7- سيهون بالدر

2.4K 249 194
                                    


















من هو سيهون بالدر ، او نغل بالدر ، لقيطهم ، ابنهم الغير شرعي ؟

اختلفت الاسماء والمعنى واحد !

هو رجل الصمت ، صُقِل من صِعاب الماضي وقسوة الزمن الطاغي ليحني منكبيه في خضوع ملزماً .

لم تكن الالهه رحيمة بـ أمثاله ، المنكرين الغير مرغوبين ، لم تعطف الالهه بهم لتوجهم بسوء العذاب ، كان وكأمثاله قد حمل الذل بِقوه ، لأن في ميدان الحربِ لم يكن هنالِك مكاناً للضعيف ، كان عليهِ الوقوفِ على أقدامهِ في كُلِ مرةً يقع بِها ، كان عليهِ أن يحتفِظ بِهشاشتهِ لنفسه ، أن لا يكشف المستور وأن يحمي نواياه ، لم يثق بأحد وحتى أباه لم يرغب بمعرفته لِضعفه ، أراد ان يكون أفضلهم حتى وأن كان اكثرهم حملاً .

الكشف عن ضُعفه أمامهم كان أشبه بِمن يخطو الى مشنقته مرحبا بِحتفه .

ولأن سيهون لم يكن الشخصُ الذي يهاب الموت مُطلقاً ، فـ هيهات مِن الذلِ ما عاشه جعله يتمناه في كلِ أيامه ، لأن في كُلِ يوم يوجد حرب وسيموت بها ، ويصحو في الصباح حافِراً صِعاب ما تلقاهُ في مكان مُنقطع الضوءِ مِن فؤاده يرسم القوةِ في ملامِحه حتى يعيشها ، حتى تتشرب في كُلِ قطرةً مِن دمه ، وعِندما ينهض ، سينهضُ  
كـ محارب عظيم يحارب لأجل الظفرِ بنفسه .

كانت طفولته عاديه ، كأي طفل لم يظن للحظة إنَّ الرجل العظيم الذي شاهده يمتطي جياده كُلِ صباح ويعدو خارج القلعةِ هو أباه ولا حتى المرأةِ التي تحدق بِه من شُرفتها ، لقد مقتها منذُ لحظتهِ الأولى ، كانت تنظرُ له بِتكبر وغطرسه ولكن عقلها الصغير لم يعمل ليوضح لها كمِ الغباء التي تفعله وهيّ تفرِضُ سيطرتها على طفل في الخامسةِ من عُمره ، طفل لم يمتلِكُ أدنى ذنب .

هل يجب أنّ تحاسِب طفل ولدِ من رحم الخطيئةِ بغيرِ ذنب أم زوجها الذي كان يعبثُ بخفاءِها أم العاهرةِ التي كانت تمتعه في غيابها ؟ من المسؤلِ هنا طِفلُ الخامسةِ أم رجلُ النضج وعاهرته ؟.

كان يعيشُ مع مرضعته وهيّ أمرآه باغت الأربعين عامِها يسرُ في الأستماعِ لقصصها المخيفةِ منها والمضحكه ، كان يهرولُ بساقيهِ القصيرةِ الى ورشة الاسلحةِ ، كان الهواء الساخن الذي يلفحُ وجهه منذُ البوابةِ يجعله يشعر وكأنه يحدو صوب تنين ، كما سمع عنهُ في قصص مرضعته ، كان يشاهد مذهولاً النيران التي تذوب المعدن ، رائحةِ المعدنِ المُصقلِ وصوت الطرق من المطارقِ وملاقط اللحامِ ، لم يكن كـ الصبيه العراةِ الذين يعملون كذلك ، وكان يسمح لهُ بالتجولِ حيثما يريد ربما يحصل على دفعةً أو أثنتين ربما يتم ضربه لكنه لم يبالي ، كان طفلاً نشيطاً وكان مطيعاً ، لكنه مُطلقاً لم يحذو خارج البوابةِ الكبيره .

سليل بالـدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن