جزء 2

312 8 1
                                    

نسج العنكبوت
الفصل الثانى

*قلبى واهنٍ من نزول دمعتك...

فهل تسمح لى الأيام بمحوها؟؟!

_دلف حازم إلى  الشركه بعد أن أوصل فاتنته وأخته  ولج للداخل إلى  مكتبه .."مكتب المدير المالى"... بدأ فى مراجعة الحسابات الخاصة بالشركة ..أوراق التصالح الضريبى ..صب تركيزه على الأوراق والمستندات

_دفع باب المكتب بحده دلف  بشار محاسب الشركة .."بشار"
صديقه من الثانوى،..والده سبب فى عمل حازم فى الشركة .. توسط له للعمل فى الشركة منذ أن كان طالب جامعى نظراً لظروفه".

رفع حازم نظره عن الأوراق ،نظر له بجمود ثم أستئناف تدقيق المستندات

_بشار بإستنكار  :أيعقل هذا .. شفاف أنا !!!

وضع حازم قلمه ورفع نظارته الطبية ورفع جانب حاجبيه  : "خير على الصبح ف أيه داخل بتطلع نار ليه "؟؟؟

_أجابه بسخط : "الأستاذ طبعا ولا على باله طالما الأنسه أفنان وصلت الشركة.. يبقى حضرتك كنت شغال تاكسى الغرام"

_ضحك بداخله فبشار صديقه يعلم ،،على يقين بحبه لتلك الجميله الكل يعلم سواها
_أجابه حازم بمرح : "الأعتراض فين مش فاهمك!!!"

_قطب بشار ما بين حاجبيه أشار لملفات بيديه  وضعها على المكتب  : "الإعتراض أن النهارده كان فى اجتماع .. مع عميل مهم وال deal بتاع النهارده كان هيفرق ف ميزانية الشركة السنة ديه خصوصا أن فى خساير الفترة اللى فاتت"
_ وحضرته فجأة قرر أنه يأجل عشان يدرس بنود العقد، اصلا كل حاجه جاهزه وكل شئ مدروس بس هو تلاقى كانت عنده سفارى ..ولاسهره"
_أنهى كلامه بغيط جز على أسنانه

_حازم صمت لحظه تنهد بعمق ارجع ظهره للوراء استند على كرسيه ثم رفع حاجبيه نظر لبشار: "أنا شايف أنك متحامل على وسيم زياده !! حبتين مش ممكن فعلا محتاج وقته يفكر.

_تتطلع له بشار حرك رأسها يميناً ويساراً هتف بسخريه : "أولا أنا مش متحامل عليه. الكل عارف عنه كل حاجه ..أموت وأعرف أنت جايب الثقه ديه منين ."


_بنفس البساطه رد حازم : "ده لأنى عارف ومتأكد أن عمران بيه ..ممكن يسامح فى أى حاجه إلا شغله "

_أومأ برأسه براحه ثم مسح على وجهه هتف:"
أيه يا جدع بقالى ساعة فى مكتبك مفيش تشرب أيه"

_أجابه حازم بأبتسامه واسعه  وهو يعرف رد بشار :"

تشرب ايه؟!!!!

_قهقه بشار بمكر : " اشرب شاى ."

_صدحت ضحكة حازم الرجوليه عالياً :"تشرب ايه "

_بشار هو يطرق طرقات متتاليه على المكتب (بيطبل) :"اشرب شاى"

_حدق به حازم وعلى وجه ارتسم الجمود هدراً به  :"امشى اطلع بره ..على شغلك "
*****************
_عادت الثلاث بنات من الكليات
سهيله وتمارا ف الفرقه الثانية ف كلية الأدب قسم الفلسفه 
وسام كلية حقوق الفرقه الرابعه ...دلفا سوياً من باب البنايه، و وقفوا بجوار بعضهم قبل الصعود الدرج ، يتبادلون الأحاديث..

_وسام بتعب وأرهاق : "أنا يدوبك الحق اخد دوش ..انام ساعتين وافرغ المحاضرات.. عندى حاجات كتير اعملها"

_سهيله بأبتسامه هادئه  : "تعالى  يا تمارا معنا نتغدا مع بعض ..ونظبط محاضرات النهارده مع بعض"

_تمارا أسبلت عينيها بحزن : "لا لا بلاش كفايه اللى حصل المره اللى فاتت هاروح أنا احسن"

_هتفت وسام بغيظ  تضغط على شفتيها من الداخل  : "انا مش عارفه انتى ازاى مستحمله الرجل جوز امك ده ...ولا امك ديه بتحب فى أيه بصراحه الطيور على اشكالها تقع ".

_حدجت سهيلة اختها بنظرات قاسيه تحمل الملامة على كلامها الغير اللائق ..رغم أن كلامها صحيح واضح وضوح الشمس أمها لا تمط بصلة للأمومة أو منذ معرفتها بزوجها هذا....


_تنهدت تمارا بتعب: "نصيب بقى يا وسام كل شئ مكتوب"

_اجابتها وسام بإشفاق عليها : أنا أسفه بجد أنا مقصدتش كلامى"

((فشتان بين الأم الصالحه و الأم الطالحه ))

***************
_فى شقة  "تمارا الشيمى "

_صعدت تمارا إلى شقتها ،دلفت بخطى تعبر عن حالها بملامحها الحزينه ،،رمقة الشقه بنظرة تهكم ..فهى بالنسبه لها خاليه من الحياه، موحشة كئيبة . لم تذق فيها سوى الأوجاع،، الانكسار ،،الذل ،المهانه..
ارهقت روحها ،،نفذت طاقتها زفرت تنهيده حارة من رئيتها ..لتهدئة نفسها..

_  لا ملجأ لها سواها  شقة والدها التى تزوجت بها أمها  بدون علم أهل والدها.. حتى تستمر في صرف معاشه .حتى أن أهل والدها لا يحبونها كما يكرهون أمها ،،ابتعدوا عنهم،، نسوا أنها ستظل ابنتهم..أن الأرحام لاتنقطع بالموت.

_فاقت من شرودها على صوته الغليظ الذى تبغضه اكثر من اي شئ  فى الحياة...راضى فى أواخر العقد الرابع من عمره..لكنه يتناسى سنه بأرتدائه ملابس لا تناسبه فاقعت اللوان ،،يرتدى خواتم وسلاسل  من الفضة بكثرة..

_راضى بسخرية: "أيه مش ناويه الهانم تدخل من عندها ولا أيه"

_نظرت له تمارا بحده ثم اغمضت عينيها لبرهه  هتفت بعنف: " تسمح متدخلش فى أي حاجه تخصنى ومالكش دعوه بحاجه ليا"

_ لوى راضى فمه بسخط  هتف بحدة اكثر:  "لا يا قلب أمك أنا هنا راجل البيت يعنى ستات البيت كلهم يخصونى.. كلمتى تمشى عليهم أنا مش هستنى حتت عيله ذيك تضيع سمعتى "

_زاد تنفس تمارا،، انهيارها هتفت بصوتها العالى : "
اضيع سمعتك!!!!.
ده اللى هو ازاى!!!!
أنا اشرف من أنك تتكلم عليا "

_جاءت إخلاص على صوت شجارها الذى لم يكن جديد عليها لوت فمها فهى تعلم بكره ابنتها لراضى ...ترى فى نفسها أن أبنته لا توفر فرصه لإستفزازه،، تصنع المشاكل معه...

_زفرت إخلاص بنزق  :"خير يا تمارا فى ايه لصوتك العالى كل ده وبتكلمى عمك راضى كده ازاى!!!"

_ردت تمارا بسخرية واستهزاء: "عمى راضى ابقى أسأليه أتتى بنفسك .."
تتطلعت  له بنظرات غامضه  يكسوها الألم ،، غصه بقلبها شعور أنها وحيده بهذا العالم يفتك بها،اتجهت إلى غرفتها واغلقت الباب خلفها  "

_زفرت إخلاص وأقتربت من راضى تمرر أصابعها على صدره هتفت بدلال : "معلش يااخويا أهى عيله ومش فاهمه كلامها.. اعتبرها بنتك ،،،غلطت متزعلش نفسك.. ولا تتعصب كده"

_أجابها راضى ساخراً بتهكم : "مين ديه اللى اعتبرها  زي بنتى؟؟ انت اتجنتى يا إخلاص!!.. أنا لسه صغير أنك تقولى ديه زي بنتك "

_توسعت عينيها بأعجاب أقتربت منه بدلال وهمست بخفوت :" طبعا يااخويا صغير أدخل انت ريح فى الاوضه جوه ،،أنا هاعملك كوباية لمون تروق دمك كده." أكملت بغمزه من عينيها

_نهض راضى من مكانه ،،طفأ لف التباغ من يده ، دلف إلى غرفته، يشعر بأنتصارا ،،مدى سيطرته عليها ......

********************

دلفت تمارا إلى غرفتها... أغلقت الباب خلفها تحاول أن تكبت دموعها ...حتى لتندفع شلالات الدموع من عينيها فقد يأست حياتها،، معاملة أمها لها .. صمتت عن التفكير لتغطى وجهها بكفيها، تنهار من البكاء شهقات متتاليه خرجات منها فبكائها منفذها الوحيد من قسوة الحياة ،،انكسارها ،،وجعها .. مجبره على عالمها القاسى هشه ضعيفه،، الحزن يسكن أوصال قلبها لم ترى يوم سعادة فى بيتها.

شعرت بدخول أمها توقفت عن البكاء تكفف دموعها بكفيها .. رفعت وجهها  تتطلعها"

_هدرت إخلاص بهجوم مستنكره  :"وبعدين معاكى هو انتى مش ناويه تبطلى عمايلك؟؟!
ديه ولسانك ده هو الرجل أجرم لما خايف عليكى "

_صرخت تمارا بقوه تضرب الأرض بقدميها :"خايف عليا من أيه!!! هو بس بيزهقنى ف عشتى عايز يخلص منى..هو اصلا يتدخل ف حياتى ليه"

_نظرت لها إخلاص بسخط لوت فمها هتفت: "  طالعه لأبوكى يابنت نعمان ..كان خميرة عكننه كده ..وماله أما يحاسبك ...هو دلوقتى راجلنا ولو فينا حاجه مش هو اللى هيجرى بينا"

_هزت رأسها وتمسح دموعها بكفيها : "أبويا اللى يرحمه لو كان عايش ماكنش ده بقى حالى ...ولا كان حد يقدر يتحكم فيا"
_هتفت اخلاص بحده  مصمصت شفتها  : "وماله حالك انتى اللى موقفه بأيدك كل ما يجى عريس ترفضى حتى من غير ماتشوفى .. واعملى حسابك بحور الهوا الدايبه مش هتنفع...وأنا مش هسكت على حالك وتطفيشك للعرسان كده كتير"

_تنفست تمارا أبتلعت ريقها من مرارة حديث أمها تعلم أنها هشه ضعيفه لكن ماذنبها ؟؟ 
لم تجد من تقوى به يوماً كلما حاولت أن تكون قويه تفشل هدرت بها:"حالى مش عارفه اتنفس فى بيتى.. مش قادره اخرج بره اوضتى.. إلا لو لبسه إسدالى ...وايده اللى عايز يمدها عليا بضرب كل شويه "

_"جوزك ساب شغله ،،عايش عاله علينا"

_زفرت إخلاص بأمتعاض قست ملامح وجهها هدرت بحده : "
بس بس.. اسكتى أيه السواد اللى جواكى  ده الراجل مشروع شغله خسر ..أيه أرميه يعنى وبعدين هيفضل رجل البيت.. قفلى بقى أما اروح اشوفوا بعد كلامك اللى ذى السم ده "
وأستدرات صوب الباب ولجت للخارج واغلقت الباب خلفها بقوه ..
حدقت تمارا فى أثرها، ارتمت على سرير تدفن رأسها به تكمل نوبة بكائها.

