Part 6

1.6K 156 160
                                    


السماء تشتد دموعها غزارة و البرق يضربها بنوره ..

ذلك المبني المرتفع كان يخطو درجاته خطوة تلو الاخري ببطء و اهمال شديد و كأنه طفل يسير بغير هدي علي درجات السلم !

عيناه انطفأت من ذلك البريق الذي كان يضيئها بينما يتابع صعوده و يديه الاثنتين تستندان معاً علي درابزين السلم الطويل ..

توقفت قدماه علي اعلي السلم ليرفع عيناه ببرود للسطح المستوي قبل ان يتحرك ببطء الي ان وصل للحافة ليقف عندها ينظر لذلك الارتفاع الشاهق بهدوء ظاهري ..

الصور و الذكريات تتكاثر بشكل فوضوي .. الالم يعاد و الحزن يتكرر ولا شئ منهما يختفي !!

ارتفعت قدميه علي السور الرفيع الذي يحيط بذلك المبني ليفصل بينه و بين سقوطة حركة واحدة فقط ..

زاد المطر غزارة و اشتد الهواء محركاً بدلته التي ابتلت بالمطر كحاله .. لم يكن يشعر حتي بالبرد الذي ينخر بعظامه و جسدة المبلل .. فأخر ذرة أمل ابقته بالحياه انطفأت الان !

أغمض عيناه و رفع احدي قدميه بالهواء استعداداً للسقوط ...

----

تحركت قدماه بسرعه شديدة بالطريق و عقله يفكر بالاماكن التي قد يذهب اليها رفيقه .. خصلات شعرة البنفسح تناثرت بفوضوية و التصقت بجبينه إثر المطر كما تبللت ملابسه الخفيفة لتلتصق بجسده ولكنه لم يأبه بكل ذلك .. فقط ما يريده هو رفيقه فقط .

توقف فجأه امام مبني عملاق لتعود له احدي ذكرياته حين جاء لهذا المطعم مع آلفين لتتوسع عيناه البنفسجية بقوة ليندفع راكضاً متجهاً لذلك السلم علّه يجده هنا وليس بمكان اخر .

--

بدأ جسده بالسقوط لاسفل بينما يغمض عيناه مقرراً استقبال الارض برحابه صدر ..

جذبه بقوة بأخر لحظة قبل ان يسقط بالفعل ليرميه بعيداً عن السور ففتح آلفين عيناه بتوسع بعد ان وازن نفسه بصعوبه ليتلقي لكمة قوية أفقدته توازنه ليسقط أرضاً يتنفس باضطراب ولم يكن رايان بأحسن حال بينما يتنفس بقوه أكثر بعيون تملأها الدموع التي تخفيها حبات المطر الغزيرة .

":_وغد .. وغد اناني .. تباً لك ".

هتف بعيون دامعة بصوت متألم بينما يجذبه من قميصه مجدداً قبل ان يصفعه حقاً ، فتوسعت عين آلفين بدهشه و حدق به بينما يتحسس وجهه بألم .. يري كم الحزن و الالم بملامح رفيقه الذي يبادله النظرات بعتاب و غضب مستاء تماماً مما كان يفكر به هو .!!

":_اسف .. راي !"

همس بندم وحزن ليندفع الاكبر يحيط جسده بذراعيه ضاماً اياه بقوه ووجهه دفنه بعنقه ليشعر آلفين بتلك الحرارة التي سببتها دموع رفيقه .. الان رفيقه يبكي بسببه ؟!

رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمدWhere stories live. Discover now