كانت الرياح تتحرك بهدوء محركة بعض الاشجار التي لم يلازمها الثلج القليل الذي كان يغطي باقي الاشجار و الطرقات .بناء مرتفع بعدة طوابق ملئها النوافذ الزجاجية بطريقة تدل ان من أسس بنائها ما هو الا مبدع و محترف بعمله ، بينما ارتفعت لوحة عملاقة بطول عرض الشركة بحروف بارزة بعنوان
" مجموعة شركات آل فيلارد " و يحيطها سور مزخرف بطريقة جذابة ببوابة عملاقه ربما ! .بداخل مبني الشركة كان المكان يعمه الهدوء و الفوضى بآن واحد بحيث انتشر الجميع لتأدية عملهم بكل هدوء و أخرون يسيرون هنا و هناك لتأدية عمل مختلف و منتظم كي لا يغضب رئيس و صاحب الشركة و الذي لا يغضب الا نادراً حين لا يسير العمل بطريقه منظمة، وهم حقاً لا يحبون ان يغضب صاحب الشركة فغضبة أسوأ ما تتخيله عقولهم !
سار بخطوات متململة بينما يتثائب و يدفن يداه بجيوب سترته السوداء الطويلة متجهاً لمكتب صاحب الشركة .
بجهة أخري كان يتجه بخطوات مرتبكة بينما يمسك بملف ذو جلد أزرق بيده بينما يعدل منظارة الطبي بارتباك .. هذا أول يوم له بهذه الشركة المشهورة و هو يشعر بارتباك فظيع اذا ما نجح بالاختبار الاول له بالشركة ..
أخذت أفكارة ترهق عقله المضطرب اذا ما نجح بهذا العمل فبالتأكيد سيصيبه اليأس بعد ذلك فهو لديه أسرته و يجب عليه ان يساندها ..
فجأة أخرجه من أفكارة هو اصطدامه بالمتثائب ليندفع جسدهما للخلف بينما تناثرت الاوراق التي معه فوقهما و هو حقاً لم يجد وقتاً كافياً لإبداء اعتذاره لمن أمامه ، فهو اطلق شهقة مندهشة بينما يلملم تلك الاوراق المتناثرة قلقاً من فقدانه لعمله اذا ما فسدت الاوراق بسببه .. تباً لما هو حظه سئ لهذا اليوم ؟
":_ تيد ؟! .. "
توقف علي لملمته للاوراق المتناثرة علي الصوت الذي شك لوهله انه يعرفه جيداً ليرتفع بعسليتيه لتلك التي اخذت من السماء طابعاً لها حيث حدق صاحبها به بجبين معقود و كأنه غير راضي لما يراه أمام عينيه ، بينما اردف براون :.. تيد جيرالد ؟ .. ماذا تفعل هنا ؟ "
أنهي تيد لملمة ما سقط منه ليجمعه بسرعة بالملف الازرق و اعتدل بسرعة ينطق بهدوء بينما يحدق بجهه أخري : بل انت ماذا تفعل هناك يا براون ؟ .. ثم انا هنا لعمل جديد و اتمني ان لا تخبره بالامر .
انهي حديثه تاركاً المكان بعد ان أعطى نظرة محتدة للاكبر و كأنه ليس ذلك المرتبك منذ دقيقة فقط !!
تابعه براون بهدوء قبل ان يطلق تنهيده متعبة ، فعَليه الان ايجاد ما سيقوله لشقيقه الاكبر !
غيّر طريقه لمكتب والده تاركاً المكتب المخصص لادارته بالشركة ليناقش معه شئ ما قبل ذهاب والده بشقيقه لمتابعة حالته الصحية اليوم .
YOU ARE READING
رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمد
Action" هل كانت الحياة تظلمني دائماً بهذا الشكل ؟! .. ألا يمكنني الراحة ابداً ؟! .. ألا يمكن ان احيا كما بقية الخلق ؟! .. هل كتب علي ان اعيش حياه مليئة بالصعوبات وفقدان الامل ؟! .. حتي رفيقي الوحيد سيبتعد عني !! .. هل علي تكملة الامر مجارياً لتلك الص...