Part 14

1.3K 142 129
                                    


كانت الرياح تتحرك بهدوء محركة بعض الاشجار التي لم يلازمها الثلج القليل الذي كان يغطي باقي الاشجار و الطرقات .

بناء مرتفع بعدة طوابق ملئها النوافذ الزجاجية بطريقة تدل ان من أسس بنائها ما هو الا مبدع و محترف بعمله ، بينما ارتفعت لوحة عملاقة بطول عرض الشركة بحروف بارزة بعنوان
" مجموعة شركات آل فيلارد " و يحيطها سور مزخرف بطريقة جذابة ببوابة عملاقه ربما ! .

بداخل مبني الشركة كان المكان يعمه الهدوء و الفوضى بآن واحد بحيث انتشر الجميع لتأدية عملهم بكل هدوء و أخرون يسيرون هنا و هناك لتأدية عمل مختلف و منتظم كي لا يغضب رئيس و صاحب الشركة و الذي لا يغضب الا نادراً حين لا يسير العمل بطريقه منظمة، وهم حقاً لا يحبون ان يغضب صاحب الشركة فغضبة أسوأ ما تتخيله عقولهم !

سار بخطوات متململة بينما يتثائب و يدفن يداه بجيوب سترته السوداء الطويلة متجهاً لمكتب صاحب الشركة .

بجهة أخري كان يتجه بخطوات مرتبكة بينما يمسك بملف ذو جلد أزرق بيده بينما يعدل منظارة الطبي بارتباك .. هذا أول يوم له بهذه الشركة المشهورة و هو يشعر بارتباك فظيع اذا ما نجح بالاختبار الاول له بالشركة ..

أخذت أفكارة ترهق عقله المضطرب اذا ما نجح بهذا العمل فبالتأكيد سيصيبه اليأس بعد ذلك فهو لديه أسرته و يجب عليه ان يساندها ..

فجأة أخرجه من أفكارة هو اصطدامه بالمتثائب ليندفع جسدهما للخلف بينما تناثرت الاوراق التي معه فوقهما و هو حقاً لم يجد وقتاً كافياً لإبداء اعتذاره لمن أمامه ، فهو اطلق شهقة مندهشة بينما يلملم تلك الاوراق المتناثرة قلقاً من فقدانه لعمله اذا ما فسدت الاوراق بسببه .. تباً لما هو حظه سئ لهذا اليوم ؟

":_ تيد ؟! .. "

توقف علي لملمته للاوراق المتناثرة علي الصوت الذي شك لوهله انه يعرفه جيداً  ليرتفع بعسليتيه لتلك التي اخذت من السماء طابعاً لها حيث حدق صاحبها به بجبين معقود و كأنه غير راضي لما يراه أمام عينيه ، بينما اردف براون :.. تيد جيرالد ؟ .. ماذا تفعل هنا ؟ "

أنهي تيد لملمة ما سقط منه ليجمعه بسرعة بالملف الازرق  و اعتدل بسرعة ينطق بهدوء بينما يحدق بجهه أخري : بل انت ماذا تفعل هناك يا براون ؟ .. ثم انا هنا لعمل جديد و اتمني ان لا تخبره بالامر .

انهي حديثه تاركاً المكان بعد ان أعطى نظرة محتدة للاكبر و كأنه ليس ذلك المرتبك منذ دقيقة فقط !!

تابعه براون بهدوء قبل ان يطلق تنهيده متعبة ، فعَليه الان ايجاد ما سيقوله لشقيقه الاكبر !

غيّر طريقه لمكتب والده تاركاً المكتب المخصص لادارته بالشركة ليناقش معه شئ ما قبل ذهاب والده بشقيقه لمتابعة حالته الصحية اليوم .

رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمدWhere stories live. Discover now