***********************
فى المساء فى" منزل الرشيدى"

_ما أصعب أن تصبح جندى وحيدا فى ساحة العراك!!
تخذلك الحياة تحارب
بأبتسامه ،،صبر،،أمل

_وقف حازم فى الشرفه ينظر أمامه بشرود بملامح مرهقه يطوقها الحزن ،،الإنكسار .تنهد بثقل وتهدلت أكتافه سأم الوضع المحيط به ،، كل ما يشغل باله ،،  صوت شجارها مع والداتها يعلم أنها ليس على ما يرام الأن يفكر فى أن الحياة غير عادله .حتى أنه لم يقدر على البوح لها بحبه ،،وجع قلبه فاق الحدود،أنها هى وحدها من تشغل فؤاده، لكن هناك مسئولية اخرى على كاهله ..هما أخواته البنات ، كيف يفكر فى نفسه قبل ان يطمأن عليهم ويعرف مصيرهم.لينتفض قلبه بين اضلاعه من شدة حزنه عليها .صاحبة الطله الملائكيه
يتذكر الاسبوع الماضى 
Flash  back                                                       

_انتهى من عمله مبكرا وعاد ودخل إلى البيت ف حالة أرهاق . لكنه استمع إلى صوت نشيج وبكاء تيقن انها هى مع  سهيله تشكى حالها قهرها من حياتها....

_ طل من فتحت الباب الموارب تأكدت شكوكه.حاول كبت مشاعره وجمحها من الذهاب إليها ،،ضمها إلى صدره لكى يهدأ قلبه الثأئر لأجلها، خرج وناد علي سهيله.. تنبيهاً لهم أنه وصل لكى ليجرح مشاعرها....

_حازم بأبتسامة هادئة عكس ما بداخله:" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

_ولجت سهيلة من الداخل فور سماع صوته وهتفت بحب وترحيب: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيه ده حازم أيه اللى جابك بدرى كده ؟؟وفين افنان ؟

_حازم وعينيه لا تفارق صغيرته : "لا انا كان عندى شغل بره الشركه والحمدلله خلص بدرى مفيش داعى كنت ارجع تانى وكلمت افنان وبلغتها"

_ظلت تمارا تنظر صوب الارض عينيها منتفخه من أثار البكاء يبدو عليها التعب ،،الإرهاق..

_حازم يتتصنع المرح عكس ما بداخله :هو الست تمارا مش بتكلمنى ولا أيه ؟؟؟.

_تمارا بأرهاق جلى عليها بنبرة خاليه من الحياة همست : "أنا لا أبدا ..حمد على السلامه"

_سحب نفسا طويلا محاولاً تهدئت نفسه من النيران التى تندلع بداخله ،، دقات قلبه العنيفه .بسبب حالتها

_حازم بمشاكسه وهو يحك مؤخرة رأسه: "أنا جعان وعايز أكل وواضح كده سهيله هى اللى موجوده ..هى اللى طبخت وانا والله معدتى وجعانى... أيه رأيك نعمل بيتزا هنا فى البيت؟؟ حضرى انتى ي سهيلة وانا هأخد دوش واجى"

_ زفرت سهيلة بغيظ وضعت يدها فى خصرها هتفت: "بقى كده تصدق أنا غلطانه أنى تعبت نفسى عشانكم "
_لمحت بعينيها تمارا تضحك على مشاكسة حازم.. قررت أن تكمل حتى تضحك صديقتها بل أختها وتوأمها ..

هتفت سهيلة بمكر وضيقت عينيها: "أنتى بتضحك على ايه ؟تصدقى بالله بقى عقاب ليكى احنا هنعمل البيتزا ونأكلها وأنتى هتأكلى الأكل اللى أنا عملته"..

_ رفعت تمارا يديها بأستسلام تحاول كبت ضحكتها .. دلفا المطبخ يبدأوا ف تجهيز المقادير ابتسمت تمارا بداخلها لأنه يعلم تحب الشطائر أكلتها المفضلة . وضعوا على الطاوله الأناء .جاهزوا المقادير به .وبدأوا فى العجن والأبتسامه تتسل إلى وجههم ثم أصبحت ضحكات عاليه .

_خرج حازم بعد أخد حماما يزيل تعب قلبه وثقل الأيام وقلة حيلته .ارتدى بنطلون بيتى قطنى لونه رمادى ..وتيشرت بلون نبيتى ..وصفف شعره ، خارج

_ ولج للداخل طالعها بجحابها الزهرى  الذى زاد من جمالها ،ملامحها الصافيه وبريق عينيها، انفرجت اساريره عندما سمع صوت ضحكاتهم بمشاكسة سهيلة وقهقت تمارا عالياً. تسارعت ضربات قلبه . وتاهت  عينيه ف ضحكاتها الصافيه.حاصرها بنظراته ، يود أن يلتهم زفر هو يحاول أن يهدأ ثورة مشاعره ،ضربات قلبه المتراقصه ، أحساسها بعودة روحها المرحه جعل قلبه ينبض بعنف بين ضلوعه ، نوسعت أبتسامته ، هى تستحق ما يبذله من جهد فى محاولة أسعادها...


_هتف حازم بمرح انتوا أبتديتوا من غيرى أنتوا مصممين بردوا تأكلونى من تحت ايد سهيله ؟؟؟

_رفعت رأسها تنظر إليه بهيام وأنفراج ثغرها وتاهت ف أبتسامته الرجوليه ،بحة صوته ، طالته الخاطفه...

_ توردت وجنتيها خجلاً تداركت نفسها وأشاحت بوحهها بعيدا وهى توبخ نفسها على أنها تنسى نفسها أمامه .

ضحكت بأستحياء هتفت بخجل : "لا المؤامرة مزدوجه المره ديه أنا وسهيله "

_سند حازم بجذعه على المطبخ ونظر لها بلوعة  يعترف لنفسه بسلطانها عليه وأن ضحكتها تسلبه أنفاسه. وقلبه بات أسير ضحكاتها

_أجابه حازم يحك ذقنه بسبابته :" لا كده هستنى أدوق وأحكم بنفسى."

_استمروا بين ضحكاتهم والمرح ويتبادلون الحديث بينما يلقى حازم عليها الأوامر ،،الطلبات مستمتعاً بأرتبكها ،،خجلها الظاهر عليها   توسعت ابتسامته هو يملى عليها مايريده فى شطيرته كلما تلاقت عدسته بها يزحف اللون الأحمر لوجنتيها يشعلها خجلاً تسرع بخفض نظرها...انتهوا من  إعداد الشطائر.كانت تمارا تأكل بابتسامة واسعة وتتلذذ. وتصدر أصواتاً تدل علي الإستمتاع

_تاه حازم مع ملامح وجهها الضاحك فهو كطفل صغير وجد أمه بعد ضالته
Back                                                                    

_فاق من شروده على يد سهيله أعلى كتفه وتمد يده له بكوب شاى ساخن وعلى وجها ابتسامة..

_هتفت سهيلة بحب وهى تلتفت صارت فى مواجهته: "مالك يا حازم سرحان كده فى أيه ؟؟

_نظر أمامه تنهد بعجز ينم عما بداخله : "مفيش بس الشغل ومشاكله "

_سهيلة تعلم ما بداخله لا تود الضغط اكثر عليه تعلم أنها تشغل تفكيره .

_هتفت سهيله  بلهفه متسائله :"صحيح فكرت فى الموضوع اللى قولتلى صاحبك" بشار قالك عليه؟؟؟   أنكم تفتحوا مكتب مع بعض فكرته حلو ( المحاسبه ،الأمور القانونيه)
_حازم بإمتعاض الفكرة كانت عجبانى بس كنت خايف لأنك عارفه الفلوس ديه متشاله ليكم.. .ديه اللى الباقيه من فلوس مكافئة ماما اللى اتصرفت لينا.. هتسد معاكم جهازكم .بس اصلا " أفنان" رفضت الفكرة بشدة فقولت بلاش دلوقتى

_سهيلة لوت فمها فهى لا تعلم ما تمر به أفنان فى هذه الاونة الأخيرة....
_ فهى صارت غريبة الأطوار تظل شارده وتهمس في الهاتف كثيرا....
_هتفت سهيلة بحزن : "الفلوس ديه بتاعتك يا حازم أحنا مش صغيرين وعارفين ان فلوس ماما خلصت من زمان.... على تعليمنا ،،البيت ،،خطوبة وسام."


أكملت كلامها بحنو :"كمان أنت لو عملت المشروع ده هتتوسع وتكبر وتجيب أضعاف المبلغ ده أنت شاطر أوى فى شغلك. .وأحنا كمان بقينا حمل عليك و....

_قبل أن تكمل كلامها كان يقاطعها  يأتيها رده معارضا فى إصرار بنبرة تحذير هتف بها:""
سهيلة الكلام ده قولت مش عايز اسمعوا تانى ...أنتى عارفه أنكم أغلى من حياتى.. ..مش بس وصية أمى ليا لا أنتوا النفس اللى بيخرج منى انتوا عيالى مش أخواتى ..أنتوا كنز فى حياتى
الكلام ده لو اتقال تانى اعرفى أن لسانى مش هيخاطب لسانك ..

_اقتربت منه ضمها إليه نظر أمامه بشرود ..

_فهو غير نادم على ما يقدمه أو ما  سيقدمه فهم عائلته ،،أغلى ما يملك ...
**************************
فى مكان أخر تجلس سيده فى أوائل الثلاثينات تستمع لمكره لخطته التى عزم على تنفيذها ليخدع زوجته حتى يجعلها تقع فريسه له لينهشها  ،كان يستند بيديه على ركبتيه وبيده لفافة التبغ  طالعها بطرف عينيه يرتسم على وجهها ملامح النزق ،،الضيق هتف : " فى أيه مالك بس ياقمر أنتى "

لوت فمها بسخط هتفت : " هو أيه اللى مالى ياراضى ؟؟ مش هنخلص من حوار ده أنا زهقت عايزه كله يبقى فى النور "

قلص المسافه بينهم على الأريكه هاتفاً : " الصبر وبعدين النعيم ده كل من وراها أستنى بس أخليها تفك وديعة بنتها بتاعت جوزها وساعتها هتشوفى دلع راضى "

هدرت به : " هو كل شويه نفس الكلام مش عارف تخليها تفكها وتخلصنا "
ضحك ساخراً : " لا ده أنا ليا تأثير السحر عليها ،، بس نتقل ياقمر نأخد حاجه نضيفه ونطلع بجمل بما حمل بس أستنى عليا "

تصنعت الحب وهتفت : " اه بس لو ماكنتش بحبك يا ضاضا "


**************************

فى غرفة أفنان

جلست أفنان على سرير تضغط أزرار الهاتف ..تعبث فى خصلات شعرها عينيها تلمع بالإنتصار من أخذ  تلك الخطوة ..أتاها الرد

أجابها الرجل بفخر : "ألو ..ياأستاذة أفنان

أفنان بلهفه : اهلا ...هاا قولى عملت أيه ؟؟؟ أنت وراه دلوقتى؟؟
أجابها المتصل بأبتسامه :"اه يا أستاذة وراه ..متقلقيش أنتى هاصوره وأبعت الصور للصحافه ..الصحفى بتاع كل مره "

_زفرت وهتفت :"بقولك أيه مش عايزه صور ذى المره فاتت عاديه ..عايزه صور تولع الدنيا ومتقعدهاش أنا عايزه شغل نضيف ..وكمان متقلقش هحاول أتعابك لحسابك .."

أجابها المتصل :"تؤمرى يا أستاذه ..كده الواحد تركيزه يزيد...سلام أنا "

اغلقت هاتفها..ألقت به على الفراش تعلم مدى مقت عمران للصحافه ،نشر أخبار نجله وفضائحه تؤثر على أسهم شركاته   هتفت : "  بقى ورينى يا عمران بيه هتلم ورا أبنك ازاى ؟؟ "

أكملت سامحنى بقى يا وسيم كل شئ مُباح فى الحب والحرب .....

يتبع ........

نسج العنكبوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن