جزء 11

136 2 0
                                    

البارت الحادى عشر

رواية " نسج العنكبوت "

فى مكتب وسيم

جلس على مكتبه غارق فى تفكيره ،، طلب أفنان تأتى إلى مكتبه من نصف ساعه ولم تأتى ، نهض من مكتبه صوب الشرفه ينظر أمامه يفكر فى الخطوه القادمه زواجه من أفنان ..لا ينكر جمالها وأجتهادها لكن لم يحبها ،، لكن فى المجمل فتاه مثاليه لزواج منها، الحل الأمثل فى الوقت الحالى ، أنتبه إلى طرقات الباب
استدار مستناً بذراعيه  على الشرفه ، طالعها وجهها
تمعن النظر بها من أعلى إلى الأسفل ، لم يلتفت لهدوء ملامحها أبتسم فهل كان قدره قريباً منه ولم يشعر تقدمت أفنان إلى الداخل : " صباح الخير مستر وسيم "
بأبتسامه واسعه أجابها : " صباح السعاده ،، عامله أيه ياأفنان "
ارتسمت الجديه على ملامحها :" الحمدلله تمام أنا بخلص التصميم بكره بالكتير وهتكون قدام حضرتك "
رمقها بنظرات متفحصه وحك مؤخرة رأسه : " لأ كنت طلبك مش عشان التصميم ، كنت عايز نشرب فنجان قهوه مع بعض وياريت بره الشركه كنت عايز رأيك فى موضوع .."
همست أفنان بداخلها بسهوله كده يا وسيم ياعمران أنت عارف انا عملت أيه عشان أوصل لمرحله ديه ضحكت ساخره
تصنعت البرأءة ورسمت الخجل : " سورى يا مستر وسيم أنا أتمنى بس التصميم لازم يخلص بكره والشغل كتير"
حدق بها ونظر لها ترفض دعوته هز رأسه بتفهم وأخرج سيجارته : " تمام يا أفنان تقدرى تفضلى "
بأبتسامة هادئه وفرحت الانتصار على ملامحها: " عن أذنك مستر وسيم "
نظر فى أثرها ونفث دخان سيجارته : " صح أنت صح
انت مش ذى اللى عرفتهم لازم يبقى رسمى

*************************************
فى الغردقه فى غرفة تمارا

_ما زالت بفستانها تضم ركبتها إلى صدرها ،، ودموع تجرى على وجنتها جسدها يرتعد تشعر أنها فى كابوس مرعب ،، مكسوره ،، تائهه،، بل خائفه من كل مايحدث ، مشاعر متناقضه ،فى ليله وضحاها تحولت حياتها لجحيم
_فتح باب الغرفه وولج لداخل حدجها بنظراته ونظر لها بأستنكار .. وهدر بها : " انتى لسه ذى ما أنتى بفستانك من أمبارح " استرسل حديثه : " أمى زمانها جايه هتغيرى وتلبسى وتخرجى قدامها ولا كأن فى حاجه الضحكه متفارقش وشك ده فاهمه غير كده انتى فى اوضتك وانا فى أوضتى "
صمتت تتسمع لها وهو يضع قواعد حياتهم ، يخبرها أنها لاتعنى له شئ ، هى لم تتخذه زواجاً عن حب بلا هى مجبره ولكن هو يجرح كرامتها يدوس على ما تبقى من أنوثتها...حدجته بنظرتها وعينيها تشتعل غضب : " انت اتجوزتنى ليه ؟؟ ،، أنت مش طبيعى "
لوى فمه ساخراً وهدر : " لا تقومى وتنجزى وكل أسئلتك أجاوبك عليها بعدين "
أشاحت بوجها عنه وهتفت : " أمشى أطلع بره "

********************************************
ولجت من غرفة وسيم تسير فى الراوق  ، أوقفها أحداهما يبلغها بمن ينتظرها فى مكتبها سارت بخطوات ثابته نحو مكتبها ودلفت لداخل طالعت بذهول :
              فاتن هانم !!!!!
أستعدت ثباتها : نورت يافندم المكتب والشركه كلها
ظلت صامته ترمقها بنظرات ناريه : خلصتى دور الموظفه المثاليه ولا لسه ، أسمعى اما أقولك أبنى وبنتى تلعبى بعيد عنهم فاهمه
أبتسمت بداخلها بمكر وأجابتها بوقار : أسفه حضرتك تقصدى أيه ؟؟
جذبت حقيبتها ونهضت : على العموم أنا جيت احذرك عشان لو اللى فى دماغ تم هتبقى فتحتى على نفسك أبواب جهنم
ولجت لخارج وأغلقت الباب خلفها بعنف رجت جدران المكتب ،، أنتفضت أفنان : لا أنتى لا تبقى فى صفى لا اشوفلك مصيبه تتلهى فيها بعيد عنى
****************************************
فى مطعم  على النيل يجلسا وسام وبلال وبينهم حديث دائر بخصوص حازم   خيم الحزن على ملامحها
صدرها مثقل بالهموم أحساس الذنب يؤنبها أن أخيه ضحى بحب حياته من أجلهم  سيظل قلبه مجروح مدى الحياه تدموع تغزو عينيها صوتها مبحوح لا تقوى على الحديث..
اغمض بلال  عينيه وفرك وجه بيده وهو يرى أنطفاء روحها من حديثها: " كفايه يا حبيبتى كده أنتى بتدبلى والمفروض تبقى أقوى ذى ما اتفقنا "
أومأت لها بخذلان وهى تمسح دموعها  : " مش عارفه والله يا بلال مش عارفه أعمل حاجه
أو ابص فى وش حازم
تجاهل كلامها عمداً مغيراً الحديث ليساعدها الخروج من حالتها : " طب بذمتك ده منظر عروسه بعد شهر فرحها... انا محسود وش ..الواد حازم فضل يأجل ونزلى علينا بمود الكأبه "
رفعت وسام حاجبيها وعضت على شفتيها السفليه مغتاظه : " جرى أيه يا بلال ؟؟ عيد كلامك كده مش منظر عروسه أيه مش عجباك ؟!!"
رفع حاجبيه مستنكراً ثم تعالت ضحكته: " مش كنتى لسه زعلانه ؟؟أيه قلبت المود ديه ؟؟ بعدين ده انتى تعجبى بلد هو بلال هيتجنن من شويه "
تنهدت ولوت فمها بسخريه: " اه أنا كده جرحى بيلم بسرعه ،، أطلبلى واحد كوكتيل بقى "
برقت عينيه وابتسم أبتسامه واسعه فأخيرا محاولته نجحت معاها: " عينى يا عروسه عايزك بقى تفكى كده وتركزى وأنت بتشترى الهدوم هااا..وموبايلك فى أيدك تشتركى فى كل جروبات كيف تسعدين زوجك ..تدللين زوجك..انا مستنى بقالى كتير ومن حقى أدلع ....
أبتسمت على أستيحاء : على فكره عيب الكلام ده لما يجى وقته
صفق بلال بيديها  :" اشطا .. لقد أنتهى عصر الرومانسيه ..وبيبو مقبل على عصر الشخلعه "
ضحكت وسام وحركت رأسها يميناً ويساراً تنظر على العيون التى تتبعهم مسكت يده  توقفه عن التصفيق : " بس هتفضحنا  يا بلال الناس بتبص علينا "

**********************************

فى كافتيريا الشركة
_جلس حازم وحيدا بعيد عن الكل بعد أن جثم الألم قلبه ، يشعر بنيران تلتهم صدره ،لا يمتلك سوى الصبر والألم ، شعر بأحد بجوارها استدار فوجد " وسيم " :  مستر وسيم أتفضل "
سحب كرسى وجلس عليه ثم أستند بيديه على الطاوله : " لقيتك لوحدك قولت أجى أشوفك مالك ؟؟"
رد حازم ببساطه عكس ما بداخله  :" لا بس فصلت من الحسابات قولت اخد فنجان قهوه "
أوما وسيم برأسه متفهماً :"رغم أختلافنا يا حازم على طول بحس فى حاجه بينا شبه بعض فى نقطة بنشترك فيها"
أكتفى ببسمه مبسطه رسمها على وجهه: " ده شرف ليا يا مستر  "
حك وسيم  مؤخرة أنفه وبنفس البساطة :" انا كنت عايز فى اقرب فرصه اجى ازوركم واطلب ايد الأنسه افنان "
ساد الصمت والنظرات العميقه توسعت عين حازم بذهول  : "أفنان!!!!!"
**********************************
مسائيه يخيم عليها الحزن، وضع حازم كوب شاى أمامه على طاوله وصوب نظره نحو أفنان و هتف : " أفنان فى عريس أتقدملك النهارده "
صفقت وسام بيديها عالياً : " بجد يا حازم مين ؟؟"
أبتلعت لعابها واجابته فى مكر : " عريس ليا أنا مين ده "
حازم بأمتعاض والضيق على وجهه:"مستر وسيم ..وبصراحه فجائنى، قولت أقولك أنا اصلا مش موافق  "
حدقت به بأستنكار وهتفت بتوتر وأرتباك:" مش موافق ؟؟! ليه حازم ؟ "
حدجها بنظرته ورفع حاجبه أجابه بحده : " اه طبعا مستر وسيم بتاع الشغل حاجه و اللى ممكن اجوزوا اختى حاجه.. مش موافق "
زفرت بضيق تنهدت بثقل : " بس انا موافقه يا حازم "
وزعت سهيله وسام نظرتهم بينهم وهتفت بس وسام بمزاح : " اوباااا وقعتى شركات العمران يافنووو"
جحظت عيناه بصدمه من أصرار أخته: " ما على يدك كل حاجه والشركه كلها بتكلم عن سهراته والصور اللى ملت الدنيا فى المجلات والجرايد "
صاحت بغضب وحده : " عارفه وموافقه وده كلام جرايد،، وبعدين انا كبيره وأعرف أختار ..
ولا هو عشان مأخدتش تمارا يبقى ممنوع علينا نختار ؟!"
ساد الصمت تشنجات ملامح وجهه كلماتها جعلت جسده ينتفض توسعت عينيه بذهول كلامها المسموم كنخجر أنغرس فى صدره طأطأ رأسه بخيبة أمل لم يتوقع منها حديثها ،،رفضاً خوفاً عليها هتف : " االلى تشوفى صح يا أفنان أنا معاكى فيه "
صوب نظره جهة وسام وهتف :" قولى لبلال يجى عشان نحدد ميعاد فرحكم "
ثم نهض مندفعا نحو غرفته أغلق الباب خلفه، بعد دقائق كان انتهى من أرتداء ملابسه يهرول خارج البيت بقلب منطفئ اغلق الباب خلفه بعنف ،، بملامح قهر ،،أنكسار ،،خيبة أمل ...
هدرت سهيله بأنفعال : " أيه الكلام اللى قولتيه لحازم ده  ؟؟ مش تحاسبى على كلامك"
شحب وجهها وأدركت ماتفوهت بيه من قسوة كلماتها 
لكنها شعرت بفشل مخططها،

يتبع

***************************************

نسج العنكبوتWhere stories live. Discover now