الوصفة الثامن والعشرون: على شط اليم.

15 6 0
                                    

...

الخاطرة:

جلستُ على تلك الصخور بوجل والتي قذفها البحر إلى شطه كما فعل بجسدي أنا ومن حولي، عادت أنفاسي لوتيرتها لكنهم لم يعودوا.

بقوا مترسخين بالأرض تحتهم كما الصخور بلا حراك أو بخار أنفاس فقط سكون خانق أكد الحقيقة المرة وأنهم باتوا جزءًا من الطبيعة، جزءًا من عالم الجماد الهامد وحلَّقت أرواحهم إلى جنان الفردوس.

ليتني ارتحلت معهم إلى الراحة الأبدية بدل حالتي المزرية هنا، فأنا ثانية وحيدة، تعيسة وأيضًا فريسة سائغة للذئاب البشرية، ليتني اختفي من وجه هذا الكون.

من أمام أعين هؤلاء القوم السفلة الذين اغتصبوني بالشرارات المنطلقة من نظراتهم الخبيثة، لكن تبقى ليت محبوسة في خانة الأمنيات وليس بوسعي إلا إغلاق عيني وزهق العبرات، فأنا عاجزة عن فقع أعينهم الزانية أو دفع الأذى عني.

فقط سأطبق جفناي، وأشل شعوري وليحدث ما قدر لي فالحساب سيدفع في الغد البعيد لا محالة، في يوم الحشر سيرجع الرب لي كرامتي المسلوبة وغيرها من العتاد، ضممت جسدي إلى صدري ألتمس الدفئ والحنان.

كان لابد للسفينة أن توصلنا لبر الأمان لكن ليس هناك أيادٍ ممدودة لنا وأحضان فارغة، كلها حجزت لأخوان الشيطان، ولم يبقِ لي سوى نفسي وإيماني والله المستعان، وفي آخر وفقة لكبريائي المجاهد ألبسني قناع الجمود واللامبالاة.

ولكن جمرة الإحساس التي تلتهب بداخلي لم تحتمل، وأطلق لنفسها العنان، وأبطلت مفعول القناع فانصاع لها وعبس بأسى وحرقة على ما آلت إليه حياتي أنا.

أنا العربية، المسلمة، المرأة وكل أنثى تعاني من سياساتكم الفاسدة، من طمعكم وولعكم بالدنيا الفانية، من شر كل من اغتر بنفسه وظن أنه الأعلى، لكن تذكروا أن ربنا الرحمن الذي على العرش استوى سيسوي به الأرض ويذكره بمن هو الأغنى والأعلى.

الأمواج تضرب هيكلي الضعيف، وأنا على شط اليم انتظر المصير، وإلى أين سأساق بعد حتى؟ إلى مخيمات توشم فيها بصفة لاجئ لتقل رتبتك في هرم البشرية فتصبح كالعبيد بلا هوية أو موطن.

سيكون جيرانك أرفع درجة منك فهم مالكوا الذرات التي تطأها لا بل مالكها الحقيقي فضَّلك أنت عليهم فابتلاك ليقويك ويرفع درجاتك وفي يوم ستفتح عينيك على موطنك الأصلي، الجنة.

سيكون جيرانك أرفع درجة منك فهم مالكوا الذرات التي تطأها لا بل مالكها الحقيقي فضَّلك أنت عليهم فابتلاك ليقويك ويرفع درجاتك وفي يوم ستفتح عينيك على موطنك الأصلي، الجنة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

...

وصفات الإبداع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن