سِيلا ✓

By Luna_Sierra

824K 60.5K 9.9K

سابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓ More

المقدمة
-
•|الجزء الأوّل|•
|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|06|
|07|
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|
•||الجزء الثاني||•
||01||
||02||
||03||
||04||
||05||
||06||
||07||
||08||
||09||
||10||
||12||
||13||
||14||
||15||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
||24||
•|||الجزء الثالث|||•
|||01|||
|||02|||
|||03|||
|||04|||
|||05|||
|||06|||
|||07|||
|||08|||
|||09|||
|||10|||
|||11|||
|||12|||
|||13|||
الخاتمة

||11||

4.2K 312 23
By Luna_Sierra


بضعة ساعات لاحقا، بعد أن دكُن لون السماء وخلدت الغابة من حولهم للنوم، تبدد هدوءها عندما بدأت الأرض بالاهتزاز تحت أرجل الصيّادين. هزّة فهزّة، اشتدّ وقعُها وخرَجوا من خِيَمهم متحضّرين للدفاع عن أنفسهم وقتل الخطر الغريب الذي لم يحددوا ماهيّته ولا مصدره حتى الآن.

أصوات تكسّر الأغصان وصلت إلى مسامعهم ليُخمّنوا أن القادم وحش كاسِر جاء ليجرّهم إلى حتفهم.

بقوة موجة عاتية، ظهرت من بين الأشجار أشكال داكنة سريعة الحركة. تباطأت قليلا فقط لتحدد هدفها ثم تنطحه فيُحلّق عاليا مكسور العظام ويسقط هامدًا.

تلك قوة «الميرال»، بُنية وسرعة تفوق أنبل الأحصنة وقرون حادة متفرّعة كشجرة عتيقة، الفصيلة الوفية للتيرايدا، تُلبي نداء الأمير أينما كان وخاصة لإنقاذ أميرته.

بينما انشغل الصيادون في مُحاولة النجاة من الهجوم المباغِت، تسللت ڤاليرا وآركاين بحذر للمكان الذي احتُجزت فيه هيذر -كانا قد تركا سيڤان مربوطا بشجرة ما حتى لا يتأذى خلال عملية الإنقاذ الخطرة على جسده الهش-.

«هل حددتَ مكانها؟!».
صاحت ڤاليرا فوق ضوضاء الحوافر والأنين.

«إلى اليسار! داخل تلك الخيمة».
ردّ وبدأ يركض باتجاهها.

وحين وقف في طريقه أحد الصيادين يمنعه من الاقتراب، اندفع أحد الميرال ليُرسِله للنجوم بنطحة قويّة.

لم يكن آركاين قد استشعر وجود توأمه هناك، بل العدم. وكأن تلك الخيمة البالية خارج نطاق قدراته، خارج الزمان والمكان كليا. اكتشف السبب عندما رفع القماش ليستطلع عما يُخفيه، وخارت قواه حتى كاد يفقد توازنه.

جدران الخيمة من الداخل كانت ذات لون غريب، أزرق شبه متوهّج، وعلى أرضها ارتمى بعض الأشخاص مُكبّلين بمعدن من نفس الوهج. تلك المادة حتما ما يُعيق قدرات جميع المختطَفين حتى لا يهربوا.

«سأدخُل أنا، أنت ابق هنا وساعدهم على الخروج!».
أمرَته ڤاليرا وتحرّكت قبل أن يتملّكه كبرياؤه ويتطوع للدخول بدلا منها. بحكم فارق السنّ والبُنية والفصيلة، اللايكان يمكنها تحمّل فقدان قِواها أكثر من التيرايد المراهق.

وقف آركاين بتعابير منزعجة من موقفهم. أراد أن يكون هو من يُنقذ توأمه علّه يُعوّضها قليلا عن أذيّته لها سابقا لكن عليه أن يدوس على كبريائه كي لا تبُوء مهمة الإنقاذ بأكملها بالفشل.

ڤاليرا كانت تُعاني في فكّ الأصفاد الصلبة والتي أشعَرتها بالشلل يقبض على أطرافها، حتى استعمال أحد السيوف لمحاولة كسرها لم ينجح.

أما في الخارج، فلا زال الصيادون غير عالِمين بسبب الهجوم الذي وقع عليهم. غريزتهم أملت عليهم ضرورة الهرب أولا لذا كانوا يركضون في اتجاهات عشوائية والميرال يُلاحقونهم بقرون الموت.

أحدهم اصطدم بالخيمة بقوة دون أن يخترقها، لكنّه أوقع فانوسا كان مشتعلا ليُنيرها ما ولّد نارا أمسكت سريعا بالقماش وبدأت تنتشر.

«النار! النار! سنحترِق!».
صرخ الفتى الذي كانت ڤاليرا تُحاول تحريره وزحف ببطء مُبتعدا.

