جزء 20

110 2 0
                                    

الفصل العشرون

**نسج العنكبوت**

جلست سهيلة على الفراش تقنع تمارا بتناول وجبة الأفطار معهم فهى مذ أخر حوار مع حازم تتجنب لقاءه
أغمضت عينيها تستعيد ذكرى ما حدث بينهم همست لنفسها كنت أعلم أنى مازالت أحبه رغم حبه من أخرى تخلى عنى كنت كنت أراهن نفسى على نسيانه ، أراهن على قلب لايزال ينبض بأسمه فقط ، فاقت تمارا من شرودها على يد سهيلة تربت على كتفها فى مؤازرة
أيه يا تمارا مش هتفطرى معانا بردو موحشكيش نتجمع على الفطار ذى زمان
أبتسمت تمارا أبتسامة شاحبه:  مفيش حاجه ذى زمان أصلا روحى أنتى يا سهيلة
تفرست سهيلة ملامحها وهى تفكر بحيره هل من الصوب أن تخبره بحب حازم لها أم من الأفضل أن يسرح هو بمشاعره فقررت ترك الأمر لأخيها فهى أصبحت على ذمته فيجب أن لا تسرق منهم لحظات البوح بحبهم : تمارا هو أنتى ليه واخده موقف من حازم كده ،، مش شايفه أنك صعب تقوليلوا كلمة بكرهك،  ده حازم يا تمارا اللى بيخاف علينا أكتر من نفسه
تنهيده حارة عقبتها نوبة بكاء لم تتمالك نفسها عند سماع قسوة الكلمه أجابتها بصوت كسير : معرفش معرفش بس عايزه يطلقنى هو يرتاح وأنا كمان
ضمتها إليها سهيلة فهى تدرك من طريقتها أن حالتها النفسيه المضطربه  : خلاص طب أهدى دلوقتى أنا هجيب الفطار ونفطر أنا وانتى هنا انسى كل حاجه

***************************************
غامت عينيه بسحابة حزن قاتمة وهو يرى سهيلة تلج من الداخل منفرده ، أحس بأنفاسه تختنق بصدره بفعل تصرفاتها ، فهو يشعر بصعفات على قلبه الذى أصبح  لم يشعر بنبضاته ، تنهد بيأس وأزدراقه ريقه بصعوبة :
هى مش هتطلع طول ماانا هنا.. مش معقولة تفضل محبوسه كده أنا قررت هقعد تحت فى المكتب فى الأوضة الفاضية يمكن تخرج من جوه
همست بعجز مصبوغ بمرارة : حازم حبيبى أنا حاسه أن موضوع مالوش دعوة بيك أحنا منعرفش سبب طلاقها وأيه اللى حصل بينها وبين جوزها وصلها لطلاق أنا حاسه واحده تانيه
ضرب المائدة بيده و رمقها بنظرة تحذيريه : انا جوزهااا يا سهيلة انا وبس فاهمه مسمعش السيرة ديه تانى
ثم نهض يلتقط مفاتيحه و هاتفه مندفعاً نحو الباب وأغلقه خلفه بقوة
انتفضت من صدى صوت الباب وضعت يديها على شفتيها وهمست بنبرة حزينة مغلفة بأسف :  والله ماكان قصدى
****************************************
فى شركة عمران
ولج لداخل بأكتاف متهدلة  بوجه مكفر كانت كتاب مفتوح بالنسبة له أصبح يجهلها ، القى بحقيبته على المكتب بأهمال وتوجه نحو الشرفه يطالع أمامه بملامح متألمة تنهد بثقل حينما أتاه صوت أنثوى يهتف خلفه بدلال : صباح الخير ياحازم
أستدار لها بشبه أبتسامة : صباح النور يا نيرة عاملة أيه؟
أقتربت بأبتسامة واسعة  تهمس بدلال أكثر :
الحمدلله وحشتنى
تغضن وجهه من حديثها واستدار يجلس على مكتبه : ملحقتش يا نيرة دول يومين بس
ظلت واقفه مكانه تراقب توتره عازمه أن لا تترك له مجالاً لتفكير بها ترى أنها الأحق به تحبه بل تعشقه : يومين !!! على فكرة مش شويه خالص ،، بشار قالى أنك اتجوزت مبروك يا حازم ، شوفت  كلامك الصبح على الفيس قلقت قولت أتطمن عليك كلامك أثر فيا اوى
أكملت تقرأ عليه ما كتبه 
** كنت أظن أن ما مررت به هو الأشد  قسوة
لكن الأشد وجعاً
عندما تكون القسوة مصدرها قلب من تحب
لكنى سأبقى مفتوناً بلقائك ، أتوهج بقربك ، لامعاً بضحاتك **
أنتهت من القرأءة و تتوجهت إليه تجلس أمامه : حسيتك متضايق ومحتاج لحد تفضفض معاه
خرج صوته ضعيف متقطع : الله يبارك فيكى عقبالك يانيره ، لا مش متضايق ولا حاجه كلمتين كتبتهم
ظلت على جلستها تتأمله بنظرات ممزوجه بأسف لا تستوعب ما به دون الرجال يؤثرها بحة صوته ، ملامحه الرجوليه الخشنه ، غمزته ، ذقنه النابته التى تثير جنونها لمسه تنهدت بثقل : ادعيلى أنت الأقى حد ذيك .. بص أنا بقى هقوم بدور البست فريند ولازم تقبل تتغدا معايا عشان نفك التكشيره ديه وأحكم بنفسى حازم ممنوع الرفض ده فى البريك اوك
ظل صامتاً للحظات هز رأسه بالإيجاب
أبتسمت بأنتصار ونهضت من على مقعده : خلاص خلص وانا هخلص كمان عشان فى مكتب النهارده بليل اوك

نسج العنكبوتWhere stories live. Discover now