38

1.1K 62 10
                                    

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚


المشهد الثامن والثلاثون

في الصباح..

تململت تارا مكانها مستشعرة ببرودة التكييف تصفع جلدها.. رفعت الغطاء تواري باقي جسدها ودست نفسها أكثر في أحضانه حتى يتسرب لها دفئه.. تخللت سنوات الهجر والجفاء السابقة بينهما مرات قليلة حصل بينهما تقارب، إلا أنها في نهاية كل مرة كانت تستيقظ لتجد نفسها مستلقية فوق السرير وحيدة، وكأنه حصل على ما يريد منها وتركها ليعود الجفاء والبعد هو ما يصف ويسكن علاقتهما.. لكن هذه المرة، ما زال يكبلها بيديه.. حتى أن أنامله الآن ارتفعت لتنغرس في شعرها الأسود فتنهدت باسمه ((شهيد..))

همهم لها بكلمات غير مفهومة لتسأله

((هل أنتَ مستيقظ؟))

فتح ببطء عينيه ليطل عليه وجهها المشرق وعينيها المتألقتين.. ثم همسها الناعم

((صباح الخير، سأغتسل ريثما يتم تجهيز الإفطار))

كبل ذراعها بيده يعيدها مستلقية ثم قال بهدوء

((تارا.. لقد طردتُ مياسة من العمل في الأمس))

شعر بتصلب ذراعها، بقيت صامتة للحظات طويلة قبل أن تدير رأسها وهي تقول له بجمود

((لماذا تخبرني؟))

حافظ على ملامحه الهادئة وهو يجيبها

((أردتك أن تعرفي بأني ما كنت لأقلل من احترامك بجعل امرأة مثلها تبقى على قرب مني))

تشدقت بمرارة لاذعة

((حسنًا.. هذا جيد))

رفع أحد حاجبيه يبادلها التهكم

((لماذا تتحدثين وكأنك لم تبرمي عقدًا مع ذاك القذر بدون الرجوع لي؟))

أجابته بجمود وعينيها تتألقان بألم جلي

((معك حق كان عليّ الرجوع لك أولًا))

فغر شهيد فاه قليلا، يستغرب إذعانها بخطئها بهذه البساطة، بل يستغرب اعترافها بأنه لم يكن عليّها فعل ذلك دون الرجوع له! طالت نظراته المشدوهة لها.. لتكمل تارا

((صحيح أني لا أحب أن يتدخل أحد بعملي ولا أحب أن اخلطه بأمور شخصية.. لكن كان عليّ الرجوع لك في موضوع وائل خاصة وأنه صاحب ماضي قذر وسوابقه تشهد، سأحرص على ألا يكون هناك تواصل مباشر بيننا))

خيّم الصمت للحظات بينهما وشعرت باسترخائه.. قبل أن تكمل متسائلة بتردد

((إذن.. هل حقا طردت مياسة بدون منح أي فرصة لها للتواصل مجددا معك؟))

أجابها بهدوء وهو يعتدل جالسًا

((نعم، والسبب لأجلي أنا قبل أي شيء أخر.. فالخائن يخون نفسه واحترامه قبل أي شيء))

بحجم المسافات "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن