𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟐 : ما يفرقنا بحران

Start from the beginning
                                    

الحب....

كان ذكيا بالشكل الكاف الذي يجعله يؤمن أن الحب فعلا موجود......نادر لكن موجود....لم يكن ذلك النوع متحجر القلب الذي يؤمن أن الحب غير موجود و لاحقا فجأة يقع في الحب كما حدث في معظم الروايات الرومانسية....

لطالما آمن أن قوة العقل لا يستهان بها و بالتالي ....من ينكرون وجود الحب ...إما كاذبون... أو صادقون بعقول متعصبة ثمنها الغالي هو اللاحب....

على الإنسان فقط أن يتعلم النظر حوله.....ربما يجد الحب في قالب يختلف عن القوقعة التي حبس نفسه بها....

و مجددا كل هذا جعل  شعورا غريبا ينتاب سالفاري حيال هذا.....شعور يمكن وصفه بالغيرة....

الغيرة ممن جربوا ذلك....نعم.....لا بد و أنه أمر عظيم....هذا الذي جعل  فيلسوفا كنيتشه يصفه قائلا بأنه دوما في كل حب يوجد بعض الجنون...و بعض الجنون منطق......

أمر عظيم الذي جعل أفلاطون يصفه قائلا أن لمسة من الحب تجعل العاشق شاعرا.....

المنطق و الجنون جمعهما الحب ؟.....العشق يجعلك شاعرا ؟...ألا يستحق الأمر أن يحسد البعض عليه.....؟

أم فقط لأنه يملك روح التنافس و السبق نحو العلم...نزعة لا واعية منه تدفعه نحو الرغبة لتعلم كل ما لايعلمه؟....

تساؤلات....تساؤلات.....

كل مرة يقوده عقله للغرق في أمور كان ربما يجدر عليه التعامل معها بسطحية أكبر....

بدأت بأغنية....فقط أغنية....

إستغرق الأمر من سالفاري بضع أغان أخرى حتى وصل لحيهم.....كان يبعد شوارع قليلة عن الجامعة  وحوالي 20 دقيقة سيرا على الأقدام و هو يفضل الذهاب بنفسه أو أن يستقل الحافلة حين يكون متعبا....

حي هادئ بمنازل جميلة مختلفة الأحجام و الأشكال...الشيئ الوحيد الذي تشترك فيه كلها كانت الحدائق الأمامية و الخلفية ....

منزل كروفا كان وسط الحي و معظم سكان المنطقة كانوا يعرفون والديه ...كونهم يملكون أكبر صيدلية هنا......لكن سالفاري لا يخالط الكثير هنا ....لقد ترعرع هنا و مع ذلك لا يحب تكوين علاقات مع أقرانه من الجيران كونه درس مع معظمهم في مرحلة من المراحل و يملك نظرة عن شخصياتهم التي من الصعب أن تتوافق مع خاصته...

عادة يستغرق الأمر من سالفاري لائحة واحدة كاملة من الأغاني ليصل للمنزل..و هذه المرة أيضا نفس الشيئ فقبل انتهاء الأغنية الأخيرة كان هو على عتبة حديقتهم حيث سيارة والدته مركونة على الجهة اليمنى و سيارة والده على الجهة اليسرى فعلم أنهما في الداخل....لذا نزع سماعات الأذن و أعادها لمكانها ثم أخرج مفاتيح المنزل تزامنا مع وقوفه أمام الباب....

ثوان حتى فتح الأخير فاستقبلته رائحة الطعام جاعلة من تقضيبة خفيفة ترتسم على جبينه....

الوقت مبكر....لما تطبخ والدته الآن؟....

نظارات و وشومWhere stories live. Discover now