جزء 16

101 3 0
                                    

الفصل السادس عشر

نسج العنكبوت
اتت إلى غرفتها فور وصولها ، وولجت لداخل كان غضبها واحمرار وجها مؤشراً سيئاً ، تندى جبينها بقطرات العرق وزاد شحوب وجهها ، فأصبح الأمر كله صعب الأحتمال ، التعقل ، الاستيعاب ..التوقيت!! توقيت ظهورها مره أخرى بحياته.. بعد أن شعرت بقربه بداخلها يتألم بعد أن رأت عينيه يطفوها الحب والعشق أول مره ترى لمعت عينيه هكذا
لا ..والف لا لم تسمح بخسارة جولتها ، جلست على الفراش وقد شعرت بثقل جسدها وأرهاقه حدقت بنقطه ما بالفارغ ..
طالعت أفنان ملامح وجهها التى اظهرت الخوف والأرتباك والقلق القاتل فى عينيها البنيتان فكانت مسلط بصرها عليها تتابع أنفعالاتها فى صمت  هزت رأسها وعلمت بداخلها سبب هبوب الأعصار ، تنهدت بثقل وبنبرة محتده قليلاً : فيه أيه يانيره بقالك نص ساعه رايحه جايه مالك ؟؟؟
رفعت نظرها إليها تفرك كفيها بتوتر : وأنا مع حازم شوفنا البت ديه شكلها كانت زيارة
بس اللى شوفتوا فى عنين حازم صعب يتوصف بكلام
ضيقت عينيها ثم بدءت تعطيها أهتمام أكثر وتنصت لها : شوفتوها تقصدى تمارا ...انتى وحازم فين ؟؟ مصيبه ليكون حازم عرف أنها اتطلقت ،،
عشان بقولك نتصرف تقولى أنك مرتاحه كده
نيرة مستجمعه رابط جأشها : قصدك أيه بطلقت ديه ؟؟
بكت سيليا على رجلها حاولت أفنان تهدئتها ومعودة الحديث: أتطلقت جرى أيه يا نيرة ده وقت تقفيل دماغ؟
نيرة أصبحت نظرتها أكثر قتامة : يعنى ممكن حازم صمت بذهول ثم تابعت لا لا أنا مش عايزه اخسره تحت أى ظرف من ظروف،، مجرد بس صداقه عاديه ملت عليا حياتى أتصرفى يا أفنان
لوت فمها ساخرة وهى تضع طفلتها على السرير بعد أن غفت على ذراعيها  : دلوقتى أتصرفى ياأفنان ماكنش كلامك من شهرين ، على العموم أستحالة أسيب تمارا تعمل اللى هى عايزه بس يارب ما يكونش حازم عرف
أنتى قولتيلى ، أتقبلتوا ازاى ؟؟ هى كلمت حازم ازاى ؟
أخذت تسرد عليها نيرة مجرى المقابلة ، لتعزم أفنان على كسب الجولة الثانيه ضد تمارا

*******************************************

حبست " تمارا " نفسها بغرفتها وأوصدت الباب لا تقدر على مواجهة أحد ، الموقف يتكرر أمامها عينيها ضحكهم معاً كيف كانت غبيه تظنه يحبها ، أخذت تنتفض بأنفاس لاهثة كأنها فى سباق للركض ، أخذت تُتمت بأسم معشوقها بلوم بدموع  تنهمر فوق وجنتيها بدون توقف ، يد من فولاذ تقبض على قلبها ، توجهت نحو خزانتها ثم أخرجت كل ثيابها تلقيها على الأرض بجنون ، توجهت نحو حقيبة سفرها وألقتها على أرض ثم جلست بجوارها تبكى بكاء مرير يدوى صده بالغرفة ، أخذت وقت طويل تعد حقيبتها ثم نهضت تلجأ لخالقها ليريح ثقل قلبها ، أنتهت من صلاتها تتضارع لله بدعاء أن يريح قلبها ، يعينها على ما هى مقبله عليه ، كانت عينيها لاتتوقف عن ذرف الدموع ،خرت قواه ،وجهها شاحب كالأموات ، تشعر بأنها بكابوس

***************************************
أخذ " حازم" يجوب غرفته ذهاباً وأياباً يشد على شعره بيده يكاد يخلعه من منبته بقلب ملكوم بنيران الخذلان ، خيم عليه الحزن وعمق وريده ، كلما تذكر هيئتها الهزيله التى أصبحت عليها و تجاهلها له الذى أهلك مشاعره ، لم يقوى على التفكير أن ربيبته من عشقها قلبه لم تكترث حتى بسؤال عن حاله أو السلام عليه ،ضاق صدره بما لا يستطيع البوح به ، فتلك ربيبته يطارده طيفها ليلاً ونهاراً فلا شئ يبرد نار قلبه مذ رحليها سوى تذكر وجهها البرئ أبتسامتها الأخاذه   ، لحظة لحظة رحليها توقف عند هذه الكلمة ، عادت هل عادت؟
طلقت هل طلقت ؟ هل أذها؟ لم يكن أهلا لها ماذا فعل بها ، جلس أعلى فراشه أخذاً وجهه بين كفيه يتمتم بحزن كأنها ماثلة أمامه : هونت عليكى ياتمارا مش كفاية وجعتى قلبى وجع عمره ما يتنسى ، كمان أستكترى  السؤال عليا ، أنا كان نفسى أضمك لحضنى ومطلعكيش منه أبداا ، نفسى أريح راسى على صدرك وأقولك تعبت أد أيه فى بعدك ، معقول نستى حازم ولا أنا مش فارق معاكى أصلا ، جبتى القسوة ديه منين
ثم أسترسل  حديثه بقلب مفطور من الألم  : وحشتينى أوى يا تمارا وحشتنى يا عمرى كله ..وحشتنى ضحتك أبدأ بيها يومى ، أزاى طاوعك قلبك ،، ااااه ياتمارا لو تعرفى بحبك أد أيه ،، عايزه تبعدى عنى تانى ياحبيبتى ليه  ، أنتفض قلبه مكملاً مش هيحصل تانى .

نسج العنكبوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن