°الرقصة الأخيرة°

94 17 7
                                    

خطت مسرح مرة أخرى ولكن ليست ترتيل القديمة ولا مسرحها القديم، مسرح لن تلمس خشبه أبدًا ولن تشعر به بين أنامل أصابع قدميها، مسرح لن ترقص عليه أبدًا

لمست عجلات كرسيها المتحرك خشب المسرح ولن تحلم بأكثر من ذلك، فحتي لو حاولت لمس المسرح بقدميها لن تشعر به بسبب توقف عمل عصب الاحساس في معظم جسدها

حتى وهي تعرف أن حلمها مستحيل العودة ولكن لن تقتله، بل  ستبني من رحِمُه جنين وتهتم به ليصير طفلًا أخر منشق منها

بعد قليل من تأملها الكثير دخل عليها صديقها الوحيد
-ما رأيك؟ حاولت تنظيمه كما تحبي، إذا أحببتي أن تغيري شيء أخبريني فقط.

-لا، هذا رائع أنت تعرفني جيدًا، لم أعدل عليك من قبل ولن أعدل الأن، أنا أثق بك ويبدو أن تلك المدرسة ستكون رائعة وقد أنجزت كل شيء في وقت قصير جدًا، لكن لا تحسبني لا أعرف أن تؤجل أعمالك لاهتمامك بي وبأعمالي، دائمًا ما كنت تحقق وأعلم أنك ستفعل دومًا ولكن الأن اطلب منك الاهتمام بنفسك وترك زمام الأمور لي لأديرها، فما هو قادم لن يكون صعب.. على الأقل ليس أصعب مما مضى.

اقترب منها ونزل بركبته على أرضية المسرح وأمسك بيدها
-اعلمي أني دائمًا سأكون بجانبكِ، وأنكِ راقصة الباليه الأولى والوحيدة في عيناي، كنتِ ولطالما ستكونين.

-كنت دومًا جمهوري الوحيد ولطالما ستكون.

اقسما على عهد الصداقة ولكن لم يستطع كلاهما أن ينسيا الحب الذي جمعهما يومًا ولن يستطيعا تخطيه وإن اقسما ألف عهدٍ للصداقة، ما في القلب سيظل في القلب وإن حاربه مئات الأقدار

-إذًا ماذا ستسمي المدرسة؟

-سأسميها باللحظة التي بدأ عندها كل شيء، سأسميها الرقصة الأخيرة.

بدأت في اليوم التالي الأعمال على كل ساق، كل شيء يجري بسرعة، أعلنوا عن المدرسة في الاعلانات وشهرتها الواسعة جعلت من الناس أن تثق بها ويتشوقوا لرؤيتها حية من جديد في مسرح لرقص الباليه، واستخدم هو أيضًا شهرته ومعارفه ليساعدها في نشر الأمر، فتدفق عليهم المتدربين من كل حدبٍ وصوب

اختارت الاطفال الصغيرة للتمرين كمبتدئات وهذا سيكون تخصصها، واختارت المتمرسات من الأكبر سنًا لمساعدتها في التدريب وللتمرن أيضًا بجانب عملهن، وبدأ العمل بالمدرسة والاستعداد للمسرح

بدأ العمل في المدرسة على قدمٍ وساق وكانت هي تدرب باخبار الفتيات الصغيرات ماذا يفعلن وكيف يتحركن وكانت معها إحدى المتدربات تحركهن جسديًا إذا فشلن في فهم ما تأمرهن به ترتيل

كانت الفتيات مليئات بالطاقة وماهرات بالرقص ويطعن كل ما يقال لهن، كانت ترى الأمل بهن وحلمها الذي حُرمت منه يتجسد بهن، كن كنجمات صغيرات يتوهجن في سماء حلمها المظلمة البعيدة

الْقَتْلُ الْرَحِيْم||EuthanasiaWhere stories live. Discover now