Part 4

1.4K 156 211
                                    

امتلأت السماء بغيوم داكنة ، واشتدت الرياح تحرك بقايا الاغصان التي غطتها الثلوج .

لم يتبقي الا أيام قليلة فقط علي احتفال رأس السنة .. أيام قليلة ما تفصل بين انتهاء سنة من حياة البشرية لتبدأ سنة أخري جديدة مليئة بأحداث جديدة و مجهولة .

سار بخطوات بطيئة و أقدامه تنغرس بروية بتلك الثلوج التي تغطي الارض .

كان يفكر بعمق غير واعي لما حوله و يسير بوجهة غير محددة .. و بوسط تفكيره تذكر رايان .. كم تشاجرا الايام الماضية حتي تخاصما !.. هو حتي الان لا يعلم كيف يصالحه .. لقد ظن انها مجرد ساعة و يتحدثان و كأن شئً لم يكن الا انه خاب ظنه حين انقطع رايان عنه تماماً فكلما اتصل عليه يغلق الخط بوجه دون محادثته او الرد عليه ، كما انه حين يقابله يتجاهله مغيراً طريقة و يذهب مع ذلك الفتي الذي يشاركه الغرفة بالسكن الجامعي .

تنهد بقوه و حزن ، و رفع رأسه يحدق بتلك السماء حتي شعر بتلك الكرستالات تتساقط بخفه علي وجهه.

":_ماما اريد هدية الكريسماس !!"

توجه ببصره لذاك الطفل الذي كان يجذب والدته من يدها الي ذلك المحل بينما تتبعه و هي تضحك برقه عليه لتقف معه تنظر للمعروضات خارجاً و تنظر لتحدث زوجها ثم صغيرها .

اخذ يحدق بتلك العائلة السعيدة بهدوء يتذكر أسرته .. هل يجب ان يحضر الاحتفال معهم؟ .. بالتأكيد سيفعل و الا ستأتي والدته خاصةً اليه لتجذبه من شعره حتي يحتفل معهم .

ابتسم لتلك الفكرة التي خطرت علي عقله الا ان ابتسامته تحولت للحزن و هو يتذكر رايان .. عليه مصالحته ولكن كيف ؟!

":_هدية !!... اجل هدية ستكون الافضل .. هدية رأس السنة ! "

ابتسم بسعادة و عاد إليه نشاطه بينما ينطق هامساً بتلك الكلمات المحدودة بينما يدلف للمحل الا انه توقف و اخرج محفظته حتي يرى ان كان المال الذي معه يكفيه ام لا ..

":_ليس معي الكثير من المال .. يا إلهي يجب ان اذهب الي البنك !".

نطق بإحباط ثم إلتفت طالباً سيارة أجرة توصله لإحدى البنوك بالدولة لسحب بعض المال من الفيزا خاصته .

بعد عدة دقائق توقفت السيارة و نزل منها بهدوء بعد ان دفع الاجرة ليخطو لذلك المبني الضخم بملل شديد و انزعاج فالمكان مزدحم و هو لا يحب ذلك الا ان ما يصبره هو رفيقه و مصالحته .

دخل البنك ليضطر للانتظار حتي يأتي دورة فتأفف بضجر و تمتم بسخط :"تباً لك رايان .. انا اضطر لفعل ما لا احبه لأجلك أيها الغبي .."

":_أتُكلم نفسك بني ؟! "
قاطعه صوت ضعيف متعجب لإمرأة مسنة فنظر لها باحراج و ابتسم قائلاً بتوتر : لا شئ جدتي .. انا فقط منزعج قليلاً .

ابتسمت الجدة بخفه و أخذت تسأل بفضول : كم عمرك يا صغير ؟

رمش بإنزعاج يخفيه حين قالت الكلمة الاخيرة لكنه ابتسم بتكلف و اجاب : انا بالثامنة عشر .. انا بالجامعة سيدتي .

رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمدWhere stories live. Discover now