الوصفة الرابع والثلاثون: لوعة حبيب.

21 6 2
                                    

...

القصيدة:

.^-^.

كان لي حبيبة تغربت عنها لسنين وسنين
بعدت عن جنون نبضها بأحيائها المكتظة بأنين
وعن شذاها العتيق المنقع بالذكريات والماضي الثمين
عن قلوب أهلها الدافئة الذين هم لأرضهم كالوتين
عن حكايا الأجداد وجمعات الأقربين

ونصح و بركات المسنين
عن أشجارها الغصون التي بأهدابها الخضر تزين
وببحيراتها الزرق تشع كسماء، كعدسة العين
سكب حبرها في فناجين
تتوه فيها النظرات كأعين العاشقين

وبأرضها من تضاريس شتى ملجأ من كل عدو رصين
وسمائها المجلو بالربيع، تغير ريشها بين فين وفين
ونجوم الليل الساحرة والبدر الزين
الذي كأسرار في الدجى دفين
فبيوتها البسيطة المبنية من طين

وحتى أسقفها المشيدة من عسف النخيل
ومزارعها الشاسعة، كلها تبين شموخها الأصيل
بحبيبها المخلص الأمين
الذي لم يخدع بأموال أو بنين
وظل وفيًا لحبيبته، حبيبة الكل من مصر وفلسطين

حتى يأتيه اليقين
فبلادي الحبيبة هي أرض كل مسلم مكين
عربيًا كان أو أعجمي فما يهم هو وحدة الدين
حبيبتي هي بلاد الشام والخليج والرافدين
وكل من يعلي راية الحق وبالإسلام يدين

يا أراضٍ تشبعت تربتها بدماء الأضاحي والقرابين
قرابين بشرية كانت دعواها من الله أن تصمد
ويكونوا لها كالبنيان المرصوص الصفين
يكون جسد كل شهيد كلبنة في سورها الحصين
يا أرض التاريخ والبطولات التي لا تحتاج لتدوين

فقد رسخت بالفعل في عقول البشريين
فقط سندعو من الله المعين
أن ينصرنا ويعيد إحياء التاريخ فيقلب الموازين
ويعيد لأوطان العز هيبتها ويتوقف التهجين
تهجين أجيال غسلت أدمغتها بتفنن

وأصبحت لا تحصل العلم بالبحث لكن بالتلقين
فقط ما يقوله الغرب هو الصحيح
والباقي مجرد إشاعات و وسوسة شياطين
ولتنقى بساتيننا من الثمار الفاسدة ومن لعزتنا تهين
لا نحتاج لنظريات أو حجج ولا براهين

فلدينا كتاب الله يكفي ويزيد
فلا تكن لزنزانة رقيهم الزائف سجين
فأرضك كتاب بأسره يفوح منه شذا الياسمين
هو منبع طفولتك التي كانت على مرآى من العين
وحماس شبابك الذي أفرغته في مختلف الميادين

لتكون شارة البداية ونقطة صفر بسيطة
كبساطة موطنك ولن يكن لها يومًا بديل
مهما قدم الغرب من مغريات لتجعلك إليها تميل
لتكون هذه البداية شرفًا ولمستقبلك تكوين
فالأساس هو الذي يعتبر وليس خط النهاية

وصفات الإبداع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن