الوصفة الرابع والثلاثون: لوعة حبيب.

Start from the beginning
                                    

الذي ليس له أي حدود فالخلود هو الخلاصة
أثرك لن يمحى وإن مت فروحك مستدامة
أو قطع حبل حياتك بشيفرة سكين
فاتعظ واترك موافقة القرين
عد لبلدك الأم الحنون وعند رجلي الوالدين

عد لبرهم وحمايتهم ولتشييد الوطن
قبل أن يُفتك به ويسقط في ظلمات العرين
قبل أن تقطع عنه أنابيب الطاقة من الأكسجين
كما يقطع الحبل السري عن الجنين
ولا تجعل ماضيك المشين

يلوث نقاوة تاريخنا فأنت خلفية الدين
ومرآة الوطن
فكن خير انعكاس لأقوامنا الخيّرين
ولا تفضحنا أمام العالم وتجعلنا قومًا عمين
كن خير قدوة ومثال لشعبنا القويم للآخرين

اجعل جانبك المتحكم فيك هو الحاني اللين
وليس الفظ غليظ القلب بل الرزين
حتى لا تجعل من يقربك من النافرين
فقط ساند حبيبتي الوحيدة بين العدوان
حتى أرجع لديار الرياحين

وأغمرها بشوق وحنين
بحنين سأزيله ولو بعد حين
فقد كنت رهين
رهينًا للغربة والفقر اللعين
حينما طفى موقد بيتي ونفد الطحين

ولم يعد بإمكان زوجتي عجن العجين
وحتى السقف المتواضع سلب منا وأصبحنا مشردين
وصرنا في العراء نصحو ونستكين
ولإنس ضنين أصبحنا مدانين

ولكي أدفع تلك الديون
وأملئ حاوية من على عاتقي من البطون
كان يجب علي هجركِ والرحيل
وإن ذلك يعني مفارقة الصحبة والخليل
والتغرب عن كل حبيب وحتى زميل

وهوائك الرحب وما فيه من عذوبة رحيق
هواء نشعر بأن نسيمه يحرر فينا كل ضيق
ويكون بحرًا شاسعًا يؤوينا نحن وأرواحنا بلا مضيق
بلا تكلف أو طلب لجوء أو تأشيرة مقيم
ولا من أجل أرواحنا البائسة توطين

نحن أحرار في سمائك وعلى ترابك الندي
أنا هنا حر أبي
لا أحتاج لدفع مصاريف أو أخذ إذن في كل شيء
نحن المضيفون معك ولسنا الضيوف
الذين ربما يطردوا ويضعوا أمام الأبواب والقلوب

ويقذفوا خارج الحدود
في أي لحظة أو ثانية بلا اعتبار محفوظ
فكرامتنا مرهونة بكبريائك وشرفك دون مكائد لعوب
ونحن بمواجهة العالم كلعبة شطرنج
سيدة الدهاء والإستنتاج

بلا هرج ومرج
أو غنج وتسلح بحجج
الخاسر خاسر
والفائز على عرش الرقعة يتوج
وإن لعب بلا جدية أو بغير مزاج

فالنهاية هي الحكم ومن ضحك أخيرًا هو الذي نجح
أنتِ الرقعة المربعة خليط من أبيض وأسود
ونحن والأعداء من عليها نتعارك
نحن البيض وراء راية الحق نقف بحزم
وهم السود كسواد قلوبهم وعلمهم الأسود

كنا في السابق نفوز تباعًا وباستمرار
ولكن الآن غادرنا الصالحون وصناع القرار
وبقي السافلون يوجهون دفة ليلنا والنهار
وكادت السفينة تغرق بلا منجي في عمق البحار
فالنفاق والرياء والتملق أصبحت أسياد الأخلاق

وبهم شتت أوطاننا وبتنا ظاهرين للعيان
خططنا مكشوفة كما على الكتاب العنوان
وبات لا عرض الغير سوى النفس يصان
و حتى عرائسنا الصغيرة في البيوت الصغار الهوان
أصبحن لعبة بين أيادي الظلمة الكافرون

الذين عتوا في البغي العدوان
وطعنوا في كافة الأديان
وخاصة في كلام الرحمن
من الإنجيل والزبور والفرقان
ولولا أن وعد الله بحصن كتابنا القرآن

لكان في زمان كان
واقترفوا هم ما اقترفوا دون توبة أو كفران
ولكن يومًا ما سيعود كل مخلص
مثلي ومثلك ومثل كل نقي قلب إلى الديار
وسيحررها من كل إحتلال ودمار

من الفكري والأراضي وكل ما شوه الأجيال الصغار
سيعود الأخيار بالنصر قريبًا
فانتظري يا حبيبتي قليلًا
سيعود مواطنك الحبيب قريبًا
يرجع ابنك البار أخيرًا

سيعود بالنصر المبين
بأدعية ختمت بآمين
ليرجع لأرضنا صفة البلد الأمين
وتكون كلمتك الموحدة فخرًا يعلو الجبين
سنعتذر ونشد أزرك وننصرك حتى ترضين
يا أرضي الغالية
يا أمي الثانية
.

...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
وصفات الإبداع Where stories live. Discover now