لكم...بدأته في المساء صراحة و لأنني رأيت حماسكم عليه قلت لا بد و أن أنهيه لأجلهم لذا ها هو هنا مبكرا....🤷‍♀️❤❤❤

نلتقي في الفصل القادم بحول الله يا رفاق 😚

أحبكم جميعا يا رفاق واحدا واحدا 🤭❤

Continue Reading

You'll Also Like

صراع المافيا By DZ

Mystery / Thriller

13.8M 548K 51
ألمانيا..بلد عُرف بهتلر و بعشيرتين حكمتا العالم السفلي و كانتا في عداء دموي شرس ..لهذا كان الدم هو كل ما يحدث حين يجتمع آل فاديتا و آل كابوني في مكان...
748K 42.3K 47
كل سنة تختار شجرة الاقدار مجموعة من الفتية والفتيات لتجمع بينهم في رابطة زواج مقدس ، إنهم شبان من نخبة فصائل الآرينش الأربعة ، بهدف إنتاج جيل أقوى ي...
1.7M 81.2K 43
رواية حوارية كانت تعيش علاقة زوجية باردة و لسنوات , لا شرارات و لا حب فقط روتين قاتل و ملامحه الباردة دوما , طبعا لم تتوقع ان تدخل يوما و ترى زوجها...
365K 17.4K 30
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...