البداية .وهل لي ذنب.

3.5K 39 13
                                    

البداية .وهل لي ذنب.
--------------------------

ارتفع صوت الآذان، فأغلق الحاج خميس محله، واتجه إلى المسجد ليصلي الظهر، مضى بطريقه يستغفر الله، ولم ينتبه في بادئ الأمر لابنه محمود المتجه إليه، إلا حين سمع ندائه فالتفت نحوه فقابله محمود مبتسمًا يقول:
- يا حج كويس أني شوفتك قبل ما أروح على الشغل، أصل أنا يا حج جايلك برسالة من الحَجَّة صفصف، بتقولك متنساش الحاجات اللي طلبتها منك الصبح، علشان تلحق تخلص لك الغدا.

مال محمود نحو والده وهمس مازحًا:
- بقولك يا حج، ما تقفل المحل بدري بدري كده وتطلع، وأهي فرصة هتبقوا لوحدكم، علشان أنا مش هرجع النهاردة زي كل يوم.

غمز محمود بعينه، فضحك خميس وهتف زاجرًا إياه بلين:
- أمشي يا واد يا قليل الحيا، طيب يا محمود أنا هقول للحَجَّة، وأبقى استلقى وعدك منها لما ترجع.

ضحك محمود هو الأخر وهتف متوسلًا:
- لا يا حج كله إلا زعل الحَجَّة، خلاص بقى قلبك أبيض، عمومًا أنا همشي أحسن أتأخر.

دعا له والده بمحبة:
- ربنا يحفظك يا ابني، ويوسع عليك رزقك، بس متنساش تصلي الظهر أول ما توصل، علشان ربنا يبارك لك.

قبل محمود يد والده وهتف:
- أهي دعواتك دي يا حج بالدنيا عندي، ربنا ما يحرمني منك، عن إذنك يا حج.

----------

وهناك في أحد محال الملابس، يجلس يتابعها بنظرات جائعة، فتلك الحسناء تتمنع عليه، وتبتعد كلما أقترب منها، فأطرق ليفكر في طريقة ينالها، فهو فؤاد الذي لم ترفضه فتاة من قبل، فكيف لها أن ترفض تودده إليها؟ ليصيح في العاملين جميعهم، وقد لمعت عيناه بتصميم ورغبة:
- يلا يا بنات نزلوا الرفوف دي كلها، علشان عايز أعمل جرد.

سمع تذمر الفتيات فاستكمل دون اهتمام بهم:
- إيه مش عجبكم، بقول يلا بدل ما أنتو قاعدين فاضيين ومريحين.

ثم نظر إليها وهو يمرر لسانه على شفتيه، ويحك ذقنه بيده، فناداها قائلًا:
- يا سهر بقولك أطلعي المخزن فوق، شوفي الحاجة، واعملي كشف بالموجود، يلا مالك واقفة متنحة كدة ليه.

تجمدت سهر مكانها، بعدما سمعت طلبه، فشعرت بقلبها يئن خوفا، بعدما شاهدت نظراته إليها فزفرت بضيق، وعقبت وهي تعلم أنها لا تستطيع رفض العمل المطلوب منها:
حاضر يا أستاذ فؤاد، بس يعني الحاجات فوق كتير، هو محدش هيطلع معايا يساعدني من البنات.

أجابها فؤاد وهو ينظر إليها بخبث:
- لا البنات مش فاضية، آية هتروح الفرع التاني تساعد، وسعاد وأمنية هيشتغلوا هنا، وسامي هيروح يجيب لكم الغدا، فاطلعي يلا وبلاش تضيعي الوقت.

تنهدت سهر ونظرت إلى أمنية وهمست برجاء:
- بالله عليك يا أمنية تخلي عينيك عليه، لو لمحتيه طالع، اعملي أي حِجَّة واطلعي وحياة والدك أوعي تندلي، أنتِ شايفة بيص لي أزاي، يا ساتر عليه راجل عينيه فارغة.

نفوس قاسية بقلم منى أحمدWhere stories live. Discover now