14

1K 55 5
                                    

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚

المشهد الرابع عشر

بدا وفيق ساخطًا وهو يغمغم لوالدته برجاء مجروح

((توقفي يا أمي عن البكاء))

لكن قلب ريتاج كان يقطر دمًا، وصدمة ما حدث قبل قليل هي أبعد ما تكون لتصدقها.. رفعت وجهها تقول بصوتٍ متهدج من أثر البكاء لولدها

((ستعودان لبعضكما صحيح؟ لم تنفصلا بشكل نهائي صحيح.. صحيح يا وفيق.. أجبني يا بني؟))

أجابها بضيق عارم

((لا يا أمي لن نعود.. إلى الأبد))

انخطفت ألوانها وعادت تسأله بإلحاح وهي تتشبث بذراعه

((كيف لن تعودان؟))

قال لها وفيق بحزن مستنكرا تعجبها ودهشتها

((إنه طلاقنا الثالث.. هل نسيتِ؟))

تراخت يدا ريتاج عن ذراعه وعينيها المحدقتين بوجهه تدركان الوهن والعجز الذي بدا جليًا على تقاسيمه رغم سخطه.. وسرعان ما كُسرت نظراتها أرضًا وهي تقول له بتيه مفعم بالأمل الكاذب

((اسأل يا بني أي شيخ متخصص لعله يجد سبيلا لعودتكما))

قال لها وفيق مستهجنًا

((أمي هل تريدين أن نخترع ديننا جديدا؟ لقد انتهينا أنا وناردين للأب))

مالت ريتاج بجذعها للأمام ليزداد انحناؤها انحناءً وتغمغم

((ماذا الآن ستقول للولدين عندما يعرفا؟ كيف يمكن أن يتقبلا انفصال والدهما بعد أكثر من ستة وعشرين سنة من الزواج))

تأمل وفيق أمه بوجه فاتر.. جامد.. مُخدر.. دموعها لا تهون عليه لكنه لم يقدر على مواساتها.. ففي هذه اللحظة هو من يجب عليه أن يتلقى المواساة والندم يلتهمه على ما نطقه.. فهمس بخفوت

((أمي راعي ناردين وأنا سأحضر طبيب لتشخيص حالتها))

اندفع لشرفة المنزل حيث الأجواء الباردة، وضرب بقبضته على حافة السور لأكثر من مرة وبدء الاحمرار والاحتقان يشعا من وجهه..

هل حقها نطقها وطلق ناردين؟ ناردين!

زوجته لأكثر من عقدين ونصف وأم ولديه الاثنين؟

أحس بأن مشاعره الثائرة التي تغلي في صدره توشك أن تجهز عليه!

===========================

بعد مرور خمسة أشهر..

كانت سماح وخطيبها شادي جالسين على احدى في الحديقة العامة الخالية تقريبا من وجود أحد غيرهما.. وغاصين في نقاش محتد بينهما عن استئجار المنزل المستقبلي..

بحجم المسافات "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن