6

1.1K 58 2
                                    

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚

المشهد السادس

فتحت مياسة مساعدة شهيد التي بدأت عملها هنا منذ سنة أحد أجرار مكتبها ثم أخرجت عطرًا غالي الثمن ذو ماركة معروفة..

انتصبت واقفة أمام مرآة الجدار تتفحص تصفيفة شعرها وزينة وجهها، كروتين معتاد قبل دخولها غرفة مكتب مديرها..

يجب أن يراها في أجمل صورة.. عليها على الأقل أن تكون بمستوى جمال وأناقة زوجته مصممة الأزياء المشهورة..

بدأت نثر العطر على نفسها بكميات مبالغ بها حتى تكاد تفجر نزوات أي رجل قد يقترب منها..

رتبت هندامها لمرة أخيرة قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا وتفتح باب المكتب بدون حتى أن تطرق عليه..

أوصدت الباب خلفها بهدوء وهي تمشط بعينيها شهيد الجالس وراء مكتبه ومنهمك بكميات الأوراق أمامه.. فكعادته عندما يغرق في العمل لا يشعر بأي شيء يدور من حوله..

اقتربت منه وقبل أن تضع الأوراق التي تمسكها على الطاولة.. لامست جانب عنقه بأناملها بحركة مغرية بينما تهمس

((تفضل يا شهيد الأوراق))

انتفض شهيد من مكانه على الكرسي بعيدا من حركة يدها المُفزعة.. والمُحفزة في نفس الوقت..

مرت ثانية عليه كان يتنفس فيها بقوة ليتيقظ من أنها مياسة.. مساعدته.. التي عادت تقرب يدها لكتفه برقة متسائلة بلهجة تفيض غنجا ودلالا جعلت جسده يتصلب

((ما بك يا شهيد؟ هل أخفتك؟))

انكمشت ملامحه وابعد كتفه في نفورٍ جلي من اقترابها وكأنها قمامه قد ألقيت عليه.. ثم قال بازدراء عارم

((لا تحاولي الاقتراب مني يا مياسة.. لو سمحتي))

رفرفت مياسة برموشها وابتسمت بإغراء بينما ترد

((كما تريد يا شهيدي))

امتقع وجه شهيد عندما قامت بتدليل اسمه.. فتنحنح قبل أن يسألها بصوتٍ فاتر

((ماذا تفعلين هنا؟))

أجابته مياسة وهي تشير للأوراق التي وضعتها على المكتب

((لقد أحضرت لك الأوراق التي طلبتها بالأمس مني بعد مراجعة الأرشيف))

كانت أثناء حديثها معه تلدغ بمعظم أحرف الهجاء مذابة بخجل مفتعل.. فشعر بالغثيان من صوتها ونطقها المنفر قبل أن تردف له

((أريد أيضا تذكريك بالحفل الذي ستقيمه زوجتك الليلة احتفالا ببدء إطلاق موقع شكرتها الإلكتروني حيث سيتواجد الكثير من رجال الأعمال هناك))

بنهاية حديثها اقتربت منه ورفعت أناملها بغية تعديل ربطة عنقه المتراخية.. إلا أنه منعها مجددا من الاقتراب أو فعلها.. قبل أن يقول لها متلعثما بارتباك

بحجم المسافات "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن