°چيزيل°

163 29 18
                                    

حركة واثنين على المسرح

-ترتيل يجب أن تستيقظي.

ثلاثة وأربعة بجانب المؤديين

-لقد مضى أسبوع وأنتِ في المشفي ولا تستيقظي.

خمسة وستة وتصفيق الجمهور وتحيتهم في الخاتمة

لحظة ماذا؟ أسبوع وهي في المشفى! كانت تظن أنه ثاني يومٍ لها، لما لا تستطيع الرد عليه؟ لما لا تستيقظ؟ لكنها تسمعه جيدًا، ولما هي في المشفى منذ أسبوع؟

رعشة أصابت جسدها ونسيان مؤقت وعادت لها ذاكرتها، هي لن ترقص مجددًا، هي عاجزة، هي لن تلمس خشبة المسرح، هي..

-لاااااا.
أول صرخة لها منذ الحادث، أول مرة تستيقظ وأول مرة يعطوها مهدئ، لم تكن تدرك أن هذا سيلازمها لثلاث أشهر قادمة

تستيقظ كل يوم تصرخ، ولا تهدأ سوى بالدواء، تعيش على السوائل في يدها، لم تتحدث مع أحد بل لم تسمح لها الفرصة لتكون مستيقظة سوى أن تصرخ وتنام مجددًا

ثلاثة أشهر لم يبارح مكانه فيها ويحدثها وأحيانًا تسمعه لكن لا تستطيع الاجابة، أقر الاطباء أنها حالة نفسية بسبب صدمتها من الحادث وفقدان قدرتها على الرقص.. شغفها

قالوا له ليس الكثيرون من يمرون بتلك الصدمة النفسية ويشفون منها، ولكن هو أمن بعكس ذلك، هو لا يؤمن إلا بها، هو يكفر بكل اعتقادات الاطباء ويؤمن بها وحدها، يعلم أنها ستجتاز هذا يعلم أنها قوية ولكن لم يكن يعلم أنها ألحدت عن قوتها لم تعد تؤمن بها، فقدت الرغبة في الاستيقاظ، لما ستستيقظ وما كانت تستيقظ من أجله ولى!

تحلم بتلك الرقصة المفضلة لها والتي قضت على شغفها لتصرخ مستيقظة لا تحلم إلا بها وكأن إلحادها بقوتها تطلب معقابتها بخلودها بجحيم الحادث لتحلم به كل يوم ولا شيء غيره، تتوق لنعيم رقصها بشغف ورقصاتها الأخرى وانتصاراتها وجوائزها ولكنها ألحدت يجب عليها أن تؤمن لتستحق نعيم شغفها

ظلت تسارع في أحلامها حتى قررت أن تتوقف عن الصراخ فلن يعيدها على أقدامها إلى المسرح، كانت تظن أن صراخها تمرُد على شغفها الذي قتلها وقوتها التي ألحدت بها ولكن تمرُدها لم يقابل بالخضوع

وبعد ثلاثة أشهر استيقظت بدون صراخ لتجده كعادته منذ الحادث هو فقط المتواجد بغرفتها

:

عاد شون في اليوم التالي ليجد ممرضة تلملم ملابس وأشياء ترتيل
-أين أنتِ ذاهبة؟

-إلى المنزل، لقد جلست هنا بما فيه الكفاية أريد أن أعود إلى منزلي، المشفى لمن يأمل الشفاء وكما نعلم هذا لن يحدث لي ولا في أحلامي.

لن يناقشها هي فرغت من نقاشات الجميع حولها وكأنها عاجزة عن اتخاذ قرار بنفسها لكن ما أثار ابتسامتها الساخرة أنها عاجزة بالفعل

الْقَتْلُ الْرَحِيْم||EuthanasiaWhere stories live. Discover now