°Cystic Fibrosis°

49 8 4
                                    

"يكفى أن تغير حياة واحدة لتكون قصتك، حياتك، موتك يستحق"

هذا ما فكرت به ترتيل بعد قرائتها لرسالة سام، قصة سام تستحق أن تُحكى ستغير حياة الكثيرين حول العالم وهذا كان غرضها من البداية نشر تلك القصص عن طريق جذب من يريدون القتل الرحيم، لكنها ظنت أنها ستستطيع إنقاذ الجميع دومًا، ستنشر نجاحاتها فقط، ولكن أحيانًا عليك التصديق بفشلك كذلك لتشعر بمذاق النجاح الحقيقي عليك أن تتعثر في طريق الفشل، لذلك لا بأس بنشر قصة سام التي ماتت موت طبيعي وليس قتلًا رحيمًا

حياة سام كانت تستحق فهي لم تضيعها هباءً، لقد واصلت المحاربة لأجل حلمها وبرغم أن كل شيء حولها كان ينهار ويأمرها بالمغادرة والاستسلام ولكنها كانت تحاول حتى الرمق الأخير، لذلك يجب أن تجعل حياتها هي أيضًا تستحق لدعم تلك القضية

موت سام استحق، فبمجرد سماع الكثيرون أنها حاربت للنهاية سيكون استحق، حتى أنها غيرت حياة ترتيل وفكرتها عن النجاح الدائم، لذلك فكرت أنها يجب أن تجعل موتها هي أيضًا يستحق بتلك القضية

بعد رحيل شون وبقائها بمفردها طوال الليل تفكر، نادت أحد الخدم في المنزل..
-من فضلك، ساعديني لأرتدي ملابسي وأخبري السائق أن يتجهز.

لتتفاجئ الخادمة
-أنستي، هل تعلمين كم الساعة الأن؟

-نعم، أعلم، من فضلك ساعديني فقط حتى لا أشعر بالشفقة على نفسي أكثر من هذا.

ساعدتها الخادمة بارتداء ملابسها والجلوس على الكرسي المتحرك، لتنزل للسائق وتطلب منه الذهاب لمدرسة الباليه خاصتها، وطلبت من الخادمة عدم إخبار والديها أو صديقها أو مساعدتها

دخلت المدرسة وكانت الساعة الرابعة فجرًا، طلبت من السائق مرافقتها للداخل ليشعل لها أنوار قاعة الرقص ووضع إحدى اسطوانات الموسيقى وبعدها طلبت منه أن ينتظرها في الخارج

أصبح الجميع قلقًا عليها، تصرفاتها مريبة فكلما تخرج من أزمة تدخل بغيرها، لا يعلمون هل ذلك يجعلها أقوى أم يهدم حصونها، لذلك أرادت الخادمة إخبار أحد أو الاتصال بأحد وكذلك أراد السائق، ولكنهما حاولا احترام إرادتها التي سلبت منها لمرة وسيحرصان بنفسيهما ألا يصيبها أذى

أغمضت عينيها مستمتعةً بالموسيقى وتجعل كرسيها يدور في شكل حلقة لربما تستعيد شعور الرقص ولو في مخيلتها، تريد استعادة شعور الغثيان الذي كان يصيبها عندما تعلمت الدوران السريع لأول مرة، لطالما كرهت هذا الشعور وتمنت إختفائه ولكن الأن تريد استعادته باستماتة، فأحيانًا بعض الألام تغنينا عن أخرى أكثر منها قسوة، كرهناها ولكننا لن نستطيع استعادتها واستبدالها بما نقبع به حاليًا من ألم أقسى

وصلت مساعدتها في موعدها لتتفاجئ بما تراه ويحكي لها السائق ما حدث، لتتصل بسرعة بشون ليستيقظ فزعًا ويأتي مهرولًا..

الْقَتْلُ الْرَحِيْم||EuthanasiaDär berättelser lever. Upptäck nu