°القتل الرحيم°

82 8 7
                                    

لطالما تستمر الحياة وتركض أمام أعيننا بحلوها ومرها، بقساوتها وليونتها، بأخطائنا وإصاباتنا، ونركض معها.. ولكن ما يمكن أن يقسم ظهر البعير عدم تمكنك من الركض مجددًا، أن تقف عند نقطة واحدة لتجد كل شيء يركض ما عداك، كل شيء أجلت موعده -لثقتك التي لا تعرف من أين جئت بها أنك ستعيش يومًا أخر- قد ذهب مهب الريح، فجأة تذكرت مجال دراسي لم تدرسه لأنك كنت تريد النوم أكثر، قهوة كنت تريد أن تحتسيها مع صديق لم تراه منذ مدة وافتقدته، كتاب لم تقرأه، جلسة عائلية كنت تتهرب منها دومًا، كل هذا يذهب في غمضة عين، لثقتك الزائدة في أقدار لا يعلمها إلا الله

استيقظت من النوم فزعة، أحلامها تزورها مجددًا، لم تعد تزورها كل يوم كما في الماضي، فقط عندما تشعر أن شيء سيء سيحدث كما تشعر الأن

نادت على الخادمة لتساعدها بإرتداء ملابسها لتذهب لمركز الباليه لربما ينشغل عقلها قليلًا وتتوقف أفكارها عن النَخِر في رأسها، لتلاحظ الخادمة ملامح وجهها الغير مطمئنة..
-أنستي، هل أنتِ بخير؟ هل اتصل بالطبيب؟

-لالا، أنا بخير لا تقلقي، فقط معدتي تؤلمني، ليس جرثومة أيضًا لا تقلقي، فقط شعور وكأن شيء سيء سيحدث.

انتهت من ارتداء ملابسها ليقلها السائق إلى مركز الباليه وبمجرد أن دخلت تبعتها مساعدتها لتطلعها على الجديد..
-أنستي، هناك حالة قتل رحيم جديدة ولكن لا يمكنها أن تأتي، لذلك هل تستطيعين الذهاب إلى المشفى للزيارة؟

-جهزي بعض الأزهار، فقد كنت أشعر منذ استيقظت.
اومأت لها مساعدتها لتتركها وتجهز كل شيء من أجل وجهتها وتذهب ترتيل لتطمأن على المتدربات بابتسامة ودودة كالعادة

بعد قليل من الوقت أخذ السائق ترتيل إلى المشفى الذي لم يستغرق وقتًا ليصلوا له، لتذهب معها مساعدتها ويصعدا غرفة الحالة معًا

وصلا للغرفة لتسأل مساعدتها عن الإجراءات اللازمة أو الوقاية ليخبروها أن تدخل فقط لا بأس ولكن منعوهما من إدخال الزهور، ليتبادر في عقل ترتيل "بداية مبشرة"

دخلتا معًا لتجد ترتيل شاب صغير يتمدد على الفراش متصل بكل الاجهزة التي يمكن أن يتصل بها مريض، لترسم ابتسامة وتلقي تحية ودودة..
-مرحبًا، كيف حالك؟ هل تعرفني؟
ليومئ لها وينظر للمرضة لتنزع جهاز الاكسجين من على وجهه ليستطيع التحدث

-كنت انتظركِ، كنت أمل وصولكِ قبل فوات أوان كل شيء بحياتي.

-لا تقلق، فبمجرد أن سمعت جئت لهنا، لذا هل تستطيع أن تتحدث معي وتحكي لي قصتك؟
ليومئ ويبدأ في السرد

-اسمي هو زاك، تم تشخيصي بمرض نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز في وقت متأخر جدًا، لم يعد بإمكاني التنفس بدون أجهزة أو مغادرة المشفى، لا يمكن شفائي، يمكن أن أموت بأي لحظة، ونتيجة لتدهور حالتي أصبت بإلتهاب رئوي، ووقعت على وصية بعدم الإنعاش إذا توقف قلبي، ولكني أتألم، لا استطيع التحمل أكثر حتى يتوقف، أعاني كل ثانية، لذلك فكرت كثيرًا بقرار القتل الرحيم وحتمًا لن يرفضوا في حالتي تلك، بل سيعتبرونه تخفيفًا لألامي.
كان يحكي بتمهل لضعف تنفسه

الْقَتْلُ الْرَحِيْم||EuthanasiaΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα