11- حيثُ لا ينتمي

2.5K 213 140
                                    











في تِلك الليلةِ رأى سيهون في منامهِ مشهدِ جايان ، كان يمتطيه وكأنه فريستهُ ، لكنه لم يفعلُ شيئ له سوى الانحناءِ اكثر ، كانت عيني الفرس انقلبت للونِ الذهبي وانقبض قلبهُ عندما رأى انعكاسه يرتَسِمُ بِها ، شعر بأنفاسهُ على وجههِ واغمض عيناهُ لبرهةً ثم عاد لأبصارِه ، شعر بالضعفِ للحظةً وتأكل الندم صدره وغزى روحه بلا رحمةً فـ مد يدهُ يداعِبُ خصلاتِ شعرِ الفرسِ الدخانيةِ ولكن ما ان وصل اليهِ انقسم رأسُ الفرسِ عن جسدهُ ووقع على صَدرهِ .

لم يشعرُ سيهون بمثل ذلك الضيق في حياتهُ مطلقاً ، كانت انفاسِهُ قد توقفت وشعر برأسِ الفرسِ يتحركُ على صدرهِ ، راقب  بِرعب الدماء التي انصبت من جسمِ الفرسُ والذي وبشكل ما لا يزالُ يقفُ في مكانهِ وشعر سيهون انهُ سيغرقُ بِها ، كان بحر الدماء يفور بِلا توقف من جسدهِ ، وغرق سيهون مجدداً في عدمهِ الضائع .



ولكن عندما جاء الصباح استيقظ براحةً غريبه اجتاحت صدره ، شيئ لم يعشهُ منذ شهور ، فكر ان هذا بسبب الحلم الذي راوده ، لم يَستشعرُ بأي ذعر ولم يفكر كثيراً ، لقد اعتادَ على مثلِ هذهِ الاحلامِ منذُ اصابتهِ في الغابةِ ، ولكن الالم الذي اجتاح مفاصِلهُ عندما حاول النهوضِ من سريره جعلهُ يأن لوهلةً ويعود للتسطح بتعب على الملائةِ البنيةِ ، محدقاً في السقفِ الذي لا يعود مطلقاً لسقفِ حجرتهُ في جرينهارد ومن ثم تذكر نفسه وتذكر ليلةِ امس على وجهِ الخصوص جعل طيف من ابتسامةً - متألمه - يحوي وجهه .

لقد شعر براحةً مطلقه بعد شجاره مع كاي ، لم يذق الظفر ولكنه عاشه ، عندما اطاح به وهب الاخر عليهِ ، جسدهُ يتألم بسببه ولكن روحه تسكنُ في هدوء ، زفر الهواء ولمس شفتاهُ بِشرود ، كانت لا تزالُ منتفخةً ، كان لا يزالُ يشعرُ بشفتيّ اللوردِ ضده ، لقد قبلا بعضهم البعض بجنون ، او ربما كُلِ ما فعلاه كان جنون الشجار ثم التقبيل ثم وفي وسطِ القبلةِ ضرب كاي في صدرهِ اطاحهُ ثم اعتلاه وامتص لسانهُ بِجنون ، رد عليهِ اللوردِ بعد وهلةً وقلبهُ على الارض الصلدةِ المتسخه وقبله مجدداً صاح سيهون من الالم والمتعةِ ، لقد اعتاد على مثل هذا الالمِ ولكنه لم يذق هذهِ المتعةِ مطلقاً  .

وعندما استخدما كامِلُ طاقتهم وقعا على الارضِ بجانِبُ بعضِهِما لاهثين يحدقان بالسقفِ الخشبي ولم يخرج منهما شيئ سوى صوتِ تدفقِ انفاسَهُما .

والان يتذكر سيهون ذلك بوضوح وهو ينقل نظرهِ الى النافذةِ لا يزالُ الصباح في اوجهِ وكانت السماء مليئةِ بالسحب ، بدت حجرتهُ تشبه سابِقتها في جرينهارد ، وجد خزانةً لنفسه ومكتب وسرير فردي كانت صغيره ولكنها دافئه ، لم يطلب سيهون الكثير ، انه هنا لا يختلفُ عن أي خادم أخر في القلعةِ ، ترجل بصعوبةً من السرير وداس على المهِ مهسهساً بـ هذه اللعين يمتلك قبضةً قويه - يقصدُ كاي -.

سليل بالـدرWhere stories live. Discover now