فيجيبه مراد بإرهاق: ما عملتش حاجة، يادوب جهزت أكلات الأسبوع، وبطّل كلمة ميدو دي.

- ولا كأني سمعت حاجة! اغسل لي الخضار طيب عبال ما أغير وآجي أعمل السلطة.

- مش غاسل حاجة، غير واعمل سلطاتك على مهلك.

- ده إيه الجبروت ده! طب يا ميدو يا ميدو.

- هتقول يا ميدو هقولك يا ميشو.

زفر هشام بقلة حيلة ناظرًا لأعلى وأهدر بضيق: والله أمهاتنا دول بيحطونا في مواقف!

- بطّل فلسفة وانجز.

- بأه كده يا مولانا بتستغلني!

- بأه بستغلك! طب وراك ماتش تسييء بعد الغدا، هتسيأ الصالة كلها يا حلو.

تقلصت ملامح هشام يتصنع البكاء، فتحرك مراد بضع خطوات ثم التفت إليه راجعًا وقال: آه، لما تغير هدومك ابقى البس بجامة قديمة شوية عشان ما تتبهدلش في التسييء...

قالها مراد وركض فارًّا فتبعه هشام إلى حجرته وتقاذفا الوسائد بصبيانية وفي الأخير ضربا كفيهما معًا وهما يقهقهان...

فيعود من شروده ضاحكًا بقهر ولا زالت عيناه تنتحبان بصمت، ثم ينظر إلى أحد الأركان يرى نفسه جالسًا أمام مراد عاقدًا ساعديه أمام صدره مرتلًا بهدوء: «كَانَ النَّـاسُ أُمَّـةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اْللَّهُ النَّـبِيِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّـاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَ اللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم...

سكت قليلًا ثم قال: «أَمْ حَسِبْتُمْ...

ثم سكت مجددًا، فلقّنه مراد: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ »

- «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ...

- «وَ لَمَّا يَأْتِكُم»

- «وَ لَمَّا يَأْتِكُم...

قالها هشام وسكت مجددًا فزمجر مراد وصاح فيه: ده حفظ ده! اتفضل راجع عليها تاني.

- راجعت والله!

- أنا عمّال ألقنك حفظ إيه ده! روح راجع عدل عشان لو ما سمعتش عدل المرة دي هعلقك في المروحة.

- في المروحة مرة واحدة!
كن حليم يا سيدنا الشيخ، اشمعنى شباب المسجد! ليه كده بتقلب عليّ وموريني الوش التاني، ده انا حتى بحبك.

- وأنا كمان والله!

- وأنا كمان دي تقولها لحبيبتك يوم ربنا يهديك وترضى تتجوز.

(سيظل عشقك مرادي)   By:NoonazadWhere stories live. Discover now