الحادي والعشرون .أحبك فأقبل مني التحدي.

1.2K 24 1
                                    

الحادية والعشرون
.أحبك فأقبل مني التحدي.
-------------------------------------


صرخات وصرخات تمزق صدري تكاد تزهق روحي متى تنتهي عذاباتي تلك، ها هو يقف أمامها بكل جبروت وظلم آه يا نفسي إلى متى ستظل صرخاتي تدمي جسدي وصياحي لا يغادر صدري أرجوك اتركه ابتعد عنه اقتلني أنا وأبقى على حياته فـ معركتك معي أنا وليست مع قلبي.
- آدم آدم لا مستحيل.

أنتفض آدم من نومه على صوت صرخات سهر فجلس مذعورا ينظر إليها فشعر بالقلق عليها وقد أغرقها العرق وأحس بجسدها ينتفض فمد يده يجذبها إلى صدره يوقظها من نومها وهو يطمئنها:
- سهر أصحي يا حبيبتي سهر أنا معاكِ يا عمري أهدي فتحي عينيكِ وبصي لي يا سهر أنا جانبك متخافيش من أي حاجة.

فتحت سهر عيناها بخوف وحدقت بوجه آدم الممتلىء بالألم فرفعت كفيها تتحسس وجهه وتطمئن بأنه حقا بجانبها وصاحت وهي تنتحب:
- أنت بجد معايا يا آدم معايا يا حبيبي طمني عليك أنا شوفتك وكنت على الأرض وبتنزف آه يا آدم أنا كنت بموت وأنا واقفة عاجزة مش عارفة أمنعه عنك.

واحتضنته سهر بقوة وهي تشعر أنها وإن ابتعد عنها للحظة سيتحقق ما شاهدته في حلمها فحاول آدم أن يبعدها عنه بروية وقال:
- طيب أنا عايزك تهدي بصي هقوم اعملك حاجة دافية ومش هغيب.

صرخت سهر بصوت معذب:
- لا مش عايزة حاجة أنا عايزاك أنت متسبنيش يا آدم وحياتي متسبنيش.

شدد آدم ذراعيه حول جسد سهر المنتفض وشعر بالقلق عليها فأخذ يرتل عليها بعض آيات القرآن حتى هدأت وغفت ولكنه لم يستطع إبعاد يدها عن عنقه، فتمدد إلى جوارها وجذبها إلى صدره وربت رأسها برفق وهو يفكر بطريقة ينهي بها كل مخاوف زوجته التي تهدد أمنها، استيقظت سهر بعد عدة ساعات فوجدت آدم بجانبها مستيقظ ويراقبها باهتمام فوضعت رأسها فوق صدره وتنهدت ببطء وهي تستمع إلى دقات قلبه وقالت:
- مكنتش اتخيل أني أحب حد للدرجة دي فحياتي أو أن الاقي حد يحبني قد حبك ليا يا آدم ساعات بحس أن كان لازم فعلا أحس بكل القسوة دي في حياتي علشان أكون بين أيديك وأعيش الحب معاك دا في النهاية.

لاحظ آدم أنها تحاول تمالك ارتجافها فسحبها إليه وقبلها وقال:
- مش عايزك تخافي تاني يا سهر أنتِ قوية بلاش تسمحي للخوف يسيطر عليكِ تاني.

دمعت عينيها وهي تحاول دفع ذكرى ذاك الحلم عنها ولكنها لم تستطع فهتفت بصوتٍ حزين تقول:
- بس اللي شوفته امبارح حسيته بجد يا آدم أنا حسيت أني شامة ريحته وهو ماسك فيا حسيت أني مكنتش بحلم أبدًا.

أبعدها آدم عنه وجلس معتدلا وجذبها إليه مرة أخرى واجلسها فوق ساقيه وقال:
- لازم تعرفي أن دا مجرد حلم وأنا مش عايزك تفكري فيه خالص.

وحدق بعينيها وغمز إليها وقال يشاكسها:
- بس قوليلي يا سهري أنتِ بتحلوي أوي لما تعيطى والظاهر كده أني وأنا معاكِ هخليكِ تعيطي كتير علشان تحلوي اكتر.

ضربته سهر فوق كتفه بمرح وقالت:
- لا أنت وعدتني متخلنيش اعيط تاني ولا نسيت.

ضمها آدم إلى صدره بقوة وأردف يؤكد:
- عمري ما أنسى أي كلمة قلتها لك ودلوقتي بقى أنا عايزك تقومي زي الشاطرة تاخدي شاور وتجهزي علشان تنزلي معايا وتستلمي شغلك فـ الشركة.

سألته سهر بجدية:
- هو أنت بجد مصمم على الموضوع دا يا آدم أنت عايزني اشتغل معاك.

قرص آدم أنفها وقال:
- طبعا مصمم ومش كده وبس لأ دا أنتِ كمان هَتشاركيني الإدارة وهَتتعلمي كل حاجة علشان تديري أعمالي فأي وقت أحتاجك فيه يلا بقى بدل ما أول يوم يتخصملك مرتب شهر أنا معنديش وسايط في الشغل.

توجهت سهر نحو المرحاض فتفاجئت بآدم يسرع باتجاهها فسألته بقلق:
- في أيه يا آدم مالك متنح كده ليه؟

حملها آدم وقال بانفعال:
- نويت اخصم لي أنا  قبل منك مرتب شهر يا سهورتي.

وعاد بها آدم نحوه فراشهم رغم اعترض سهر ليسكت آدم صوت اعتراضها بقبلاته ليتحول اعتراضها إلى ترحيب وهي تجذبه إليها لتغرق في عالم عشقه.

--------------

جلست منال خلف مكتبها شاردة الذهن وهي تتذكر كيف مر عليها يوم عقد قرانها عليها بالسعادة لها ولاسرتها، فقد بذل هاني كل ما في وسعه لإسعادها ورفعت يدها لتقبل دبلتها وهي تتذكر قبلات هاني لها ووعيده إن حاولت أن تتزين أو تتعطر مرة أخرى بعدما خرجت إليه من غرفتها وقد زينت وجهها بمكياج رقيق لتسلب قلبه فهمست بحب تحدث نفسها:
- مكنتش أعرف أني بحبك أوي كده.

سمعت منال صوت يجيبها ويقول:
- وأنا كمان مكنتش أعرف أنك هتجنيني كده وهَعشقك أكتر من كده وكده.

أدارت منال وجهها حالمة وحدقت بوجه هاني المبتسم وأغمضت عينيها وهمست:
- ياه مكنتش اتخيل أني لما أفكر فيك يتهيأ لي أني شيفاك قاعد معايا كمان ياريتك معايا يا هاني.

أجابها هاني بهدوء:
- أنا معاكِ فى كل مكان يا حبيبتي أنا اصلًا مقطوع لك لحد ما نتجوز.
فتحت منال عيناها تحدق بوجهه بصدمة ومدت يدها تتلمس وجهه فابتعدت عنه بسرعة كمن لسعتها النار وقالت:
- بردوا كده يا هاني توهمني أني بتخيل.
اقترب هاني بوجهه منها وقال:
- طيب ما تيجي نتوهم سوا أننا في بيتنا وخلاص اتجوزنا.

نفوس قاسية بقلم منى أحمدOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz