°CIPA°

103 14 4
                                    

في اليوم التالي بلغها أيضًا خبر وجود ضيف جديد في قاعة مناقشات القتل الرحيم
لم تخفي دهشتها فلم تكن تظن أن الحالات ستأتي بسرعة متوافدة هكذا ولا أنها ستشتهر بتلك الطريقة، ولكن كل من أعطته أمل تقريبًا يكتب عنها على صفحات التواصل الاجتماعي والجميع يراه والجميع يشاركه لذلك يصل لأكبر عدد

-أنسة ترتيل يجب أن تأتي بسرعة إلى القاعة.
جاءتها إحدى العاملات لديها مهرولة تشهق

-ماذا هناك؟ اهدئي.

-سترين حالما تصلين، فأنا لم أفهم من النظرة الأولى والأمر عصي على التعبير.

توجهت ترتيل إلى القاعة تقود كرسيها المتحرك بسرعة وعندما طلبت من الفتاة أن ترافقها رفضت، بمجرد أن دخلت القاعة وجدتت شاب صغير يجلس على أحد المقاعد

-كيف حالك؟
ألقت التحية عليه فهو لم ينتبه لدخولها وكأنه لم يشعر بحركة كرسيها على الأرض

لم يرد الفتى عليها، لذلك سألته مجددًا..
-ما اسمك؟

لم يجيب عليها وبدى لها غريبًا للغاية صمته مخيف وكأنه ينتظر قنبلة أن تنفجر وربما لن يرمش وقتها

أدخل إحدى يديه في جيبه وأخرج منها ولاعة
-ممنوع التدخين هنا.

لم يرد أيضًا لتقترب منه لتعنفه لأنه أثار غيظها، فوجدته يشعل الولاعة ويضع يده فوق النار وينظر لها ولا يرف له جفن

-أنت ماذا تفعل؟ هل جننت؟
كانت فزعة بحق تظنه مريضًا نفسيًا لا جسديًا يستحيل معالجته ولكنها تجهل كل شيء عنه

-أنا لم أجن، ولكن أنا لا أشعر بشيء.

-مـ مـ ماذا؟!

-اسمي سيو وو يونج، أنا من كوريا وأعاني من مرض عدم الاحساس الخلقي بالألم مع عدم التعرق باختصار متلازمة CIPA، أظن هذا يفسر تصرفي الغريب الذي جعلكِ تعتقدين أني مجنون.

صمت ثم أردف..
-وهذا يفسر أيضًا فزع مساعدتكِ لأنها رأتني رأسي تصتدم بقوة..

.....
-هل أنت بخير؟ أين تتألم لأساعدك؟

-لا أعرف.

-كيف لا تعرف أين تتألم؟!

-لأني لا أشعر بألم، لا أعرف أين يتألم جسدي.
.....

كان يتذكر ما حدث ويرويه لترتيل..

-ثم وجدتها هرعت فزعة مبتعدة عني.

-أعتذر بالنيابة عنها.

-لا لا، أخبريها بأسفي أني أفزعتها.

اومأت ترتيل، ثم تحدثت..
-أخبرني عن مرضك.

-عالمي ليس بارد أو حار، أنا لا أشعر بشيء لا خطر ولا ألم معرض للموت في أي لحظة، بل إن الاطباءة يستمرون في قول أن وصولي لسن التاسعة عشر ولم أمت لهو معجزة، الاغلب يموتون في سن الثالثة، ولكن والداي اكتشفا مرضي وأنا عمري سنة لم أكن أبكي كالأطفال الأخرين لم أكن أمرض أو هذا ما ظناه من مظهري الخارجي، قلقت أمي كأي أم ولدت حديثًا ولا تفهم الخطأ في ابنها.

الْقَتْلُ الْرَحِيْم||EuthanasiaWhere stories live. Discover now