بحجم المسافات "مكتملة"

35

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚

المشهد الخامس والثلاثون

عصرًا..

عاد شهيد للشركة ودلف لمكتبه فتبعته مياسة للداخل.. رسمت ابتسامة حزينة على محياها ثم اقتربت منه هادرة بصوتها الأنثوي المعاتب

((هل تعرف كم كنت قاسيا عليّ طوال تلك الأيام الماضية يا شهيدي؟))

لم يرد عليها بل انتشل أوراق كتب عليها شيئا ما عليها بشكل متعجل.. فعقدت حاجبيها لتقول بانكسار وعدم تكلف

((لماذا تتجاهلني؟ شهيدي.. ثم قل لي متى ستنفصل عن زوجتك المنفصل عنها منذ سنوات!))

تسمرت يد شهيد ليرفع رأسه لها يحدجها بنظراته الغامضة.. رأي التخبط في وجهها ومع ذلك حافظ على صمته وثبات نظراته وهو يقول

((لماذا تسألين يا أنسة مياسة؟))

لم يعجبها رسميته معها كمحاولة سخيفة منه بأن تعود علاقتهما إلى سابقها، كمدير ومساعدته فقط لا غير.. فاستجمعت أنفاسها ثم تدفقت الكلمات بجدية تامة من بين شفتيها المنتفختين بطبيعتهما

((شهيد تعرف أن علاقتنا هكذا لا تجوز أن تبقى خارج إطار شرعي))

التوت زاوية ثغره بابتسامة متهكمة عليها! إذن تريد منه أن يلبس معها لباس الطهر والعفاف بعدما فشلت بجره ليغرق معها إلى أذنيهما في الخطيئة!

أولاها ظهره ليجلس بأريحية على كرسيه.. ثم تساءل بنبرته الواثقة

((لا أظن يا مياسة أن ما حصل بيننا أكثر من حديث متبادل، فعليا لا يرقى لأن نقول عنه "علاقة"))

بقيت مكانها واقفة بوجوم، لكنها استعادت نفسها لتدور حول المكتب ترنو منه وهي تقول

((إذا كان يا شهيد ما يقلقك بفكرة الزواج بي كلام الناس من حولك، فأنا سبق وأخبرتك أن عائلتي موافقة على أن يكون زواجنا سريا بعد أن يحدث انفصالك من تارا بشكل رسمي))

نفذ صبره من عودتها للحديث عن الزواج السري! وكله بسببه! بسببه هو! هو من اقترح عليها مرة بلحظة تهور الزواج منها بعدما ينفصل عن تارا!

رغم أنه لم يقترح عليها الزواج بغرض الزواج، ولكن من أجل راحة ضميرها أمام نفسها، حتى يستطيع استكمال ما كان يريده منها.. فتواجدها معه وإنصاتها له لم يعد يشفي غليله آنذاك، وكان يريد أن يصل إلى مبتغاه منها بأي طريقة حتى لو كان الثمن ورقة لا تساوي الحبر الذي كتبت به، ورغم مرور وقت على ذلك الاقتراح، إلا أنها والى الآن تمسكه عليه وتضل تذكره به..

تابعها شهيد بنظره وهي تجلس على طاولة المكتب بجرأة مقربة منه.. ثم سألها ((هل عائلتك حقا موافقة على هكذا نوع من الزواج!))