الثالثة. كفاك يا قلب.

986 13 3
                                    

الثالثة من الجزء الثاني.
كفاك يا قلب.
--------------------------

ألم يكفيني خذلان قلبى ممن أحب، لا كأن الحياة تعاندي لتطأ قدمي غرفتي وأجد والدي بانتظاري يجلس على مقعدي المفضل بجانب النافذة أهكذا يراني ياسين وأنا اشعر بخذلانه لي كما أرى ملامح أبي ونظرات الأسف التي تملاء عيناه وانطفأ لامعانها أهكذا أبدو في عين من أحببت وتخلى عني هل أبدو وكأن أثقال العالم سقطت فوق كاهلي أم أنه لم يشعر بحالي كما أشعر بأبي، كادت جنة تبكي وهي ترى وجه والدها بعدما نكثت بعهدها معه فنكست رأسها أرضًا وهي تخفي دموعها وهمست بانكسار:
- بابا أنا.

صمتت جنة فهي حقا لم تجد كلمات تبرر فعلتها بمغادرتها المنزل دون علم أحد وبعد محادثتها لياسين ومقابلته فتنهدت فوجدت نفسها تمد يدها لابيها بهاتفها وسمعت صوتها يقول:
- معدش له أي داعي يفضل معايا.

لم يمد آدم يده لابنته وإنما جلس يتابعها في صمت فوضعت الهاتف على حافة المقعد وتوجهت نحو خزانتها وأخرجت صورة ياسين منها بعدما أعطتها إياها والدتها ومزقتها أمام والدها، فرفع آدم حاجبه بتعجب وأخذ يفكر ماذا حدث لابنته لتمزق تلك الصورة التي تساوي لديها الكثير، وكيف لها أن تسلمه هاتفها هكذا فمد يده لهاتفها وأخذ يبحث في اتصالاتها حتى تأكد ظنه بأنها قد أجرت اتصالًا بياسين، فعقد حاجبيه لا يريد أن ينفلت زمام الأمور منه كالأمس، حينما تأكدت جنة أن والدها تأكد من حنثها بالقسم جلست أمامه أرضًا وقالت:
- أنا عارفة أن أنا غلطانة واستحق أي عقاب حضرتك تشوف أني أستحقه أنا خلاص معدتش هخالفك تاني ولا عمري هتسبب لك فأي مضايقة بس أنا ليا طلب واحد بس بعد ما عقابك ليا يخلص تسامحني وترجع تحبني زي الأول ممكن يا بابا لأني فعلًا محتاجة حبك ليا محتاجة تاخدني فحضنك زي زمان وتنيمني محتاجة تغني لي بصوت حنين وأنا مضايقة لحد ما أروق محتاجة ليك أوي يا بابا أنا مشــ.

شهقت جنة بالبكاء فجأة حينما جذبتها يدا والدها إلى صدره وأخد يربت على ظهرها ويهدى من خوفها الجلي على وجهها وهمس آدم لها:
- أنا مش عارف أيه اللي مخليكِ تقولي أني مش بحبك يا جنة ليه مصرة دايما توجعيني بكلامك بالشكل دا، أزاي تتهميني كده يا بنتي أنتِ كنتِ الأمنية اللي ربنا كافئني بيها بعد ولدتك يا جنة أنتِ نص قلبي التاني.

تشبثت جنة بملابس والدها وأخذت تبكي بألم، فأبقاها آدم بين ذراعيه حتى هدأت فأبعد وجهها عنه ومسح عنها أثار دموعها وقال:
- ليه يا جنة ليه توصلينا للنقطة دي؟

خفضت جنة عيناها وقالت بصوت فطر قلب آدم عليها:
- علشان كنت فكراه بيحبني قد ما أنا بحبه، كنت فكراه هيحاول مرة واتنين وتلاتة، إنما ياسين خذلني يا بابا استسهل الطريق وهرب من أول مواجهة، وأنا مقبلش أبدًا حتى ولو هموت من غيره أني أرتبط بأنسان أسهل شيء عنده يهرب وميدافعش عن حقه، أنا النهاردة عرفت أن قلبي أختار غلط وأن حضرتك كان معاك حق فرفضك ارتباطي بيه.

نفوس قاسية بقلم منى أحمدWhere stories live. Discover now