************************************
(*تتوالى الأيام وتمر منا من يمضى فى تحقيق حلمه ومنا يودع حلم عمره ، ولكن الحياه تمر ولا تتوقف )*
وقفت تمارا فى المطبخ تجلى الصحون ودموعها تنهمر على خديها ، لاتعلم لم تبكى على حلم حياتها الذى ضاع أما على مجهول ينتظرها ،،أما لرؤيتها المدعو ياسر تسرى الرعب فى اوصالها ،، ولاتستطيع منع نفسها من التفكير فى حازم.. هل حزين  مثلها ؟؟ أو عقبة حياته انزحت من طريقه للأبد
تنهدت بحرقه من النيران التى تندلع بقلبها
_دلفت إخلاص ونظرة لبنتها ومصمصت شفتيها :  " وبعدين معاكى يا بت بطنى هتفضلى كده كتير "

_أجابتها تمارا وهى تنظر لصحون : " أنتى عايزه منى ؟؟اللى كنتى عايزه عملتوا وريحتك سبينى فى حالى بقى "
_قاطعتها بصوت بارد خالى من التعاطف وحنان الأمومه:" اللى انا عايزه ده الطبيعى يا قلب امك ولا انتى كنتى هتقعدى عمرك جنبى .. والمحروس بتاعك محدش سمع صوته "
_تمارا بصوت متحشرج من البكاء : "  عمرى كله ده أيه ؟؟ ده انتى حتى مستنتيش اخلص كليتى ، وقولتلك ميت مره حازم مفيش حاجه بينى وبينه "
_دلف راضى إلى المطبخ ونظراته تحمل الشماته رفع حاجبه مستنكراً  : "جرى أيه منك ليه انتوا مش هتخلصوا رغى بقى فين الغدا ورايا مشوار "
_إخلاص بربكه : "  حاضر يااخويا حاضر ثوانى ويكون جاهز "
راضى ضحك واسترسل بمكر : " بسرعه بقى يا  إخلاصى "
ارتسمت أبتسامه ساخره على وجه تمارا: "  دلوقتى  بقت إخلاصى !!!!"

*******************************
*فى عصر نفس اليوم *

_جلست وسام وسهيله على اريكة غرفة المعيشه بيد كل منهم كوب من الشاى يتحدثون بحزن على حال أخيهم وكسرة قلبه قطع حديثهم  جرس الباب ،، قامت سهيله صوب الباب  وضعت حجابها على رأسها بأهمال :
" حاضر .. حاضر"  واسترسلت" مين بره ؟؟"
هتف الصوت من الخارج : " أنا بشار زميل حازم "
_مدت يديها وفتحت الباب وطالعها وجه بشار المبتسم
_سهيلة بأبتسامة هادئة حركت رأسها بأحترام  :"اهلا حضرتك ثانيه واحده اندهلك حازم "
_رفع بشار عينه يتفحصها وهو يدقق النظر بها همسه بخفوت : أيه الجمال ده !!
_رفعت حاجبيها بأستنكار :  أنت بتقول أيه حضرتك ؟؟!"
_حك موخرة رأسه و بأبتسامه هادئه : " بقول المشوار كان طووويل اوووى بس الحمدلله وصلت "
_أومات برأسها وضيقت فتحت الباب : دقيقه واحده هقولوا
_حازم من الداخل "رمقه بأستغراب وهتف ""بشار!!""
: بشار تعالى اتفضل ادخل ياصاحبى .. ده أيه النور ده ...أول مره تعملها "
_بأبتسامه واسعه وغمز بعينه بمكر : ومش أخر مره أن شاء الله ..ياعم فينك قافل الفون من إمبارح حتى الشركة مجتش وأنا ادور عليك كده يامعدوم الأنسانيه ..
_ساد الصمت بينهم للحظات تنهد بثقل : " مش قادر حاسس انى فى سباق ومش بوصل لنقطة النهايه ..مش عارف أعمل حاجه .."
_ أعتدل بشار فى جلسته وخبط على رجليه  : " أنا لسه عند رأى ياصاحبى انت لازم حتى تعرفها "
_قاطع كلامهم دخول سهيله تحمل صينيه به  كوبان من الشاى وضعتهم أمامهم بأبتسامه هادئه همست بخفوت : " الشاى يا حازم "
_رفع بشار نظره يطالعها ومد يده يلتقط كوب الشاى وهتف : " ده أ حلى شاى ده ولا أيه !!!!"
_ارتبكت سهيله ونظرة إليه بخجل وطأطات رأسها بأرتباك  : " عن أذنكم "
_حازم  جز على أسنانه وهو يلكزه بكتفه : " ما تلمى نفسك ياجدع هو انت قاعد فى شارع ؟؟ ! "
_تأوه بشار بألم بهتف بغيظ : "  ياجدع أنت ديه أيديك ولا رجلك .. طب مش تعرفنا مين ديه ؟!!"
_اجابه حازم بأمتعاض : " سهيله ،، ويلا اشرب الشاى وامشى ..وأشوفك بكره فى الشركه "
_توسعت عين بشار وهو يقرص مقدمة أنفه : " سهيله دي العيله اللى كنت بتوديها المدرسه ،، لا ده أنا كنت كبرت والحاجه عندها حق ولازم أتجوز بقى "
_مد حازم يده يجذب معصم بشار وألتقط كوب الشاى منه : " انا شايف كده تلحق تروح للحاجه .. قوم يا بشار هو ناقص "
_اقتراب بشار من حازم يطبع قبله على خده : " حبيبى يا ابو نسب امشى أنا بقى "
_تنهد حازم ونظر للأعلى و : " عملت أيه ربى فى حياتى ؟؟ عشان ابقى مبتلى كده "
_نهض حازم واستدرا صوب الباب وهتف:" يا جدع صاحبك على عيب بقى .. حبنى مش كده "
اغلق حازم الباب خلفه وحرك رأسها يمين ويسارا وهدر ده اللى كان ناقصنى جنان بشار ...

