°تلف الأعصاب°

93 15 5
                                    

"لن يستطيع أحد سرقة شبابنا وتدمير حلمنا وروحنا التي تنبض بالأمل طالما نستيقظ كل يوم ونتنفس"

كان هذا موضوع اغنية شون الجديدة الذي استلهم فيلمها التصويري القصير من ترتيل وكل من مثلها مع لمحة سياسية صغيرة، فليس المرض فقط ما يسرق الشباب بل حرمان الناس ومهاجمتهم، ليس المرض فقط ما يجب محاربته بل الناس وأراءهم أيضًا

شاهدت ترتيل الفيلم التصويري للاغنية ولم تصدق ما فعله من أجلها، حتي وإن لم يخبرها هي تعلم أنه يقصد به رفع معنوياتها وأمالها وأنه يساند قضيتها

أرسلت له رسالة نصية تخبره عن مدى امتنانها وأنه سيظل صديقها مهما حدث، ليخبرها هو أيضًا أنه سيساندها أبد الدهر كما فعل منذ سنوات 

:

عادت إلى واقعها من جديد لتتذكر سؤال إيلا..

-أردت أن أعود كترتيل القديمة القادرة على ابهار الجميع برقصها، وليس ترتيل العاجزة صاحبة الكرسي المتحرك.

ذهلت الفتاة من ردها ولكن كما أخبرتها لن تعلم حتى تشغف بشيء، وشعور ترتيل أسوء منها لأنها أدمنت الشغف بالرقص وهي الأن في مرحلة انسحابه من جسدها 

الشغف كالادمان ما إن يتمكن منك حتى يتحكم بكل خلية بك، والحرمان من الشغف كانسحاب المخدرات من الجسم يقود إلى الجنون.. والانتحار، والمعالجة منه مؤلمة حد اللعنة لأنه يتطلب منك التخلي عن ما كان يخدر واقعك الأسود لبعض الوقت لتعود مرة أخرى تلعن ما حولك، حتى بعد المعالجة منه تظل حذرمن كل شيء حولك لأن اصطدامك بأي شيء يخص شغفك يمكن أن يؤدي إلى انتكاسة وأنت لا تريد أن تحارب مرة أخرى وتتألم الضعف، أما المحروم من الشغف من الأساس فهو كالذي لم يجرب الادمان في حياته لم يتأذى وليس مجبر على العلاج منه وتجربة شعور خسارته

-هل جربتِ أن تحترفي الكتابة، إيلا؟

-لم تجذبني.

-بالضبط، جذبك كل ما بالخارج، أردتِ أن تحترفي هوايات ليست متاحة لكِ، جذبكِ الحرمان لدرجة أنكِ نسيتِ ما هو متاح لكِ، الحرمان من الشيء دومًا يرغمكِ على الانجذاب له، تلك قاعدة الحياة.

-ماذا سأكتب؟

-أي شيء يخطر ببالكِ، الكُتّاب يكتبون عن كل ما حرموا منه، يمكنكِ أن تعيشي أحلامكِ وتجربي هوايات من خلال الكتابة، الكتابة روح أخرى.. رئة تمنح الاكسجين لكل من حُرِم شيء.

تنهدت ثم أكملت..

-لقد قرأتي الكثير يمكنكِ البدأ في أي وقت، صدقيني لقد اخبرتني صديقة من قبل أن الكتابة حبل نجاة المنتحر تدفعكِ لشاطئ النجاة بقوة، اخبرتني أن الكتابة أنقذتها من الموت واتمنى أن تنقذكِ أنتِ أيضًا.

ضغطت ترتيل على زر التحكم في الكرسي الخاص بها ليأخذها للخارج، بينما وقفت إيلا في غرفتها مندهشة، كيف لشخص غارق في اليأس والرغبة في الانتحار أن يقاوم بتلك القوة.. نعم ترتيل مازالت غارقة في يأسها وتصارع كل يوم رغبتها في الانتحار ولكن لا أحد يعلم وهي لن تتكلم حتي تقتل تلك الرغبة أو تقتلها

الْقَتْلُ الْرَحِيْم||Euthanasiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن