13

965 51 10
                                    

.

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚

المشهد الثالث عشر

وقف فؤاد بجانب امه الواقفة أمام موقد النار في المطبخ يحيطها بذراعيه وبطوله الفارع الذي يزيد عن طولها..

التفتت ناردين لجانبها بابتسامة بشوشة وهي ترفع كفها لترتب على احدى وجنته هامسا

((حفظك الله لي يا بني.. أنت واختك وأباك وجدتك))

أحنى فؤاد عنقه ليقبل خدها مدمدمًا

((وحفظك الله لنا يا أمي))

قالت ناردين له بعبوس طفيف داعب مُحياها حينما تأملت ملابسه الخاصة بالخروج

((لن تذهب من هنا إلى عملك قبل تناول فطورك الذي أعدته لك.. هل تفهم؟))

ابتسم بحنو وقال مؤكدًا

((لن افعل يا أمي.. لقد سأمت الخروج من هنا صباحا بمعدة فارغة))

ابتسمت ناردين له برضا هادرة

((جيد.. فأنت تعود فورًا من العمل إلى المطبعة))

وضع فؤاد في الطبق أمامه بعضًا من قطع الجبن والطماطم وحبات الزيتون وهو يقول

((تبدين في هذا الصباح مشرقة يا أمي على غير العادة.. أرجوكِ ابقي هكذا للأبد))

عقدت ناردين حاجبيها وهي تجلس مقابله هادرة بصوتٍ يغزوه الحزن

((لا تقلق لن أعود كالسابق.. لقد كانت فقط هرمونات.. تحسن الأمر وبدأت أتقبل وأتخطى تقدمي في السن))

قفزا حاجبا فؤاد بدهشة فهذه أول مرة تتحدث امه عما تمر به من تغييرات.. ثم ارتشف القليل من كأس الشاي الزجاجي قبل أن يهدر لها بمكر

((لربما يا أمي سبب ما تمرين به هو أنك حامل.. لم تمر تلك أشهر عليك.. صحيح؟))

كتم فؤاد ضحكته قبل أن يهمس بمشاغبة مردفًا

((سيكون جميلا أن نحصل على أخٍ صغيرٍ بعد هذا العمر))

ابتسمت ناردين رغمًا عنها لكنها همهمت بامتعاض ظاهري

((هل ترى أن وضعي يتحمل مزاحك الثقيل؟ أسكت))

بدأت ناردين تأكل من الطبق أمامها وكم تمنت حقا لو كان سبب انقطاع الطمث عنها هو الحمل لا تقدمها في السن..

أركت رأسها بكفها متنهدة ببؤس بينما تبدأ برفع الشوكة لفمها بيدها الأخرى..

تنهدت مرة أخرى فرفع فؤاد أنظاره لأمه وكسى الحزن وجهه..

بسبب هذا الأمر مؤخرا دخلت أمه دوامة من الخوف والقلق.. يتمنى لو يمر الأمر معها بسلاسة ولا يترك تأثيرا نفسيا كبيرا عليها.. ووجود رحيق قريبة من والده على ما يبدو هو ما جعل الأمر يتأزم عندها..

بحجم المسافات "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن