جزء 19

90 2 0
                                    

الفصل التاسع عشر

""" نسج العنكبوت """"

تجاهل كلامها وولج لخارج صوب غرفة رضعيهم وجده نائم أبتسم بحنو وقبل جبينه ، أول مرة قلبها يتألم بتلك الطريقة ذبحها بقسوته وبردوه ، أرتكب جريمة بحقها تنهدت بحرقة عسى أن تبرد نيران قلبها ، أستدار إليها طالعها تقف امامه ، أقترب منها يعلم بداخله أنها لا تستحق ما يحدث : وسام ممكن بلاش كلام دلوقتى بلاش أنت عارفه محاضرتى هتبدى وما ينفعش أتاخر
تنهدت بأختناق تشعر بقبضة جليده تعتصر قلبها لكنها ردت بقوة عكس بألم قلبها وأحتراق روحها  : كلام !!
كلام أيه احنا معدش فيه بينا كلام ، بحبك منكرش بس مش أنا يا بلال اللى اتخان واعيش دور المكسوره هتطلقنى إلا مش هيحصل طيب
أشعلت بركانه الخامد فأقترب منها يهمس بفحيح الأفاعى : ومش بلال اللى يتهدد ، كلام فى الموضوع ده مش عايز مسمعش الكلمة ديه تانى
دلف خارج الغرفة تركها تشعر بخيبة أمالها
بينما هى جثت على ركبتيها تبقى بحرقة وتضع يدها على شفتيها تكتم شاهقتها لأول مرة تشعر بذلك الضعف
ضمت ذراعيها حول جسدها تهمس : والله لو كنت قولتلى أنا عمرى ما خنتك كنت هصدقك ، طب كنت قولى بحبك أنتى ومش بشوف غيرك هصدق والله قلبى وجعنى أووى ، أبويا وامى ماتوا محستش بالمرار اد دلوقتى كنت عيلة مش حاسة أنا فعلاً يتيمة بس على أيدك انت حسيت بالكسره والقهر ليه يا بلال وسام وابنك ميستهلوش كده أتدبح على أيدك انت ليه ؟!!

*******************************************
أندفع بكل قوته نحو باب الغرفة يفتح الباب بعنف  ، فهى هانت رجولته بجرأة ، أتقصد من كلامها أن رجولته معدومه ، فقد ثارت عواصفه لم يغفر لها خطأها وقف أمامها يقبض على معصمها صائحاً بغضب يهزها بعنف: أنت مش شايفنى راجل ياتمارا أنطقى أنطقى
تنهدت بوجع تحبه بل تعشقه لا تستطيع الإنكار  بداخلها لكن مشطوره نصفين نصف يلعن ويبكى على هفوت لسانها ونصف يصرخ بأن ترحل بعيد عنه أجابته بصوت متقطع : اااااه ايدى ايدى
يزداد عليها الدوار مع هزته العنيفة لها أغمضت عينيااه مستلمة لظلام وقعت بين يديه قبل سقوطها على الأرض ألتقطها بين أحضانه أنتفض كقلبه كطير ذبيح فهو السبب قسى عليها فعلى قدر غضبه يعشقها بجنون: تمارا تمارا ردى عليا فتحى عينيك أنا اسفه والله ماكنت هزعلك ، تمارا ردى عليا جبتى القسوة ديه كلها منين عايزه تحرقى اكتر من كده أيه فوقى بقى مش كفاية  انا لسه محسبتكيش على بعدك عنى ، أفتحك عينيك وكلمينى سهيييييييلة سهيلة
ولجت سهيلة لداخل مهروله شهقت عالياً عندما رأته بين أحضان أخيها لا تحررك  وجثت على ركبتيها فى مقابل حازم : عملتلها أيه يا حازم ؟ تمارا حبيبتى رد عليا تمااارا ردى مالها يا حازم
نظر إلى وجهها الشاحب وصاح بسهيلة : هاتى برفيم نفوقها بيه بسرعة
نهضت مسرعة أحضرت له قنينة العطر : حازم أنا هحضر لها تأكل واى حاجه مسكره بسرعة ديه مكلتش من أمبارح يمكن ده سبب الهبوط
نثر العطر على كفه مقرباً من أنفها ، فرمشت بجفنيها وفتحت عينيها فأنفجرت ببكاء حار تهز رأسها وتتشبث بقميصه كالغريق تنفس الصعداء عندما فتحت عينيها وعلى وجيف قلبه أكثر بس قربها المهلكة لأول مرة  وبكائها بين أحضانه سألها بلهفة : تمارا أنتى كويسه
وقع صوته على أذنيها بمثابة الصعقة ، جعلها تتصلب بين أحضانه ، رفعت نظرها إليه لتتأكد مما سمعته ثم أنتفضت من بين احضانه كمن لدغتها عقرب ،نهضت مسرعاً تترنح وجلست فى زواية الغرفة تضع يده على رأسها أنكمشت على نفسها فى وضع الجنين  تصرخ بنحيب : أبعدوا عنى كلكم  بقى ، سبونى فى حالى بقى هو حرام أرتاح ذى الناس أنا تعبت ، طب والله العظيم تعبت كفايه أرحمووونى
صمت لبراهة بنظرات مصدومه من تصرفها نهض مسرعاً يقترب منها يود ضمها لحضن فهى مهما فعلت لم يقدر على رؤيتها بهذا الضعف ، يكاد قلبه يتوقف خوفا وهلع عليها ، تسمرت رجليه مكانه عند سماع جملتها الأخير توقف العالم حوله للحظات من شدة الصدمة ، ماذا يفعل الآن يعنفها ، يثور عليها أو يركض إليها يأخدها بين أحضانه
زاد صراخها وشهقاتها تعلو وتعلو فى أنهيار شديد: بكررررررهك يا حااااازم بكرررهك  أنت أكتر حد بكره أبعد عنى بقى
توسعت عين سهيلة بذهول وهى تحمل صينية الطعام  :
حازم أخرج معلش يا حبيبى مش حاسة هى بنفسهااا
يشعر بسكين حاد مسموم ينغرس بين ثنايا قلبه بقسوة
قلبه يقطر دماً ، يد من الفولاذ تقبض على رئته لا يستطيع التنفس ، تحمل فراقها بقلب يقطر دماً ، لكن لن يتحمل كرهها أستدار وولج للخارج وأغلق الباب خلفه

نسج العنكبوتWhere stories live. Discover now