«سحقا! هذا ما كان ينقصنا».
لعنت حظّهم وكـ حلّ أخير، رمت إحدى السلاسل في النار حتى تذوب إلا أنها اشتعلت بلهيب أزرق كما لو أن شيئا تبخّر منها وتنهّد الفتى بعد عودة قواه له.

انتبهت ڤاليرا لذلك وصاحت على بقية المختطفين ليفعلوا المِثل بينما ساعدت من بدا أضعفهم. وبإختفاء المادة المُعيقة لقدراتها، تمكّنت من كسر أصفادهم وقادتهم سريعا نحو المخرج قبل أن تلحق بهم ألسنة اللهب.

آركاين الذي بدأ في فقدان صبره، مسح وجوه الجميع بحثا عن توأمِه ليضمّها بقوة حين طلّت عليه بوجه مطليّ بالرماد يُبرز شحوبها بشدة.

«أنتِ بخير. أنتِ معي الآن».
طمأنها فلم تستطع إجابته لصدمتِها وخجلِها بينما أومأ هو بابتسامة حزينة مُتفهّما رد فِعلها ثم صفّر ليتوقّف أمامه عدد من الميرال.

جعل على صهوة كل واحد منهم أحد الأشخاص الذين هربوا من الخيمة ثم انطلقوا ليبتعدوا عن مُخيّم الصيّادين، من لم يمت منهم فرّ هاربا لكنهم لن يُخاطروا بالبقاء في منطقتهم طويلا.

----

بعيدا قليلا عن ذلك المكان، وسط حلقة من الأغصان الكثيفة والجذوع العريضة المتقاربة، جلس المختطَفون ومنقِذوهم على حافة نهر. البعض يغتسل والآخر يروي ضمأه، والبعض يقفز سعيدا بتتحرره والآخر يُفكر في خطوته التالية.

سيڤان كان يطوف حول هيذر فرحا بعودتها ويُشغِلها تماما عن توأمها بينما الأخير يُراقبهما بمرارة.

«إلى متى يمكنكَ إبقاء هذا المكان مخفيا؟».
قاطعته ڤاليرا.

«إلى أن أجعله غير ذلك... لِم؟».
استفسر وانتبه لنظراتها الحذِرة التي تمسح محيطهم بحثا عن خطر قادم.

«هؤلاء الصيادون تمكّنوا من تثبيط قدراتِنا داخل تلك الخيمة ؛ قد يلحقون بنا ويُثبّطوا قدرتكَ على إخفاء وجودنا. يجب أن نتحرّك قبل أن يتجاوزوا صدمة هجومنا عليهم».
تحليلها أفزعه فعاد نظره لتوأمه يتأكد من سلامتها.

«إلى أين سنأخذهم؟ قصر والدي بعيد عن هنا وامتطاء الميرال سيجذب الانتباه لنا».
أضاف آركاين.

«نعم. قلعة اللايكان أقرب، بإمكاننا الحصول على الحماية هناك...».
وشردت تعدّ الآلباسترز أمامها -سيلين ستقوم بحمايتهم-.

عددهم كان خمسة من التسعة الذين حرروهم من الصيادين، ما يُضعِف قوّتهم كمجموعة بشكل كبير.

«التحرك عبر النهر سيُوصِلنا لحدود مملكة اللايكان، ولن نترك آثارًا يُمكن تعقّبها بسهولة!».
اقترح التيرايدا متحمّسا لفكرته فوافقته ڤاليرا.

«سأستكشف أمامكم أولا، لا تتحركوا حتى أعود!».
ثم اتخذت هيئة ذئبها الأسود وانطلقت خارجا تستطلع محيطَهم.

جعل آركاين الغطاء النباتيّ حولهم أكثف حتى يُغطيهم من فوق أيضا ويُشكّل سقفا يمنع أي كائن طائر من ملاحظة الأجساد المتوهجة في الداخل.

«أين ذهبت اللايكان؟».
تقدم نحوه فتى ذو ذيل نحيل شاحب وسأل متوترا.

«ستتفقد الطريق الذي سنسلكه لاحقا. راقِب المكان من هناك، وأبلغني إن سمِعت شيئا غريبا».
كان أكبرهم، لذا من الأفضل استغلاله فيما يُفيدهم.

أومأ الفتى بقليل من التردد بينما التفت آركاين ليحرس زاوية أخرى. لم يبتعد كثيرا قبل أن يتعثّر في جذر صغير ظهر فجأة بين قدميه.

ضحكات سيڤان وهيذر تعالت خلفه لكنه آثر تجنّبها للوقت الحاليّ، سيُواجهها بعد أن يصلوا لبرّ الأمان.

----

Continue Reading

You'll Also Like

355K 30K 83
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...
600K 10.7K 19
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...
314K 25.5K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
98.9K 6.4K 23
هي الة صنعت للقتل فقط جمعت بين كل المخلوقات لتسفك الدماء بكل وحشية و بدون رحمة لكنها إختارت طريقها بنفسها هاربة من كوابيسها لتبحث عن حياة لنفسها و لك...