*******************************
فى فيلا  "ال عمران"

فى مكتب عمران انتبته حاله من الغضب العارم يجول الغرفه بلا توقف ، طفح الكيل من أبنها ومن النزواته والتستر على مصائبه،
ومن تعريض أسم العائله لفضائحه ،صر أسنانه بغيظ من لا مبالاة أبنه وهدر بها بحده :"
حلو اوى" وسيم عمران" اروح اطلعوا من الاقسام وش الفجر والبيه ولا همه ولا على باله المصيبه اللى هو عملها
_تتأفف وسيم وهتف : " يابابا محصلش حاجه لكل ده الموضوع سوء تفاهم ..ومش بعيد حد من المنافسين هو اللى زق البت ديه عليا أنا كنت مروح وهى اللى طلبت منى أوصلها ويدوبك وقفت العربيه فى وسط الطريق أسالها على العنوان ،، الظابط الرخم ده جه ،،ولأنى رديت عليه بطريقه مش كويسه عمل محضر بفعل فادح فى الطريق "
_عمران بصوت خشناً وصلباً :" محصلش حاجه !!! عمران بيه يقف يتحايل على ظابط ابن أمبارح.. لولا كلمت حد من الكبار ولا صحفى والصور اللى معاه "
_سحب بيده الظرف واخرج مابه من صور وقذفها فى وجهه صور فادح داخل سيارته وهدر به : " انت عارف الصور ديه لو وصلت الصبح فى الصحافه اسهم شركتنا كانت وصلت الأرض "
_التقط وسيم الصور وحدق بها أتسعت عينه من دقة الصور  وحكه مؤخرة رأسه  : "وده أكبر دليل ان حد بيدور ورايا "
_زفر عمران وهدر به : " ولما انت عارف مش عامل حسابك ليه ؟؟؟ جوه العربيه يابيه !! قرر وأخدته واسمعه كويس الأسبوع الجاى هنروح نخطب ليك وده اخر قرر يا وسيم وبلاش تخلى عمران رجل يتعامل معاك "
_زجر وسيم احمرا وجه غضباً وارتفعت نبرة صوته  : " يعنى أيه الكلام ده ؟ هو أنا عيل صغير عشان تختار وتحدد وتخطب ليا .."
_استدار وسيم وأستاذن والده وداخله غضب عارم  يناوى معرفة من وراء الفضايح والمصائب التى تقع على رأسه ، من يحسب عليه خطواته وأنفاسه ...

***********************************

فى مكتب وسيم يتحدث بالهاتف وأمامه الحاسوب ينجز عليه أعماله . ثم أنهى المكالمه ومد يده يغلق الحاسوب نظر إلى الجالسه أمامه ، غرس أسنانه فى شفتيه السفلى .وتنهد بضيق ومد يده للأمام وأسند معصمه على مكتب ولوى شفته ساخراً فهى باتت روتين يومى صباحى تعيد نفس الحديث سئم منها وهتف :"
جرى أيه يا نيره ؟؟ أنت هتسيبى شغلك وتقعدى هنا تزنى على دماغى كل يوم  "
نظرت إليه وتصنعت البراءة : " وبعدين بقى يا وسيم ده كلام نهائى من عمران بيه بعدين البنت مالها لكل الرفض ده "

هدر بها وسيم :"هو انا عيل عشان يختار هو ..
أفنان !! مالهاش بالعكس بنت محترمه جداا وقمة فى ذوق والأدب إذا كنت هى أو أخوها  !!"
زفرت نيره ولعبت بخصلات شعرها الأسود الفحمى  وهتفت :" يابنى عشان تعرف  هو عمران بيه بيدور غير مصالحتك ...
أولا الصحافه هتنساك
ثانيا أفنان ذى ماأنت قولت متربيه وبنت ناس أوى وسيبك من حوار الطبقات ده ..
بعدين تعالى هنا فين وسيم عمران اللى مش بتقف بنت قدامه "
_فرك مقدمة جبينه ووارجع رأسه لوراء يفكر فى كلام نيره وفى الخطوه القادمه ثم أعتدال فى جلسته ورفع حاجبه وهتف بها " كل إلا أنك تشككى فى قدرة وسيم عمران يانيره ، أقتنعت انا يا ستى ومووووافق عليها

يتبع .......

*********

نسج العنكبوتWhere stories live. Discover now