السابعة.رويدًا يا صدمات فأنا بشر.

1.2K 22 3
                                    


السابعة. رويدًا يا صدمات فأنا بشر.
---------------------------------------

جلس محمود فوق سطح منزله يشعر بأحاسيس مختلطة فما حدث اليوم أفقده اتزانه حاول أن يهدأ ويتمالك أعصابه ولكنه فشل، ففضل الابتعاد عن الجميع وأغلق هاتفه حتى لا يتحدث مع أحد فالغضب بداخله يتزايد ولا يهدأ، وغيرته على حبيبته الصغيرة التي شعر بأن هناك من يتسلل إلى قلبها تنهشه وتستعر بداخله براكين خاف أن تنفجر فيها، فأنزوى بعيدا ولكن ذكرى ما حدث صباحا لا تريد أن تدعه يهدأ فهي تهاجمه بضراوة كأنها تطالبه بأن يثأر منها ولا يدع الأمر يمر مرور الكرام...
فقد كان يجلس في مكتبه يدخل بيانات الاجتماع الأخير على الحاسب حينما سمع جلبة وأصوات عالية بالخارج ليتفاجأ بداليا تقتحم مكتبه وتقول:
- ألحق يا محمود قصدي يا أستاذ محمود الآنسة هايدي أتسرقت أسورتها وهي صممت تفتش كل اللي شغالين فالفندق وو...

حدق محمود بملامحها بحيرة وسألها قائلًا:
- وأيه يا آنسة داليا ما تكملي كلامك.

تصنعت داليا الأسف وأجابته بصوتٍ حزين:
- الآنسة هايدي فتشت شنطة سهر وطلعت الأسورة بتاعتها منها.

هب محمود عن مقعده واقفا وصاح غير مصدق:
- إيه الكلام الفارغ دا يا آنسة داليا مستحيل سهر تعمل كدا وأنا لا يمكن أصدق طبعا.

كتمت داليا غيرتها التي أثارتها كلماته ونظرت إليه باستمتاع لرؤيته مرتبك عاجز هكذا وأردفت:
- لو حضرتك مش مصدق تعالى مكتب الأستاذ عصام الآنسة هايدي لما لقت الأسورة بلغت الشرطة وهما على وصول.

غادر محمود مكتبه وأسرع نحو مكتب عصام وولج بوجه مُشتعل غاضبًا وصاح باستنكار:
- إيه الكلام اللي سمعته دا يا عصام سرقة إيه اللي بتتهموا بيها سهر ما تفهمني وبعدين هي فين سهر أصلًا.

أجابته هايدي التي أحتلت المقعد الرئيسي مكتب عصام بهدوء مستفز:
- وأنت تطلع مين أنت كمان علشان تتكلم بالطريقة دي، وبعدين مالك محموق عليها كدا ليه هو أنا يعني كنت بتبلى عليها دا أنا طلعت الأسورة بتاعتي من شنطتها الحرامية اللي مشغلها الأستاذ عصام علشان تدخل أجنحة الفندق وتنضفها وتسرق براحتها أدام البنات كلها، دا غير أن مافيش غيرها اللي بيطلع ينضف جناح آدم خطيبي وأنا كنت سايبة الأسورة أمبارح فوق وملاقتهاش لما رجعت.

أنفعل محمود بحدة أمام لهجتها المبطنة بمعاني خفيه وتفجر غضبه منها:
- وأنتِ بأي حق تفتشي شنطتها أساسا كان مفروض تستني لما الشرطة تيجي علشان أنتِ مش من حقك تفتشي أي حد.

صاحت هايدي بغضب:
- من حقي أعمل أي حاجة لأني صاحبة الفندق اللي سيادتك بتشتغل فيه ومن حقي أدخل مكتبك نفسه وافتشه وقت ما أحب الظاهر كدا إن ليها شركا هنا وإلا مكنتش تبقى خايف بالشكل دا.

نفوس قاسية بقلم منى أحمدWhere stories live. Discover now