- تقريبًا المستشفى كلها بتدعيلها وفى اللى بيصلى عشانها

تبسم بخفة وهو يقول :-
- عشان دكتورة نبض طيبة وقلبها نقى بتساعد كل اللى محتاج ومحبوبة بين الناس ، طيبتها وحب الناس ليها وأن عمرها ما أذت حد يخلوهم يدعولها

دمعت عين "نادين" بضعف وهى تقول :-
- هى فعلاً عمرها ما أذيت حد

مسح دمعتها بلطف وهو يبتسم بخفة مُساندًا لها ببسمته لتبتسم له بضعف ، وأشتعلت نيران الغيرة بقلب "سارة" وهى تراه مُقرب من هذه الطبيبة وعادت غاضبة للأعلى ، خرجت ممرضتين بوجه عابس وقالت أحدهن :-
- مبروك جالك ولد

- ونبض
قالها بهلع شديد ، نظرت الممرضة لصديقتها بحزن ونكزتها كى ينصرفا معًا ، لم يفهم لما تهربا من الجواب عليه عن حالة زوجته ليفتح باب غرفة العمليات وخرج التوريل أولًا وخلفه الطبية ليُصدم الجميع حين رأوا الغطاء الابيض على وجهها يعلن وفأتها ولم يظهر من جسدها شيء سوى أصابع يدها اليمين من الجانب ، هرع الجميع بصدمة نحوها وسقطت "جهاد" باكية وتوقفت قدم "يوسف" عن الحركة وهو يحدق بالجثمان ليقول بصدمة ووجع :-
- دى مش نبض

رفعت "صباح" الغطاء ليظهر وجه الفتاة ولم تكن "نبض" ليتنفس الصعداء وهو يقول :-
- نبض وعدتنى مش هتسبنى

أخذت الممرضة الجثمان فسأل الطبيب بضعف وقد فقد كل قدرته :-
- نبض

تبسمت الطبيبة وهى تقول :-
- أقدر اقولك مبروك لأستاذ يوسف جالك ولد وبنت بس البنت حالتها غير مستقرة

تأفف بأختناق وهو يقول صارخًا بقوة :-
- أنتوا مبتفهموش ولا مبتسمعوش ، متحسسونيش أنى بتكلم تايوانى أنا بسأل عن نبض

- ربنا أرادها الحياة لكنها فى غيبوبة

أتسعت عينه على مصراعيه بصدمة وهو يقول :-
- كومة ..

صُدم الجميع حين سمع جملة الطبيبة فتحدثت بأمل :-
- أستاذ يوسف احمد ربنا وأشكره كتير ، إحنا دخلين العمليات وإحنا عارفين أننا هنخسر الأطفال أو الأم وفى الغالب الأم ، ربنا نزل رحمته عليك ورزقك بالأطفال والأم عندها أمل كبير تفوق ، لو كانت ماتت بعد الشر مكانتش هترجع لكن الكومة ممكن تفوق منها سوا بكرة أو بعد أسبوع أو شهر لكنها هتفوق بنسبة كبيرة

- الكومة دى ليه !!

نظرت الطبيبة إلى "فؤاد" وقالت :-
- متنساش أنها أخدت مخدر كلي عشان تولد وهو غلط عليها ، معقول بعد الحرب دى كلها منتظرين ميكونش فى أصابة بسيطة دى حتى يبقى طمع ... عمومًا الولد هيخرج دلوقت لحضرتك لكن البنت هتروح الحضانة وفى دكاترة كتير من كل قسم هيتابعوا حالتها .. ربنا رحيم يا أستاذة يوسف ونزل رحمته عليك

تركهم وركض إلى الغرفة المخصصة لكبار الشخصيات حيث تمكث زوجته ، فتح باب الغرفة ودلف ليراها على الأجهزة الطبية ونظر لها بضعف وعجز وهو يقترب منها ، جلس بجوارها ودموعه تتساقط وهو يلمس يدها بلطف وقال باكيًا :-
- نبض .. وحياة ولادنا ما تسبينى أنتِ حاربتى ووصلتى لحد هنا متسبنيش فى نص الطريق ولادك محتاجين ليكى وأنا محتاجك عشان أقدر أتنفس .. كملى حرب ومعافرة طول عمرك عنيدة المرة دى أنا اللى بقولك عاندى يا نبض وقومى

تساقطت دموعه على يدها فتمنى أن تقظها دمعته كما يرى بالدراما لكنها لم تُجيب عليه لأول مرة بحياته يحدثها ولا تُجيبه ، عاد الجميع لمنازلهم بعد أن أطمنوا عليها وبقى هو بجوارها يراقبها ويسمع صوت بكاء طفله الصغير الذي وضع فى سريره بجوارها فقال :-
- مر ساعتين وابنك صدعنى ، قومى عشان تسكتيه يا نبض

قبل يدها بلطف وقال وهو يمسح على رأسها :-
- أنا سميته رحيم عشان ربنا رحمنى من العذاب وسميت بنتك ملاك زى ما كُنتِ عاوزة وزى ما أنا وعد ملاك ، ملاك مبتعيطش وتعبانة ومحتاجة ليكى .. وأنا وحشنى صوتك وضحكتك يا نبضي ، قلبى فقد نبضه معاكى قومى ورجعيلى النبض عشان أعيش

جفف دموعه وظل بجوارها وهى نائمة ...

                     ____________________________

- بقولك أنا مقدرش أدخل الأوضة ، يوسف بيه قاعد معاها والحارس على الباب وابنه معه جواه ، اللى أعرف أعمله أخلص من البنت اللى فى الحضانة
قالها رجل متنكر فى زى طبيب وهو يتحدث بالهاتف ، اجابه "عصام" قائلًا :-
- ماشي ، أخلص منها وأنا هتصرف فى الباقى

أغلق الخط وتسلل الرجل إلى الحضانة بعد أن خرجت الممرضتين فى المساء تحديدًا فجرًا ، بحث بين الأطفال عن أسم الطفلة التى تحمل أسم "يوسف" أو "نبض" ووجدها نائمة كأسمها "ملاك" والخراطيم الطبية متصلة بها وعلى صدرها ، قطع خرطوم الأكسجين بالمقص ليصنع به ثقب ثم أدخل يده من دائرة زجاجية بالصندوق وأعطى الطفلة حقنة بيدها ثم فر هاربًا قبل أن يراه أحد وكأن يخفى وجهه بيده  حتى لا يظهر أمام الكاميرات .. خرج من المستشفى وصعد سيارته وهرب مُسرعة بعد أن أرسل رسالة إلى "عصام" يخبره بأتمام المهمة ....

                     ____________________________

كان "يوسف" ينظر لطفله الباكى بهلع ودلفت الممرضة لتراه ولم يتوقف الطفل عن البكاء مهما فعله وكأنه يشعر بما يحدث لأخته فى نفس ذات الوقت أصدار جهاز القلب المُتصل بقلب "نبض" أنذار بأنخفاض ضربات القلب ، هرعت الممرضة للخارج تنادى الطبيب وحين دلف كان الصفارة تعلو بأنتظام تُشير إلى توقف نبض قلب "نبض" وهى توشك على الرحيل أو ربما رحلت مع أبنتها ...
بالوقت نفسه أعلنت طبيبة الأطفال خبر وفأة "ملاك" تلك الطفلة الرضيعة والملاك الصغير الذي وقعت ضحية شر وحقد أناس لا تعرف قلوبهم الرحمة ربما أرادت الرحيل مع والدتها إلى عالم أخر ......

                     ____ تـــــــــــــااااابـــــع ..... ____

#ملك_فقيد_الحب
#نور_زيزو
#نورا_عبدالعزيز

رواية : ملك فقيد الحب لنور زيزوDonde viven las historias. Descúbrelo ahora