26

902 22 0
                                    

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚

المشهد السادس والعشرون

بعد أسبوعين..

اعتدلت جالسة على سريرها تكاد تشعر بتشنج أطرافها بينما تقول بصدمة تكتسحها اكتساحا

((ما هذا الذي تقولينه يا صباح؟ هل أنتِ متأكدة من أنه طلقها؟))

وصلها صوت صباح على الهاتف متأسفًا ومتعاطفا

((نعم هذا ما أخبرتني سماح به، قريبتك ناردين مسكينة، لم يمضِ على زواجها منه إلا مدة قصيرة ولكن هذا لم يردعه من فعل ذلك))

تمتمت بصوتٍ مخنوق وهي لا تزال على صدمتها

((النذل.. الخسيس.. هل يعقل له أن يطلقني.. اقصد.. اقصد هل يعقل أن يطلق ناردين فقط خوفًا من أن يطلب أحد منه أن يدفع تكاليف المشفى الذي تقطن فيه؟))

أجابتها صباح بغل يستحكم نبرتها

((يفعلها ولم قد لا يفعلها! وسمعت مؤخرًا أنه دفع قضايا نفقة أولاده المرفوعة عليه حتى يُسمح له بالسفر))

انزوى ما بين حاجبيها بتساؤل ((سفر!))

أكدت عليها صباح

((نعم لقد سافر يا مدام تارا.. فقد كُشف بأنه كان وراء تحطيم متاجر أحد منافسيه))

أنهت مكالمتها مع صباح وبدأت تعابير بائسة تسود محياها.. شعرت بأنها على حافة الانهيار فغادرت غرفتها بقواها الخائرة نحو البهو الواسع للمنزل.. وقفت أمام احدى النوافذ وأسبلت أهدابها للحظات بصمت، حيث الهواء المنعش يأتي من النوافذ وتتحرك الستائر تزامنا معه..

الظلم الذي يسري في دمها يجرها لإحساس قاتل.. إنها تتألم.. تأنّ.. الوجع يغوص فيها.. انزلقت دمعة حارّة على خدّها..

فتحت جفنيها بعد دقائق تنتبه لوجود وضع بعض من أوراق شهيد وهاتفه فوق الأريكة.. لا بد أنه كعادته وضعهم برفقة هاتفه ريثما يجهز وجبة طعام خفيفة له معتاد على صنعها..

فجأة تغضنت ملامحها وهي تنتبه مرة أخرى لوجود هاتفه هنا.. عضت طرف شفتها السفلى متسائلة ما العيب في العبث بهاتفه قليلا! تفتيش هاتفه هو أفضل طريقة لمعرفة إذا ما كان هناك سبب لرغبته في الانفصال عن تارا..

ألا يجب عليها طوال فترة وجودها في هذا البيت أن تحاول قدر الإمكان أن تساعد في عدم هدم هذه العائلة؟

اقتربت من الأريكة بحذر وأخذت الهاتف ثم أسرعت فارة من المكان.. دلفت لغرفة النوم وأغلقت الباب خلفها لتفتح هاتفه.. لكن سرعان ما تسرب الإحباط لها لوجود رمز سري في هاتفه..

حاولت أن تجرب لعدة مرات فتحه بأرقام سرية مختلفة من ضمنه نفس رقم تارا السري، بلا فائدة.. بخيبة امل استدارت تفتح مقبض الباب تعتزم على إعادة الهاتف مكانه إلا أنها شهقت وهي تجده واقفًا أمامها بوجه متجهم.. تمتمت بارتباك

بحجم المسافات "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن