الفصل الأول

46.2K 795 30
                                    


«الفصل الأول»

* صلّ على سيدنا محمد*

داخل منزل كبير أقل ما يقال عنه قصراً نجد فتاه خرجت من المرحاض للتو بعدما جففت دموعها بألم...
‏لتجلس علي الفراش وتلتمع مقلتيها البنيه بالدمع مرة أخري حينما تذكرت عنفوانه وقسوته معها هذه الأيام.

تغير كثيراً ...أزدادت قسوته... أصبح يقسو عليها بدم بارد ... لا تعلم ماذا حدث له ... أو لما تغير الي هذا الحد... غيرته عليها تزداد يوماً بعد يوم حتي باتت تتعبها كثيراً.

نزلت عبراتها من جديد تتذكر شجاره معها صباح اليوم قبل ذهابه لعمله ،ضعت وجهها بين كفيها تكمل بكاؤها المرير حتي تنهدت تستقيم في وقفتها بتعب متوجهه نحو غرفه تغير الملابس لتبدل ملابسها .

بعد قليل كانت تسجد دموعها تنهمر علي سجادة الصلاه حتي أنهت فرضها بقلب خاشع.
أدت فرضها ببكاء مرير ودعاء و إلحاح مستمر إلي الله علي أن يعود زوجها مرة أخري إلي ذلك الرجل الحنون المحب الذي عشقه قلبها وأصبح أسير أمام عشقه لها .

بعد حوالي ساعتين

كانت تقف أمام مرآه الزينه تتأمل نفسها بتلك العباءه الكحليه اللون وذلك النقاب الأبيض الذي أخفي ملامحها البريئه بعدما أعدت وجبه الطعام و رتبت المنزل .

فعلي الرغم من أنه يخبرها دائما الا تفعل شيئا حتي لا تجهد وتتعب و سيحضر خادمه تساعدها في شئون المنزل ...إلا أنها ترفض أن تفعل أخري معها أي شيء خاص به ... لكن مع أصراره الشديد وافقت علي طلبه ..و أكتفت بجلب خادمه تاتِ لها مرتين في الاسبوع فقط تساعدها في المنزل .

نظرت لنفسها نظره أخيره قبل خروجها من الغرفة ، تتوجه إلي الأسفل حتي تجلس مع والدته صاحبة الوجه البشوش والحنان الذي أخذه منها.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في مكان أخر تحديداً داخل المشفي الخاصه بأحمد أدهم المنشاوي.

خرج من غرفه العمليات بعد أنتهائه من إتمام أحد العمليات لأحد المرضي .
يسير في ذلك الممر الطويل بخطواته الهادئه الرزينه المتناسبة كثيراً معه خاصة مع ذلك المعطف الابيض الذي أعطاه مظهر رائع كعادته حتي دلف الي مكتبه .

يجلس علي الكرسي المواجه للمكتب يمسك بيده بعض الأوراق باحثاً عن الاشاعة الخاصة بعمليه الغد لأحد المرضي ،قاطع بحثه رنين هاتفه فرفع بصره يطالع شاشه الهاتف قبل تمتد يده يأخذه ليجيب علي المتصل : و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته .
أكمل بتساؤل : عامل أيه يا أبني ...؟! مختفي ليه ..؟!

أرتسمت إبتسامة خفيفة علي شفتي الآخر يهتف : مش مختفي ولا حاجه يا سيدي.
أكمل بإستنكار : قال يعني كنت عبرت ولا سألت .؟!
ليبتسم الآخر يردف بسخريه :لا يا شيخ ...!
أنت أهبل يابني ولا بتستهبل..؟!
أنا مش متصل بيك أمبارح وموبيلك كان مقفول ..!
ضحك الاخر يردف بهدوء : .أيوه ما أنا عارف .

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن