ارتفع قرص الشمس بالسماء مطلقاً أشعته الدافئة بعد ان كانت السماء غائمة بالايام السابقة و رغم دفئها و انها احتلت السماء هذا اليوم الا ان الغيوم توزعت كجنود يستعدون لحرب طاحنة .!
بالصباح هو استقيظ فها هو اليوم الذي كان يخاف منه و يشعره بالتوتر ، هو من كان لا يحب الغياب عن مدرسته او ترك دراسته مهما كلف الامر ، و الان هو يخاف فقط من ذهابه للجامعة ؟!
ارتفعت يده تفرك بعيناه بنعاس .. هو لم يستطع النوم بالامس لشدة توتره من الذهاب وهو بهذه الحالة اولاً و ثانياً لاختباره الاول بالجامعة !!
استقرت عيناه علي قدميه ليعقد جبينه مقرراً محاولة تحركه بنفسه ليمسك بقدميه و انزلهما أرضاً و من ثم نظر لكرسيه المتحرك باستياء فهو بعيداً عنه و لهذا ..
هو استند علي يديه كمحاولة ليقف الا ان الالم الذي شعر به جعله يعاود الجلوس و ملامح الانزعاج و الالم علي وجهه لتشتد قبضته علي ملائة السرير بغيظ ، فهل سيظل هكذا دائماً ؟!
فتح باب غرفته ليطل براون برأسه بابتسامة عابثة ، فحدق به ألفين و تنهد بملل فها هو الاحمق جاء !!
اقترب براون منه بينما يتحدث : صباح الخير اخي .. هل انت جاهز للعقاب ،، اقصد الامتحان ؟
رمقه ألفين بسخط لينطق بتذمر : انت تحاول اغاظتي لإنك أنهيت تعليمك و تخرجت بينما انا لا ! ولكن صدقني سأكون الاول علي دفعتي هذه السنة و ستري !
لم يمنع نفسه من ابتسامته الساخرة بينما يقترب منه بهدف حمله و مساعدته بالتجهز للذهاب للجامعة الا ان ألفين دفعه بعيداً بإحراج و هتف : ماذا تفعل ؟ .. و أين أبي ؟
لم تزل ابتسامته بينما يجيب بهدوء : احاول مساعدتك كما يفعل أبي .
هز رأسه نفياً فهو حقاً ليس معتاد علي المساعدة سوي من والده رغم احراجة أيضاً منه لانه يتعبه هكذا و الان لن يسمح لبراون بمساعدته !
تنهد براون فهو يعلم ان شقيقه يكره ذلك الا انه يريد العبث معه فقط ظناً ان مساعدته ستكون جيدة الا انه رأي ان هذا لن يزيد شقيقه الا حزناً لحاله ، فابتسم و ربت علي رأسه ناطقاً : حسناً أردت المساعدة لكني لدي عمل و قد نسيته لهذا سأرسل أبي .
انهي كلامة و استدار ليذهب فيما ظل ألفين يتابعه بصمت و داخله يكاد ينفجر فالكل أصبح يعامله معاملة خاصة و فقط لانه .. عاجز عن السير ؟!
بعد ساعة كان يجلس علي كرسيه المتحرك بينما يرتدي قميص أسود و بنطال بنفس اللون بينما ألبرت كان يقف أمام المرآه يضبط ملابسه و يتحدث للجالس خلفه بصمت : ألفين لما كل هذا التوتر ؟
لم يتلقي رداً من المعني الذي كان غارقاً بعالمه المظلم الملئ بالافكار السوداوية التي لا تتركه ينعم بسلامه الداخلي ، فإقترب ألبرت ليجلس قِبالته و رفع كفيه يضعهما علي كتف صغيره و شد عليهما بقوة بسيطة محاولاً إعادته لواقعه مجدداً ، فرمش ألفين بحيرة و نطق يسأل : هل من مشكلة أبي ؟
YOU ARE READING
رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمد
Action" هل كانت الحياة تظلمني دائماً بهذا الشكل ؟! .. ألا يمكنني الراحة ابداً ؟! .. ألا يمكن ان احيا كما بقية الخلق ؟! .. هل كتب علي ان اعيش حياه مليئة بالصعوبات وفقدان الامل ؟! .. حتي رفيقي الوحيد سيبتعد عني !! .. هل علي تكملة الامر مجارياً لتلك الص...