الثلاثون..جنة آدم.

1.7K 26 16
                                    

الثلاثون. جنة آدم.
-----------------------

لا أمل أبدًا من التحديق إليها ولا أعلم هل بسبب براءة عيناها أم لرقة ملامحها، كم تبدلت خلال الأشهر الماضية فازداد وزنها وزادها الحمل جمالا يكاد يطيح بعقلى، هل يمكن أن تتجسد السعادة حقًا في هيئة أحد أمامك نعم هي تتجسد حقا وأراها والمسها وأعيشها مع سهر فهي سعادتي وملاذي، جلس آدم كعادته منذ شهور يراقب كل حركة تصدر عن سهر ويتابع تصرفاتها فها هي للمرة العاشرة تربت على بطنها وتتحدث مع طفليها نعم طفليها، فهي منذ علمت أنها تحمل توأم صارت تتبحج أمامه أن حدسها صدق بل نادتهما برشدي وعمران، وحاول آدم كثيرا أن يثنيها عن قرارها ولكنها تشبثت بأسمي أطفالى يالها من مشاكسة مخادعة تعلم متى تنال مني مرادها كما تبغي، التفتت سهر إلى آدم وأبتسمت له بهدوء وقالت:
- حبيبي مين شاغل باله غيري.

تنهد آدم بسلام وقال:
- مافيش غير سهري هي اللي شاغلة كل تفكيري هي صاحبة العقل والقلب.

تحركت سهر ببطء فهي تشعر بثقل بجسدها ولكنها أخفت الأمر عن آدم حتى لا تزعجه ولكن نظراته لها أعلمتها بإحساسه بها، فغادر مكانه ومد يده يساعدها لتجلس بجانبه وقال:
- مش حاسة أنك عايزة تولدي يا سهر.

أطلقت سهر ضحكتها المعتادة وقالت:
- مش ممكن مفروض أنا اللي كل شوية أقولك يا آدم الحقني أنا بولد إنما اللي بيحصل العكس أنت اللي كل ساعة تسألني إن كنت عايزة أولد ولا لس، بجد يا آدم أنت حالتك بقت صعبة أوي.

ضمها آدم بحنان إلى صدره وقال وهو يقبل جبينها:
- عايز اطمن عليكِ لأني عارف أنك بتخبي عليا أنك حاسة بوجع زي دلوقتي.

ربتت سهر على وجنة آدم وتهربت من حديثه وقالت:
- ولما سألتني فالشهر التالت كان إيه بص يا حبيبي لما أحس بوجع الولادة هقولك وأكيد أكيد مش لوحدك اللي هتعرف أني بولد.

تنهد آدم وقال:
- لا بس المرة دي أنا فعلًا حاسس إنك بتولدي.

حدقت سهر به بدهشة وحاولت الوقوف فاسرع آدم وكاد أن يحملها فرفضت وقالت:
- لا يا آدم قلت لك متشلنيش تاني علشان ظهرك أنت على فكرة بقيت مهمل أوي فصحتك بتراعيني أنا وجاي على حساب نفسك، الأسبوع اللي فات لما صممت تشيلني الدكتور حذرك علشان رجليك ممكن بقى حبيبي ميتهورش و.

صمتت سهر فجأة وضغطت بقوة على كف آدم وقالت:
- آدم الظاهر إن كلامك المرة دي صح.

أجابها آدم وهو يضع يده على ظهرها يدعمها لتقف وقال:
- على فكرة أنا كل كلامي صح بس أنتِ اللي بتحبي تعندي و.

صرخت سهر فيه بحده وقالت:
- أنا بولد يا آدم بولد.

أحس آدم بالخوف فصرخات سهر توالت دفعة واحدة خلال ثوان، فحملها رغم اعتراضها وبكاؤها وغادر وهو ينادي على أحد الحرس ليأتى إليه مسرعًا بالسيارة، فجلس آدم وهو يحتضن سهر بخوف يذكرها بتمارين التنفس، ولكن أنينها وتثلج يداها أعلمه أن الأمر ليس بطبيعي، فهمست سهر وهي تحاول كتم آنينها:
- آدم كلم ماما صفية أنا عايزة أشوفها أرجوك.

نفوس قاسية بقلم منى أحمدWhere stories live. Discover now