13- قـابَّ قوسـين

2.6K 219 147
                                    




مع شيئ بارد لامس صدرهُ ، شاهد سيهون البوابةِ النحاسيةِ ترتَفِعُ امامه ، كان ذات الطريق الذي جاءَ اليهُ منذ عدةِ ايام ، عندما بدأت حياته ، بعيداً عن اباه بعيداً عن اخوتهِ ، ها هيَّ ذا ترتَفِعُ امامه من جديد .

كان يمتطي خيلهُ البني الذي جاء به ، ربما كان اشدُ هزلاً من جايان ، لا يناسِبَهُ نوعاً ما ، ولكنه لم يبالي ، من الجانِبُ احسَّ بنظرةِ اللوردِ تصيبهُ ، فـ يشدُ على العنان بقبضتهِ ، ويكتِمُ ذلك اللهيبُ الباردِ الذي اشتعل في صدرِهُ .

يحاول سيهون ان لا يفكر اكثر ، عندما انطلق اللوردِ لحقه هو وخلفهم ثلاثةُ من الحرسِ وغادروا بوابةِ القلعةِ ، شعر بالريح تحتضِنُ وجهَهُ تمسح الدموع التي تحاولُ البزوخ من عيناه تلامِسُ وجنته في عطف وتربت عليهِ بمواساةً .

رفع رأسهُ الى السماءِ ، كانت الغيومُ منتشرةً بعدمِ انتظام ولم يكن هنالِك اثرٌ للشمسِ بالرغم من كون ساعةِ الظهيرةِ قد حلت بالفِعلُ ، اخفض نظره الى ظهرِ كاي الذي يبعدُ عنه بضعةِ امتار ، شاهد الرجل بنظرةً ثاقبه رداءهُ الثقيل وشعرهُ الاسودِ المرفوعِ ، هذا هو الرجل الذي يجِبُ ان يثِقُ به !

ينظرُ بهدوء الى عرضِ منكبيه ولم يفقد توازن نفسه ، كان عظيماً ، هو فكر ، بالطريقةِ التي يمتطي بها فحلهُ ، في الطريقةِ التي يحدق بها الى جانِبهُ النظرةِ التي يستحوذ بها ارجاء المكان ، لم يحسده سيهون ولكن تمنى لو قلبت العجله ، تمنى اخذُ مكانهِ تمنى تقمص شعوره يفكر كم هو عظيم هذا الرجل ، عندما كان في جرينهارد لم يكن يرى سوى اباهُ ، والان ، شعر وأنه اضاع سنون عمره على الغبارِ فقط ، كم كان غبياً عندما ظنَّ إنّ العظمةِ موجودةً في شخصٌ واحد ، في شخصٌ لم يرتكب عناء دعوتهِ لزواج اخاه !

كم هو ساذج ، نعم هو ساذج ، لأنه وثق بهم ، لأنه شك لوهلةً انه مرغوب .

عودةً بالنظرِ الى اللوردِ كلاديوس ، وكز خيلهُ على مضض وراح ينافِسُ اللوردِ بالسير ، لم يكن ذات الطريق الذي جاء منهُ  - طريق الغابةِ - كان معاكِساً ، يأخذهم الى المدينةِ ، عندما وصل الى جوارِ اللوردِ وبدأ الاثنانِ في سرعةً متساويه - الشيئ الذي لا يجِبُ على التابع فعلهُ - لا احد يجب ان يتقدمُ على ركبِ سيدهُ - الا انه فعل - لف عيناهُ وحدق في وجه اللوردِ في نظرةً هادِئه وقابل المثل منهُ ولكن بملامح كساها الفِضول .

الا انهُ مِن الواضحِ ان اللورد يعلمُ ما يريد فِعلهُ ، هنالِك شيئ يفيضُ بالمتعةِ واضح من رماديتي عيناهُ ، اشاح هو وجههُ عنه وركز في الامام قبل ان يكزُ خيله مِن جديده وينطلق تاركاً اللوردِ والحرسِ خلفه وتطلع الى الامام اكثر.

سليل بالـدرWhere stories live. Discover now